المبعوث الأمريكي: لبنان سيعرض في الأيام المقبلة خطة لنزع سلاح حزب الله — تجدد الهجمات الإسرائيلية على لبنان

لبنان اتفق على عرض خطة تهدف إلى إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، وفي المقابل ستقدم إسرائيل إطارًا لسحب قواتها، بحسب ما قال الموفد الأميركي توم باراك، بينما يكرر الحزب أنه لا يعتزم ذلك ما دام إسرائيل تواصل هجماتها وتحتل أجزاء من الجنوب.

بعد محادثات مع الرئيس ميشال عون في بيروت قال باراك يوم الثلاثاء إن الخطة لن تقوم على القسر العسكري، بل ستركز على جهود حثّ الحزب على تسليم أسلحته طواعية.

«الجيش والحكومة اللبنانية لا يتحدثان عن خوض حرب. هم يبحثون عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن تلك الأسلحة»، قال باراك.

لم تُتبادل مقترحات رسمية بعد، لكن التعهدات الشفهية من الطرفين تشير إلى مسار يضيق نحو تطبيق ممكن.

رئيس الوزراء نواف سلام قال إن لبنان شرع في مسار لا رجعة فيه لوضع جميع الأسلحة تحت سلطة الدولة، وأن الجيش سيعرض خطة شاملة بحلول الأسبوع المقبل.

في وقت سابق من الشهر الجاري، أقرّ مجلس الوزراء «أهداف» اقتراح أميركي يقضي بأن تقتصر حيازة الأسلحة على الدولة وحدها، رغم أن حزب الله رفض القرار واعتبره «مسيرة ذل» واستسلامًا لإسرائيل والولايات المتحدة.

الموفدة الأميركية مورغان أورتيغوس قالت للصحفيين في قصر بعبدا إن السلطات اللبنانية مطالبة بوضع قرار نزع سلاح حزب الله حيز التنفيذ. «كل خطوة تتخذها الحكومة اللبنانية سنشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ نفس الخطوة»، أضافت.

قائد حزب الله نعيم قاسم رفض التخلّي عن سلاح الجماعة. وفي خطاب بُث يوم الاثنين انتقد قرار الحكومة ودعا إلى التراجع عنه، واصفًا الانسحاب «فضيلة».

لطالما كانت الجماعة المقاومة الوحيدة في وجه العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكنها خرجت مستنزفة من حرب العام الماضي: اغتيال قيادات بارزة شمل زعيمها السابق حسن نصرالله، ومقتل آلاف المقاتلين والمدنيين اللبنانيين، ونزوح عشرات الآلاف من الشيعة ومكوّنات أخرى عن ديارهم المدمرة.

يقرأ  متى ولماذا نُشِر الحرس الوطني في الولايات المتحدة سابقًا؟ — أخبار دونالد ترامب

وحذّر قاسم من أن استعادة سيادة لبنان لا تتحقق إلا بإنهاء «العدوان» الإسرائيلي، وقال إن على الحكومة أولًا أن تؤكد التزام إسرائيل باتفاق وقف اطلاق النار في نوفمبر 2024 — الذي يلزمها سحب قواتها من الأراضي اللبنانية — قبل الشروع في أي حوار حول استراتيجية دفاعية وطنية.

إسرائيل انتهكت الهدنة في نوفمبر تقريبًا بشكل يومي.

إسرائيل وسحب القوات من لبنان

أشارت إسرائيل يوم الاثنين إلى أنها ستقلّص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا تحركت القوات اللبنانية لنبذ سلاح حزب الله.

ووصف باراك، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، هذا التقدم بأنه «تاريخي».

«ما قالته إسرائيل الآن هو: لا نريد احتلال لبنان. نحن مستعدون للانسحاب من لبنان، وسنطابق توقعات السحب بخطتنا فور أن نرى الخطة الفعلية لنزع سلاح حزب الله»، قال.

صحفي الجزيرة علي هاشم قال إن إسرائيل رسّخت وجودها في الجنوب منذ الاتفاق، مشيرًا إلى زيادة المواقع من خمسة داخل الأراضي اللبنانية إلى ثمانية.

«من الواضح أن إسرائيل تحاول الاستيلاء على التلال الرئيسية داخل لبنان وسوريا للحصول على ما تصفه بنظام إنذار مبكر»، قال هاشم، مضيفًا أن توسيع الوجود الإسرائيلي كان العقبة الرئيسية أمام محاولات إقناع حزب الله بالتخلي عن السلاح.

عقبة أخرى تكمن في أن اتفاق وقف النار يشترط نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية، لا في كامل البلاد.

شدد باراك على أن أي مبادرة لنزع السلاح يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأثر الاقتصادي على عشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله وعائلاتهم، الذين يُفترض أن كثيرين منهم يعتمدون على تمويل إيراني.

«إذا طلبنا من جزء من المجتمع اللبناني التخلي عن مصدر رزقه — لأن الحديث عن نزع سلاح حزب الله يعني حوالى 40 ألف شخص يتلقون رواتب من إيران — لا يمكننا مجرد أخذ أسلحتهم ونقول لهم: ‘بالتوفيق، اذهبوا لزراعة الزيتون’. علينا مساعدتهم»، قال.

يقرأ  شركة نيو تتوسع عالمياً — وهذه المرة تتجه إلى سنغافورة، كوستاريكا وأوزبكستان

وأضاف أن دول الخليج، بما فيها قطر والسعودية، مستعدة لدعم اقتصاد لبنان — ولا سيما في الجنوب المعقل التقليدي لحزب الله — كجزء من مبادرة لتوفير بدائل للحزب.

اتهامات بالعنصرية ضد الموفد الأميركي

تصريحات باراك أشعلت موجة غاضبة في بيروت، حيث وُجهت إليه اتهامات بالعنصرية بعد تهديده الصحفيين بإنهاء المؤتمر الصحفي إذا تصرفوا بطريقة وصفها بأنها «غير متمدنة» و«حيوانية».

«اهدأوا للحظة، وسأقول لكم شيئًا: في اللحظة التي يبدأ فيها هذا بالتحول إلى فوضى، مثل التصرف الحيواني، سنغادر»، قال.

«إذاً، [إذا] أردتم أن تعرفوا ما الذي حدث، تصرفوا بتحضر، تصرفوا بلطف، تصرفوا بتسامح لأن هذه المشكلة مع ما يحدث في المنطقة».

الصحفية اللبنانية البريطانية هالة جابر وصفت أسلوب باراك بأنه أسلوب «مفوض استعماري في القرن التاسع عشر» يُلقي علينا دروسًا في «الحضارة» ويلوم كل شيء على «منطقتنا»، وكتبت على منصة X أن ذلك ليس مجرد غطرسة بل عنصرية، وأنه لا يملك أن يهين شعوب هذا البلد.

العمود الصحفي محمّد حسن سويدان في موقع The Cradle قال إن وزارة الخارجية الأميركية مدينة باعتذار لكل الصحفيين في المنطقة عن تصريحات باراك التي «أنزلت عن إنسانيتنا». «لقد تجرد منا، تصرف بتعجرف، واستخدم مصطلحات استعماريّة»، قال سويدان للجزيرة. لم يتم تزويدي بأي نصّ لأعيد صياغته أو أترجمه.
الرجاء إرسال النص المطلوب كي أتمكن من مساعدتكك.

أضف تعليق