المملكة المتحدة توافق على دفع تعويضات للكينيين المتضررين من النيران العسكرية

وافقت حكومة المملكة المتحدة على دفع تعويضات لآلاف الكينيين الذين تضرروا من حريق نشب نتيجة تمرين عسكري بريطاني قبل أربع سنوات.

وجاء التسوية خارج المحكمة بعد معركة قانونية مطوَّلة رفعها 7,723 مدعٍ، قالوا خلالها إنهم فقدوا ممتلكاتهم وتعرّضوا لمشكلات صحية بسبب حريق 2021 في محميه لولدايغا الواقعة بوادي الريفت الكيني.

وقال متحدث باسم المفوضية العليا البريطانية في نيروبي إن الحريق “مؤسف للغاية” وإن المملكة المتحدة بذلت “وقتاً وجهداً وموارد كبيرة” لتسوية المطالبات.

لم تؤكد الحكومة البريطانية المبلغ المدفوع رسمياً، لكن محامي القضية قال لهيئة الإذاعة البريطانية إن القيمة بلغت 2.9 مليون جنيه إسترليني.

ووصف كيفن كوباي هذه النتيجة بأنها “أفضل نتيجة ممكنة” رغم ازدواجية شكاوى موكليه من أن المبالغ التي تسلموها ضئيلة ولا تعوض خسائرهم الفعلية.

وأضاف أن البديل كان سيكمن في “مواصلة التقاضي لفترة إضافية تكاد تصل إلى سبع سنوات لإثبات كل قضية على حدة”، وهو ما كان سيكون صعباً لأن كثيراً من الأدلة ضاعت بعد مرور أربع سنوات.

واعترف كوباي بأن موكليه لم يقدّموا سجلات طبية تثبت الأضرار الصحية الناجمة عن استنشاق الدخان من حريق لولدايغا، وأنهم كانوا عرضة للدخان أيضاً لأنهم يعتمدون على الحطب في الطهي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في 2022 إن الحريق على الأرجح نشأ عن إناء طهي في المخيم انقلب خلال التمرين في المحمية. وخلص تحقيقها إلى أن نحو 7,000 فدان (2,800 هكتار) من الأراضي الخاصة تضررت، فيما لم تتأثر أراضٍ مجتمعية بشكل مباشر.

وجّهت الدعوى القانونية أيضاً بأن الدخان تسبب بأضرار بيئية للمجتمعات المجاورة، وأن حرق الغطاء النباتي أدّى إلى فرار حيوانات برية ودمار ممتلكات بسبب تدافعها.

وساعدت حكومة المملكة المتحدة المحمية في إعادة تأهيل المنطقة المحروقة، ولا تزال التدريبات العسكرية تُجرى هناك.

يقرأ  مدربو كرة القدم الإيطاليون يطالبون بتعليق مواجهات إسرائيل في تصفيات كأس العالمأخبار كرة القدم

تتألف محمية لولدايغا من نحو 49,000 فدان من الأراضي الحرجية المتموجة، وتطل عليها قمم جبل كينيا المغطاة بالجليد، وهي جزء من هضبة لايكبيا التي استولى البريطانيون على مئات الآلاف من أفدنة أرضها خلال الحقبة الاستعمارية، ما أشعل نزاعات على الأراضي ما تزال مستمرة حتى اليوم.

تبعد المحمية نحو 70 كم عن محمية ليوَة، حيث اقترح أمير ويلز الزواج من كيت ميدلتون في نوفمبر 2010.

على بعد بضعة كيلومترات جنوباً تقع ثكنة نياتي التي جرى تجديدها مؤخراً بتكلفة 70 مليون جنيه إسترليني، وهي جزء من وحدة التدريب البريطانية في كينيا (BATUK).

وتستضيف هذه التشكيلات آلاف الجنود البريطانيين سنوياً في تدريبات واسعة تقام في مواقع مثل لولدايغا، التي توفر ظروفاً مثالية لتدريبات البيئة القاسية.

وتسهم BATUK بملايين الجنيهات في الاقتصاد الكيني سنوياً.

لكن على مرّ السنين أثارت بعض سلوكيات عناصر من الجنود جدلاً إعلامياً، بما في ذلك اتهامات بحوادث دهس مميتة، وجرائم قتل، واستغلال جنسي لنساء كينيات.

قد يهمك أيضاً:

– [Getty Images/BBC]

توجه إلى BBCAfrica.com لمزيد من أخبار القارة الأفريقية.

تابعنا على تويتر @BBCAfrica، وعلى فيسبوك BBC Africa، وعلى إنستغرام bbcafrica.

بودكاستات بي بي سي أفريقيا

أضف تعليق