نُشر في 30 أكتوبر 2025
في تحرُّك نادر استجابةً لضغوط متزايدة بشأن علاقته بالمُدان بالاعتداءات الجنسية جيفري إبستين، أقدم الملك تشارلز الثالث على تجريد شقيقه اندرو من الألقاب المتبقية وإخراجه من مقرّه الملكي.
وقال قصر باكنغهام يوم الخميس إن الملك «شرع في إجراء رسمي لسحب اللقب والألقاب والأنواط من الأمير أندرو». جاء ذلك بعد أسابيع من مطالب متصاعدة باتخاذ إجراء بسبب صلات الأمير مع إبستين.
بعد القرار غير المألوف للملك، سيُعرف أندرو باسم أندرو ماونتباتن ويندسور ولن يُطلَق عليه لقب «أمير» بعد الآن، وسيغادر مقرّ الملكي «رويال لودج» إلى سكن خاص.
تكاد تكون واقعة سحب لقب أمير أو أميرة في المملكة المتحدة سابقة نادرة؛ فقد حصل آخر سحب مماثل في 1919 حين أزيل اللقب البريطاني عن الأمير إرنست أوجستوس لوقوفه مع ألمانيا أثناء الحرب العالمية الأولى.
تزايدت المطالب بإزالته من «رويال لودج» بعد تنازله عن استخدام لقب دوق يورك مطلع الشهر الجاري، إثر كشف معلومات جديدة عن صداقته مع إبستين وتجدد اتهامات بالاعتداء الجنسي من قبل إحدى ضحايا إبستين، فيرجينيا روبرتس جافري، التي نُشرت مذكّراتها بعد وفاتها الأسبوع الماضي.
لكن الملك مضى أبعد من ذلك، معلّلاً العقوبة بـ«سقطات خطيرة في الحكم» حين سحب عنه لقب الأمير الذي حمله منذ ولادته كابن لملكة الحكم الراحلة إليزابيث الثانية.
وأكد القصر أن «هذه العقوبات تُرى على أنها ضرورية، رغم استمراره في نفي الادعاءات الموجّهة إليه»، وأضاف: «ترغب صاحبا الجلالة في التأكيد على أن أفكارهما وأعمق تعاطفهما كانت وستظل مع الضحايا والناجين من أي وجميع أشكال الإساءة».
أعلن شقيق جافري أن الانتصار تحقق لِأخته، التي توفيت في أبريل عن عمر يناهز 41 سنة. وقال شقيقها سكاي روبرتس في بيان: «اليوم، فتاة أمريكية عادية من عائلة أمريكية عادية أسقطت أميرًا بريطانيًا بحقيقتها وشجاعتها المذهلة».
تعرض أندرو لسلسلة جديدة من الإدانة العامة بعد ظهور رسائل إلكترونية أوائل الشهر الجاري أظهرت أنه ظل على اتصال بإبستين لفترة أطول مما أقرّ به سابقًا. تبع ذلك صدور مذكّرات جافري التي اتهمت أندرو بإقامة علاقات جنسية معها حين كانت في السابعة عشرة من عمرها، وورد في الكتاب وصف ثلاث لقاءات جنسية مزعومة زعمت فيها أن أندرو تصرف كما لو أن «ممارسة الجنس معي كانت من حقه الولادي».
لطالما نفى أندرو، البالغ من العمر 65 عامًا، مزاعم جافري، لكنه تنحّى عن واجباته الملكية بعد مقابلة كارثية مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في نوفمبر 2019 حاول فيها نفي الاتهامات.
في 2022 سدّد أندرو ملايين الدولارات كتعويض خارج المحكمة بعد أن رفعت جافري دعوى مدنية ضده في نيويورك؛ ولم يعترف بارتكاب أي مخالفة، لكنه أقرّ بمعاناة جافري كضحية للاتجار بالجنس.
يعني قرار الملك أن أندرو لن يعود حاملًا لقب الأمير أو لقب «صاحب السمو الملكي»، ولن يُعرَف بعد الآن بـ«دوق يورك» أو «إيرل إنفرنيس» أو «بارون كيليليج» — وهي الألقاب التي كان يحتفظ بها حتى الآن. كما سُحبت عنه أوسمة ومناصب فخرية، بينها رتبة «فارس الرباط» ومراتب في وسام الملكي الفيكتوري.
من المتوقع أن ينتقل أندرو إلى إحدى ممتلكات الملك في سندريغهام قرب الساحل الشمالي الشرقي وأن يتلقّى دعمًا ماليًا خاصًا من شقيقه الملك.
