محتجون يدينون زيارة توم باراك وسط دفع لتفكيك سلاح حزب الله ويحذرون الصحفيين من التصرف «بشكل همجي»
نُشر في 27 أغسطس 2025
أفادت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية أن المبعوث الأميركي توم باراك اختصر زيارته إلى جنوب لبنان، في تحول طرأ على جدول أعماله يوم الأربعاء في ظل احتجاجات تصاعدت ضد ضغط واشنطن لتفكيك سلاح حزب الله، وبفعل سخط متزايد إثر تنمره على الصحفيين في لقاءات سابقة.
نقلت تقارير أن باراك حوّل إلى ثكنة للجيش في مرجعيون بطائرة هليكوبتر، حيث نُشرت قوات مسبقًا تحضيرًا لوصوله. وزِعَمت مصادر لاحقًا إلغاء زيارتين كانتا مقررتين إلى خيام، المدينة التي لحقتها دمار كبير خلال القتال بين إسرائيل وحزب الله، وإلى مدينة صور الساحلية.
لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب الجزيرة للتعليق حول التغيير المبلغ عنه في جدول الزيارة.
يُذكر أن باراك، الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص لواشنطن إلى سوريا، أثار موجة من الغضب في بيروت بعد أن طالب الصحفيين يوم الثلاثاء «بالتصرف بشكل متحضّر» أثناء إلحاحهم عليه بالأسئلة عقب لقائه بالرئيس ميشال عون. وأضاف أنه سيتوقف عن الإجابة إذا ما «بدأت الأمور تصبح فوضوية، شبيهة بالسلوك الحيواني»، في تشبيه اعتبره كثيرون متعاليًا وربطوه بمزاج عام من الاستعلاء.
اتهم منتقدون الدبلوماسي بعقلية استعمارية، في حين أعربت الرئاسة اللبنانية لاحقًا عن أسفها لتعليقات باراك.
احتجاجات في جنوب لبنان
قال باراك أيضًا يوم الثلاثاء إن حكومة لبنان ستعرض خطة لتفكيك سلاح حزب الله في الأيام المقبلة. وقد جاء ذلك بعد أن أوصت الحكومة الشهر الماضي الجيش بإعداد خطة لتفكيك السلاح بحلول نهاية العام، قرار اتُّخذ تحت ضغوط أميركية ثقيلة وفي ظل تهديدات إسرائيلية بتصعيد عسكري جديد.
أفضت هذه الخطوة إلى توترات شعبية، خصوصًا في جنوب لبنان حيث تحظى المقاومة بدعم واسع. في ساعات الصباح الأولى يوم الأربعاء، تداولت مشاهد لمحتجين يلوحون بأعلام حزب الله، ويحملون صورًا لمقاتلين قضوا، ويقفون قرب عبارات مناهضة لأميركا مكتوبة على الطريق في خيام. حملت إحدى الرسائل بالعربية عبارة «أمريكا هي الشيطان الأكبر»، بينما ظهرت رسالة بالإنجليزية تقول: “Barak [sic] is animal.”
كما شهدت صور تجمعات احتجاجية، وقال بلال كشمار، مسؤول في اتحاد البلديات الجنوبية، إن عشرات الأشخاص احتشدوا للتعبير عن رفضهم لوصول باراك ولإدانة ما وصفوه بسياسات واشنطن المنحازة.
تصاعدت الاشتباكات بين إسرائيل ولبنان بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة والحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع. وتوصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، لكن طائرات إسرائيل واصلت شن ضربات شبه يومية داخل لبنان، وهو ما اعتُبر خرقًا لاتفاق وقف النار، فيما تتبادل تل أبيب وحزب الله اتهامات بعدم الالتزام ببنود الاتفاق.
رفض أمين عام حزب الله، نصر الله؟ — لا، القائد نائم قاسم — أي خطط لتسليم السلاح، مؤكّدًا أن على إسرائيل أولاً الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف هجماتها المستمرة قبل أن تبدأ أي محادثات حول نزع سلاح الحزب.