المملكة المتحدة تصف إطلاق سراح مواطن بريطاني في صفقة مع بيلاروس بأنه «خبر رائع»

أفرجت بيلاروسيا عن يوليا فنر، الحاملة للجنسيتين البريطانية والبيلاروسية وزوجة دبلوماسي بريطاني، في إطار عملية إطلاق سراح أوسع تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة. كانت قد أُدرجت في حكم بالسجن لسبع سنوات الشهر الماضي بعدما اعتُقلت عند الحدود أثناء دخولها بيلاروسيا في مارس 2024.

قال وزير أوروبا البريطاني ستيفن دوتي إن «عودة مواطنة بريطانية إلى الوطن خبر رائع»، في حين شمل الإفراج أُسرَة من 52 سجيناً أُطلق سراحهم يوم الخميس في إطار صفقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم بيلاروسيا الاستبدادي ألكسندر لوكاشنكو، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت واشنطن أنها ستخفف بعض العقوبات عن شركة الطيران البيلاروسية بيلافيا، مما يسمح لها بشراء قطع غيار لطائراتها كجزء من مقابل الإفراج.

واعتبر ستيفن دوتي هذه الخطوة «اختراقاً دبلوماسياً مهماً»، معرباً عن شكره للولايات المتحدة على جهودها الدبلوماسية المكثفة لتأمين هذا الإجراء. ومن بين المفرَج عنهم قادة نقابات وجورناليون ونشطاء، فيما لا يزال أكثر من ألف سجين سياسي خلف القضبان — ويقدّر البعض عددهم بنحو 1300 سجين.

سبق ليوليا فنر أن عملت في السفارة البريطانية في مينسك قبل زواجها من الدبلوماسي مارتن فنر، الذي شغل منصب نائب رئيس البعثة في مينسك لأربع سنوات في أوائل الألفينات، بحسب مجموعة حقوق الإنسان «ميثاق 97». كما اعتبرتها منظمة «سبرينغ 96» سجينَةً سياسيةً وأفادت بأنها احتُجزت في مستعمرة عقابية. لم توضح السلطات أسباب توجيه الاتهامات، لكن وجهت إليها تهمتين تتعلقان بالمشاركة الفعّالة في أعمال تُخل بالنظام العام بصورة فاضحة والمساعدة في نشاطات تُصنَّف بأنها متطرفة.

قمع لوكاشنكو للمعارضة كان صارماً منذ 1994، العام الذي تقلد فيه السلطة، وقد وصف إطلاق سراح الـ52 سجينا بأنه «بادرة إنسانية» بعد لقائه مبعوث دونالد ترامب الخاص جون كويل في مينسك. من جهتها، شكرت زعيمة المعارضة المنفية سفيتلانا تيخانوفسكايا الرئيس الأمريكي على ما وصفته بتأمين الإفراج، لكنها حذّرت أن ما جرى «ليس حرية حقيقية» بل «ترحيل قسري».

يقرأ  كلوي مال.. رئيسة التحرير الجديدة في «فوغ» الأمريكية بعد تنحّي آنا وينتور

أبدت تيخانوفسكايا قلقها على مصير ميكولا ستاتكيفيتش، المعارض المخضرم الذي رفض مغادرة بيلاروسيا وعبور الحدود إلى ليتوانيا، وقد انتشرت له صور وهو جالس في منطقة منزوعة السلاح عند الحدود. خاض ستاتكيفيتش الانتخابات الرئاسية عام 2010 وسبى لمدة خمس سنوات قبل أن يُفرج عنه، وتقول «سبرينغ 96» إنه يفضل البقاء مع شعبه تحت أي ظرف وسيرحل فقط عندما تتحرر بيلاروسيا من حكم لوكاشنكو.

أشاد لوكاشنكو بموقف الولايات المتحدة قائلاً إن واشنطن اتخذت «موقفاً بنّاءً جداً بشأن ما يُسمى بالسجناء السياسيين»، وأضاف أنه «لا نريد سجناء سياسيين ولا سجناء آخرين». معظم المعتقلين الحاليين قُبض عليهم خلال حملة القمع العنيفة عام 2020 التي تلت احتجاجات على انتخابات اتهمت بالتزوير.

لطالما وصف لوكاشنكو بوتين بـ«الأخ الأكبر»، وقد استخدم الرئيس الروسي في فبراير 2022 الأراضي البيلاروسية كمنطلق لبدء غزوه الشامل لأوكرانيا. وفي وقت لاحق بدأت بيلاروسيا وروسيا تدريبات عسكرية مشتركة كبيرة مدتها خمسة أيام، ما رفع حالة التأهب لدى دول حلف الناتو المجاورة — بولندا وليتوانيا ولاتفيا — التي أغلقت بولندا حدودها مع بيلاروسيا بينما أغلقت لاتفيا جزءاً من مجالها الجوي، تزامناً مع مناورات «زاباد-2025».

تبقى تبعات صفقة الإفراج واسعة ومحل متابعة دولية: فهي خففت جزئياً ضغوطاً على أسرة بعض السجناء وأمنت صفقة تجارية لشركة طيران بيلاروسية، لكنها لم تزل قسماً كبيراً من المعارضة خلف القضبان ولا الإجابات حول مصائر كثير من المعارضين.

أضف تعليق