المحكمة الجنائية الدولية تفصل بشأن طلب الإفراج المؤقت عن الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي — أخبار حقوق الإنسان

محامية حقوق الإنسان تؤكد وجود «أدلة قوية» تبرّر إبقاء الزعيم الفلبيني المحتجز داخل السجن

يستعد قضاة محكمة الجنايات الدولية للنظر في استئناف يطالب بإخلاء سبيل الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي، الذي يواجه إجراءات قضائية تتعلق بتهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». من المتوقع أن يصدر القضاة حكمهم يوم الجمعة، وهو قرار قد يمهّد الطريق أمام منحه حرية مؤقتة بالرغم من معارضة قوية من منظمات الحقوقين وعائلات ضحايا حملته الوحشية لمكافحة المخدرات.

فريق دوتيرتي القانوني طعن في قرار صدر في أكتوبر أبقى الرئيس السابق رهن الحبس، بعد أن خلص القضاة إلى وجود احتمال كبير أن يرفض العودة للمحاكمة أو أن يستغل حريته في ممارسة ضغوط أو ترهيب الشهود. prosecutors المحكمة اتهمت دوتيرتي بالتورط في عشرات عمليات القتل خلال ما وصفته «حربه على المخدرات»، حيث شغل سابقًا منصب عمدة مدينة جنوبية ثم رئاسة البلاد بين 2016 و2022.

تفاصيل لائحة الاتهام تشير إلى أن دوتيرتي وجه أو سمح بارتكاب أعمال عنف، بما في ذلك القتل، بحق من اعتُبروا مجرمين مزعومين من بينهم تجار ومتعاطو مخدرات. وتراوح تقدير أعداد الضحايا خلال فترة رئاسته: بين أكثر من 6000 حالة وفق أرقام الشرطة الوطنية، وبين ما يصل إلى 30 ألفًا وفق منظمات حقوق الإنسان.

اعتُقل دوتيرتي في لاهاي في مارس، وقد أمضى في الحجز أكثر من ثمانية أشهر. ومحاميين دفاعه يقولون إنه «هرم ومتهالك» وإن إبقاؤه في الحجز أثناء سير المحاكمة يعد عملاً قاسياً، مؤكّدين أن الدائرة المعنية أجلت جلسة تمهيدية في سبتمبر لإجراء تقييم طبي شامل لحالته. بحسب مرافعات الدفاع، تراجعت قدراته الإدراكية إلى درجة تحول دون تمكنه من مساعدة موكله لشؤونه القانونية.

على النقيض من ذلك، قال قريبون زاروه إن حالته «جيدة» وإنه «مشارك ومتفاعل جدًا». وفي زيارة أخرى، اقترحت ابنته، نائبة الرئيس سارا دوتيرتي، أن يتظاهر أنصاره أمام مركز احتجازه ويقوموا بما وصفته بـ«خطف السجن» لإخراجه.

يقرأ  في أستراليا: إيرين باترسون، المعروفة بلقب «قاتلة الفطر»، تُحكم عليها بالسجن المؤبد

لو تقرر إخلاء سبيل دوتيرتي، فإن من المتوقع ألا يعود إلى الفلبين، بل سينقل إلى ولاية قضائية أخرى تتولى احتجازه أثناء استمرار الإجراءات الدولية ضده. وفي الشهر الماضي رفض القضاة طعناً على اختصاص المحكمة في النظر بالقضية.

في مانيلا، أعربت كريستينا كونتي، محامية بارزة تمثل عائلات الضحايا، عن ثقتها بنسبة 99٪ في رفض الاستئناف. وقالت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: «ثمة أدلة قوية تبرّر بقاؤه في السجن». وأضافت أن الدفاع لا ينكر وجود أساس معقول لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بل إن أساس الطلب يرتكز على مسألة الحالة الصحية الجسدية والعقلية.

وأشارت كونتي إلى أن الوقائع القانونية التي خلصت إليها غرفة التحضير لدى المحكمة «قوية وواقعية»، ما لا يبرر تبديل قرار سبتمبر ومنحه إفراجًا مؤقتًا، مستعرضة عددًا من الأحكام والإجراءات القانونية ذات الصلة.

في فبراير 2018، أعلنت نيابة المحكمة فتح تحقيق تمهيدي في أعمال العنف المرتبطة بفترة تولي دوتيرتي الحكم. وبعد شهر، وفي خطوة اعتبرها نشطاء حقوقيون محاولة للتهرب من المساءلة، أعلن دوتيرتي، وهو لا يزال رئيسًا، انسحاب الفلبين من عضوية المحكمة الجنائية الدولية، بحيث سري الأثر على أن يمتد نطاق التهم من 1 نوفمبر 2011، حين كان لا يزال عمدة لمدينة دافاو الجنوبية، حتى 16 مارس 2019، تاريخ سريان قرار الانسحاب.

أضف تعليق