المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة يندد بالغارات الأمريكية على ما يُزعم أنها قوارب مخدرات واصفًاها بـ«غير مقبولة» أخبار الأمم المتحدة

بيان أممي نادر ينتقد حملة القصف الأميركية

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر ترك، إلى فتح تحقيق مستقل في ضربات نفذتها القوات الأمريكية ضد زوارق في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي يشتبه بأنها كانت تنقل مخدرات من أمريكا الجنوبية، معتبراً أن هذه الهجمات «غير مقبولة» ويجب أن تتوقف فوراً.

وقال تورك، في أول إدانة صارخة تصدر عن هيئة أممية بهذه اللهجة، إن تكلفة هذه العمليات البشرية آخذة في التصاعد ولا يمكن السكوت عنها. وأضاف: «على الولايات المتحدة أن توقف مثل هذه الهجمات وتتخذ كل التدابير اللازمة لمنع القتل خارج نطاق القضاء للأشخاص على متن تلك الزوارق، مهما كانت الاتهامات الجنائية الموجهة إليهم».

وخلال إيجاز دوري للأمم المتحدة، قالت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شمداساني، إن المسؤول الأول في المنظمة يرى أن سلوك واشنطن يَخالف قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان ودعا إلى «تحقيقات عاجلة ومستقلة وشفافة».

بررت حكومة الرئيس الأمريكي هجوماتها بأنها تصعيد ضروري لوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، لكن الحملة أثارت انقسامات واسعة بين دول المنطقة. وتصاعد لهجتها العدائية تجاه دولتين تقودهما حكومات يسارية — فنزويلا وكولومبيا — غذى الشكوك بوجود دوافع أخرى، وربما حتى أهداف تغييرية للنظام في فنزويلا.

وفي تصعيد عسكري بارز، أرسلت واشنطن مجموعة حاملة طائرات إلى أمريكا اللاتينية، ما أثار تكهنات حول احتمال محاولة الإطاحة بالحكومة الفنزويلية.

وأكدت شمداساني أن مكافحة الاتجار بالمخدرات تظل، حسب اتفاقات دولية طويلة الأمد، مسألة إنفاذ للقانون تخضع لقيود صارمة على استخدام القوة القاتلة. وذكرت أن اللجوء المتعمّد إلى القوة القاتلة مسموح به فقط كملاذ أخير ضد من يمثل «تهديداً وشيكاً على الحياة». وإلا، فإن استخدام مثل هذه القوة يشكل انتهاكاً لحق الحياة ويصنف على أنه قتل خارج نطاق القضاء.

يقرأ  الحوثيون في اليمن يحتجزون ٢٠ من موظفي الأمم المتحدة في مداهمة جديدة

وأضافت أن الضربات تُنفذ «خارج سياق النزاع المسلح أو الأعمال العدائية النشطة»، ما يضاعف من الحاجة إلى مساءلة قانونية.

وقعت عدة ضربات أحدثها ما أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسِيث يوم الأربعاء، حين أعلن أن ضربة في المحيط الهادئ الشرقي استهدفت زورقاً يُزعم أنه كان يحمل مخدرات وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص كانوا على متنه. مع تلك الضربة — وهي الرابعة عشر منذ بدء الحملة في أوائل سبتمبر — ارتفع عدد القتلى إلى ما لا يقل عن ٦١ شخصاً.

وفي هجوم سابق بالمنطقة أعلن هيغسِث أن ثلاث ضربات أخرى أودت بحياة ١٤ شخصاً وتركَت ناجياً واحداً، فيما كان الإعلان عن هجمات متعددة في يوم واحد أمراً لم يُسجّل من قبل منذ بدء الحملة في ٢ سبتمبر. وفي ١٦ أكتوبر، أسفرت ضربة أخرى عن وجود ناجيين اثنين أعيدا إلى بلديهما.

كما هدد الرئيس الأمريكي مراراً بتوسيع حملة القصف لتشمل أهدافاً برية، وهو تهديد لم يتحقق بعد، لكن استمرار العمليات البحرية وتصاعد الوجود العسكري في المنطقة يثير قلقاً دولياً متزايداً ويستدعي تحقيقات مستقلة وشفافة فورية.

أضف تعليق