الناجون الأفغان يكافحون في أعقاب زلزال مميت

تاريخ النشر: 6 سبتمبر 2025

في جبال جنوب شرق أفغانستان، تحوّلت قرى بأكملها إلى أكوام من الحجارة والطين. بعد مرور نحو أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة كونر، ينوح السكان على فقدان ذويهم ويحاولون استيعاب كيف سيمضون قدماً بعدما فقدوا كل ما يملكون.

هزة بقوة 6.0 ضربت المنطقة الجبلية النائية نهاية الأسبوع الماضي، وأودت بحياة أكثر من 2,200 شخص. قال علي هاشم مراسل الجزيرة من محافظة كونر إن «الضحايا أمام خيارين فقط: الرحيل أو الموت».

وأفادت التقارير بوقوع هزات ارتدادية عنيفة يوم الجمعة، وأصيب عللى الأقل 10 أشخاص، ما أثار مخاوف من مزيد من الوفيات والدمار.

أحد الناجين، غول رحيم من كونر، فقد 63 من أفراد عائلته في الزلزال، بينهم ابنته ذات الخمس سنوات فاطمة. جلس على أنقاض منزله يحمل بعض الأمتعة التي استطاع انتشالها، وقال للجزيرة: «كنا نائمين في المنزل عندما ضرب الزلزال منتصف الليل. انهارت كل المنازل وعمّ الصراخ». وأضاف بحزن مرتعش الصوت: «خرجتُ بنفسِي لكن ابنتي الصغيرة كانت محبوسة بالداخل، كانت تبكي وتقول: يا أبي أخرجني من هنا! وعندما وصلنا إليها، كانت قد فارقت الحياة». ثم قال: «كانت أصغر بناتي وأحبهن إليّ».

أشار رحيم إلى أن نحو مائة من جيرانه سقطوا أيضاً. «القتلى والجرحى لا يمكن عدّهم. كان الزلزال فظيعاً يبعث على اليأس»، قال.

الغالبية العظمى من الضحايا من محافظة كونر، حيث يعيش السكان في منازل مبنية من الخشب والطين على جوانب وديان أنهار حادة تحيط بها جبال شاهقة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه حتى الثالث من سبتمبر دُمرت ما لا يقل عن 6,700 منزل.

أخبر رحيم الجزيرة أنه يعيش الآن في خيمة ويخشى اقتراب الشتاء لأن المنطقة تتعرض لثلوج كثيفة. «أكثر ما نحتاجه منازل محترمة لنصمد أمام البرد»، قال. «أدعو العالم أجمع الى مساعدتنا. لقد فقدنا كل شيء، حتى المواشي والدجاج. لا شيء بقي».

يقرأ  المسؤولون في المكسيك يحققون في فشل التحويلة الذي أدى إلى خروج قطار سياحي عن القضبان

جهود الإنقاذ مستمرة

الطرق الوعرة، والهزات الارتدادية المستمرة، ونقص المساعدات تركت العديد من المجتمعات معزولة. وصف علي هاشم الرحلة إلى المنطقة بأنها «تجربة مرعبة» قائلاً إنهم سافروا لساعات على طرق جرفية متعرجة بينما كانت الهزات الارتدادية تهز الأرض تحتهم حتى وصلوا أخيراً.

رغم عمل فرق الإنقاذ «على مدار الساعة» بحثاً عن ناجين، تضاءل الأمل مع مرور الوقت. وقال هاشم إن «الحصيلة الرسمية للوفيات ليست نهائية، ومع استمرار وجود كثيرين في عداد المفقودين فإن العدد مرجح للارتفاع».

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الانهيارات الأرضية وازدحام الطرق أعاقت عمليات الإغاثة، وناشدت بتوفير 4 ملايين دولار لتمويل تدخلات صحية منقذة للحياة ودعم أنشطة المياه والصرف الصحي والنظافة للسكان المتضررين.

وقال متطوّع، عبد الرحمن شرفات، للجزيرة: «هم بحاجة إلى مساعدات غذائية وأمان وأدوية للأطفال».

تقع أفغانستان على ملتقى صفائح تكتونية، مما يجعلها عرضة لزلازل عنيفة. ففي أكتوبر 2023، ضرب زلزال بقوة 6.0 محافظة هرات في الغرب، مما أسفر عن أكثر من 2,000 قتيل. وفي سنة سابقة، ضرب زلزال بقوة 6.1 محافظات الشرق باكتكا وباكتىا وخوست وننجرهار، وأسفر عن نحو 1,000 قتيل.

أضف تعليق