المحكمة الجنائية الدولية تؤكد توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب إلى زعيم المتمردين الأوغندي جوزيف كوني

المحكمة الجنائية الدولية تؤكّد صحة 39 تهمة ضد جوزيف كوني — وتُمهّد الطريق أمام محاكمة حالَ توقيفه

نُشر في 7 نوفمبر 2025

أكّدت قضاة غرفة ما قبل المحاكمة الثالثة في المحكمة الجنائية الدولية وجود أدلة كافية لاعتبار جوزيف كوني مسؤولاً جنائياً عن جرائم حرب وجرائم ضدّ البشرية ارتُكبت في شمال أوغندا بين عامي 2002 و2005، عندما كان يقود جيش مقاومة الرب (LRA). وتشمل التهم، التي يصل عددها إلى 39 تهمة، جرائم قتل، واسترقاق جنسي واغتصاب، ما يجعل منه أقدم مطلوب لدى المحكمة.

إلى جانب الأعمال المنسوبة لمقاتلي حركة المقاومة، اعتبرت المحكمة أن كوني قد يتحمّل مسؤولية مباشرة عن عشر جرائم نسبت إليه شخصياً، مرتبطة باثنتين من النساء اللواتي أُكرهْن على أن يصبحن زوجتين له. وذكرت الهيئة أن كوني أصدر أوامرً دائمة بمهاجمة التجمعات المدنية وقتل المدنيين وإساءة معاملتهم ونهب ممتلكاتهم وخطف الأطفال والنساء لإدماجهم في صفوف الحركة.

المحكمة قالت أيضاً إن هذا الحكم يُشكّل سابقة: للمرة الأولى تؤكّد المحكمة تهماً في غياب المشتبه به، ما يعني أن القضية يمكن أن تتقدّم رسمياً إلى مرحلة المحاكمة إذا أُلقي القبض عليه، مع الإشارة إلى أن قواعد المحكمة تمنع البدء بمحاكمة كاملة دون حضور المتهم أمام القاضي. وأكد ممثلو الادعاء أن الجهود الرامية لتعقّب واعتقال كوني، البالغ من العمر الآن 64 عاماً، لا تزال متواصلة.

تستند هذه القرار إلى جلسة استماع استمرت ثلاثة أيام في سبتمبر قدّم خلالها المدّعون ومحامو الضحايا أدلة وشهادات من دون حضور كوني — إجراء استثنائي مهّد لهذا الحكم. كما اعتمد القرار على سنوات من التحقيقات وشهادات الشهود.

خلفية النزاع:
نشأت حركة المقاومة في إقليم أشولي بشمال أوغندا أواخر الثمانينيات، وخلطت بين طقوس مسيحية صوفية وتمرد مسلّح ضدّ حكومة الرئيس يوري موسيفني. وتقدّر الأمم المتحده أن نحو 100 ألف شخص لقوا حتفهم وأن حوالي 2.5 مليون آخرين نزحوا على خلفية هذا الصراع.

يقرأ  وزير خارجية باكستان: خطة ترامب لإنهاء حرب إسرائيل على غزة خضعت لتعديلأخبار بنيامين نتنياهو

حتى بعد طردها من أوغندا، شنّ مقاتلو الحركة هجمات مميتة عبر جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، محرقين قُرى ونهباً للمجتمعات وخاطفين عشرات الآلاف من الأطفال — حيث أُجبر الفتيان على القتال والفتيات على العبودية الجنسية. عاد كوني إلى دائرة الضوء الدولية في 2012 بعد انتشار فيديو عن جرائمه وأدّى إلى حملة #Kony2012 على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لا يزال المطلوب هارباً.

أضف تعليق