آر تي إي: المشاركة ستكون أمراً لا يغتفر على خلفية حرب إسرائيل على غزة والخسائر الفادحة في الأرواح
نُشر في 11 سبتمبر 2025
أعلنت المحطّة الإذاعية الإيرلندية آر تي إي أنها ستنسحب من مسابقة يوروفجن للأغنية في العام المقبل إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، مشيرةً إلى أن المشاركة في ظل الأوضاع الراهنة ستكون “أمراً لا يغتفر” نتيجة الحرب الدائرة في غزة وما تَرَتّبَ عليها من خسائر بشرية مروّعة.
وقالت الإذاعة في بيان يوم الخميس إن قرارها مبني على قناعات أخلاقية راسخة، إذ اتخذت إيرلندا أحد أشد المواقف انتقاداً للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، وانضمت إلى قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. وفي الأمر المؤقت الذي أصدرته المحكمة في يناير من العام الماضي، طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ خطوات لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في غزة، ورأت منظمات حقوقية عديدة أن الحرب تمثل إبادة جماعية.
وقد أغلقت إسرائيل سفارتها في دبلن احتجاجاً على انتقادات إيرلندا لإجراءاتها العسكرية ضد الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، تشارك إسرائيل تقليدياً في مسابقة الأغنية بصفتها عضواً طويلاً في اتحاد البث الأوروبي (EBU)، الذي ينظّم الحدث سنوياً بالشراكة مع محطات البث العامة الوطنية مثل الإذاعة الوطنبة.
شهدت دورات يوروفيجن الأخيرة تصاعداً في الاحتجاجات على مشاركة إسرائيل، في ظل استمرار الهجوم العسكري في غزة الذي أودى بحياة أكثر من 64,000 شخص. وتواصل القوات الإسرائيلية حملة قصف مكثفة على مدينة غزة في محاولة لإجبار نحو مليون من سكانها على النزوح.
وقالت آر تي إي: “نرى أن مشاركة إيرلندا ستكون أمراً لا يغتفر بالنظر إلى الخسائر المروعة في الأرواح في غزة”، وأضافت أنها تشعر بقلق عميق إزاء “الاستهداف المتعمّد للصحفيين في غزة، ومنع وصول الصحفيين الدوليين إلى القطاع، ومعاناة الرَهائن المتبقّين”. وتُعدّ الحرب الجارية الأكثر دمويةً على الإطلاق للعاملين في الإعلام، إذ قُتل أكثر من 270 صحفياً.
“ما زلنا في طور التشاور”
من جهته، قال اتحاد البث الأوروبي إنه يدرك “الهموم والمواقف المتشددة المرتبطة بالصراع المستمر في الشرق الأوسط”، مضيفاً أنه “لا يزال في طور التشاور مع جميع أعضائه لجمع الآراء حول كيفية إدارة المشاركة والتعامل مع التوترات الجيوسياسية المحيطة بمسابقة يوروفيجن”. وذكر مارتن غرين، مدير يوروفيجن، في بيان عبر البريد الإلكتروني أن المحطات لديها مهلة حتى منتصف ديسمبر لتأكيد رغبتها في المشاركة في حدث العام المقبل في فيينا، وأن القرار يعود لكل عضو على حدة، وسيُحترم أي قرار تتخذه محطات البث.
في مايو قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن إسرائيل ينبغي أن تُستبعد مستقبلاً، وأعلنت مدريد أيضاً حظراً على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. مشدداً على أن استبعاد روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 2022 يجعل من غير المقبول وجود معايير مزدوجة في المجال الثقافي.
أشارت آر تي إي إلى أن القرار النهائي بشأن مشاركة إيرلندا في مسابقة 2026 سيُتخذ بعد أن يصدُر قرار اتحاد البث الأوروبي بشأن مشاركة إسرائيل. ومن الجدير بالذكر أن إيرلندا تشارك في المسابقة منذ 1965 وقد فازت بها سبع مرات، وهو رقم مثّلته السويد أيضاً.