توتّر في دبي قبيل ديربي السوبر فورز
الهند وباكستان تسعيان جاهِدتين لتفادي المزيد من الجدل قبل المواجهة الحاسمة في مرحلة “السوبر فورز” بكأس آسيا 2025، في ظل استمرار تبعات المواجهة السابقة التي طغت سياسياً على أجواء البطولة في دبي.
ألغت باكستان مؤتمرها الصحفي قبل المباراة بساعة واحدة فقط يوم السبت، بينما تجنّب قائد الهند سوريّا كومار ياداف الإجابة عن أسئلة متعلّقة بخلاف “عدم المصافحة” عندما تواصل مع وسائل الاعلام بعد فوز فريقه على عمان يوم الجمعة.
المباراة المقررة يوم الأحد بين الجارين الجنوبيين الآسيويين ستكون اللقاء الثاني بينهما خلال ثمانية أيام، والفائز منها سيقترب خطوة من نهائي البطولة المقرر في 28 سبتمبر.
رغم أن التصريحات السياسية والإجراءات خارج الملعب عقب اشتباك 14 سبتمبر لا تزال تؤثر في تحضيرات اللقاء، اتخذت الكُتلاَتَان إجراءات لدرء تداعيات إضافية وحماية اللاعبين من الانزلاق نحو المزيد من الجدل.
عند سؤاله عن جدل المصافحة بعد مباراة فريقه الأخيرة في الدور الأول، رد ياداف قائلاً: «ستكون مباراة جيدة بين الكرة والمضرب». وأضاف أنه طلب من لاعبيه «إسكات الضوضاء» قبل مواجهة باكستان: «اغلق غرفتك، أطفئ هاتفك ونم». وتابع: «سهلة القول، لكن أحياناً تكون صعبة التطبيق».
بعد أن أدلى بتصريحات تحمل طابعاً سياسياً عقب فوز فريقه على باكستان، اختار اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً تجنّب الإدلاء بتصريحات مماثلة قبل المواجهة الثانية بيوم واحد. حينها قال: «نقف مع جميع ضحايا هجوم بيهالجام ومع أسرهم، ونُهدي هذا الفوز لقواتنا المسلحة الشجاعة التي شاركت في عملية سندور»، في إشارة إلى الضربات الصاروخية التي نفّذتها القوات الهندية ضد عدة مواقع داخل باكستان.
قالت الهند إن تلك الضربات كانت رداً على هجوم وقع في 22 أبريل استهدف سياحاً في منطقة بيهالجام التي تُدار من قبل الهند في كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصاً. واتّهمت نيودلهي جهات باكستانية بالتورّط، فيما تبنّت جماعة تُعرف باسم “جبهة المقاومة” الهجوم، ونفت باكستان أي علاقة وطلبت تحقيقاً مستقلاً.
بعد يومين ردّت باكستان بضرب منشآت عسكرية عبر الحدود مع الهند وكشمير الخاضعة لسيطرة نيودلهي، مستهدفة على الأقل أربع منشآت، قبل أن تُبرم هدنة بوساطة دولية بعد أربعة أيام وأن تهدأ وتيرة القتال على مستوى الجو. لكن العلاقات الدبلوماسية ظلّت متوقفة، وانعكس التوتر فوراً على أرض الملعب عندما غادر لاعبو الهند الملعب دون مصافحة منافسيهم.
لحظات قليلة بعد ذلك، خرج لاعبو باكستان معاً وانتظروا خروج المنتخب الهندي وطاقمه للتصافح كما هو مألوف في ختام المباريات، لكن الوفد الهندي اقتصر على المصافحة بين أفراده قبل أن يدخل غرف الملابس ويغلق الباب أمام اللاعبين الباكستانيين المنتظرين.
بعد الحادثة مباشرة، قدّم مدير منتخب باكستان نافيد أكرم شيما احتجاجاً رسمياً إلى آندي بايكروفت، حكم المباراة المعتمد من مجلس الكريكيت الدولي، زاعماً أن بايكروفت لم يبلغ بوضوح قرار الفريق الهندي بعدم المشاركة في المصافحة، واصفاً الفعل بأنه مخالفة لروح اللعبة.