المكتبة البريطانية تعيد إصدار بطاقة أوسكار وايلد بعد 130 عاماً على سحبها إثر إدانته بالممارسات المثلية

المكتبة البريطانية تعيد إصدار بطاقة قارئ باسم أوسكار وايلد بعد 130 عاماً

تاريخ وفاة أوسكار وايلد، 30 نوفمبر 1900، استُخدم كتاريخ انتهاء صلاحية البطاقة الجديدة.

كرّمت المكتبة البريطانية الكاتب الإيرلندي الراحل أوسكار وايلد بإعادة إصدار بطاقة قارئ باسمه، بعد أن جرى سحب بطاقته الأصلية قبل 130 عاماً عقب محاكمته بتهمة «الفحشاء البالغ». كان وايلد، الروائي والشاعر ودراميّ المسرح الشهير، قد مُنع من دخول قاعة المطالعة عام 1895 بعد اتهامه بعلاقات مثلية، وهي جريمة في ذلك الوقت.

سُجّل قرار سحب تصريح وايلد، حين كانت القاعة تابعة لمتحف بريطاني، في محاضر الأمناء بتاريخ 15 يونيو 1895 بدون تعليق. وكان وايلد آنذاك يقضي ثلاثة أسابيع في السجن بعد أن حكم عليه بعقوبة السجن لمدة عامين مع الأشغال الشاقة، في أعقاب خسارته لدعوى التشهير ضد اللورد كوينسبري الذي اتهمه بعلاقات مع رجلٍ شاب—الذي تبين لاحقًا أنه لورد ألفريد دوغلاس، المعروف باسم «بوزي».

تنص لوائح المكتبة آنذاك على سحب بطاقة أي شخص تُدان بجريمة، ومن هنا جاء تسجيل استبعاد وايلد من قاعة المطالعة.

الرسالة من السجن وأرشيف المخطوطات

تحتفظ المكتبة البريطانية بمسودات خطية لعدد من أشهر مسرحيات وايلد، بما في ذلك: «أهمية أن تكون جادًا»، «زوجٌ مثالي»، «امرأة بلا أهمية» و«مروحة السيدة ويندمر». كما تضم مجموعتها رسالة «دي بروفونديس» التي كتبها من سجن ريدينغ.

ستتسلم البطاقة الجديدة حفيد وايلد، الكاتب ميرلن هوللاند، في حفل يقام بالمكتبة يوم الخميس، وهو اليوم الذي يصادف ما كان سيُكُون عيد ميلاده الحادي والسبعين والسبعين (171). قال هوللاند إن البطاقة تمثل «لفتة جميلة من التسامح، وأنا متأكد أن روحه ستتأثر وتسرّ».

وأضاف هوللاند، متحدثًا لبرنامج Today على راديو BBC 4، أنه يشعر بالفخر تجاه جده وأيضًا بثِقْل المسؤولية في إدارة إرثه: «غالبًا ما يكتب إليّ الناس قائلين: ‹لا أستطيع أن أصف لك كم كان لرسالة والديك، دي بروفونديس، أثرٌ كبير في حياتي›». وتابع: «تختتم الرسالة بنبرة إيجابية… وكأنّه سيخرج من السجن ليعمل ويبدع من جديد. كتب إليّ كثيرون قائلين: ‹في لحظة يأس رهيبة عن حياتي قرأت دي بروفونديس، وأردت أن أخبرك كم كان لهذه الرسالة من السجن أثرٌ بالغ فيّ›».

يقرأ  الإعلان عن هوية المشتبه به في إطلاق النار على الشرطة الأسترالية وسط استمرار ملاحقة مكثفة

اعتراف بالظلم

وصفت السيدة كارول بلاك، رئيسة المجلس في المكتبة البريطانية، وايلد بأنه «أحد أبرز الشخصيات الأدبية في القرن التاسع عشر». وقالت إن إعادة إصدار البطاقة تهدف إلى «تكريم ذاكرة وايلد والاعتراف بالظلم والمعاناة الهائلة التي تكبّدها نتيجة دانته». وأضافت أنها واثقة من أن المكتبة «مسرورة» باستقبال حفيده، الذي صدر له مؤخرًا كتاب بعنوان After Oscar: The Legacy of a Scandal، لتسلّم البطاقة نيابةً عن جده.

أضف تعليق