الوسطاء بانتظار ردّ إسرائيل على مقترح هدنة جديد في غزة

عائلات الرهائن وأنصارهم يطالبون الحكومة الإسرائيلية بالاتفاق على صفقة تنهي الحرب وتعيد جميع المحتجزين إلى ديارهم.

تنتظر الوساطات العربية رداً رسمياً من اسرائيل بعد إعلان حماس قبولها اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وقد قدمته قطر ومصر في محاولة لثني تل أبيب عن شن هجوم واسع يهدف إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل. قالت الدوحة إن الاقتراح «يكاد يكون مطابقاً» لمبادرة أمريكية تقضي بوقف لإطلاق النار يمتد ستين يوماً، تُسلَّم خلاله نحو نصف الخمسين رهينة — من بينهم نحو عشرين يُعتقد أنهم أحياء — على مرحلتين، فيما تبدأ الأطراف من اليوم الأول تفاوضاً يقود إلى وقفٍ دائم وإعادة الباقين.

في الأيام الأخيرة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تقبل بصفقة جزئية بل بصفقة شاملة تُفرج عن جميع الرهائن دفعة واحدة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن موقف إسرائيل لم يتغير: «إطلاق سراح جميع الرهائن واستيفاء الشروط الأخرى المعرّفة لوقف الحرب».

ومن المتوقع أن يصادق مجلس الوزراء هذا الأسبوع على خطة الجيش لاحتلال مدينة غزة، حيث أدت الغارات الإسرائيلية المتصاعدة إلى نزوح الآلاف. وقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه على «اقتلاع» كل غزة — بما في ذلك المناطق التي لجأ إليها معظم سكانها البالغ عددهم نحو 2.1 مليون فلسطيني — بعد انهيار المحادثات غير المباشرة مع حماس حول صفقة وقف النار الشهر الماضي.

أعلنت حماس مساء الاثنين أن الفصائل الفلسطينية وممثلين عن الحركة أقرّوا الاقتراح الذي عرضه الوسيطان المصري والقطري أمام وفودهم في القاهرة، وأكد طاهر النونو لفضائية «العربي» أنهم لم يطالبوا بتعديلات على النص الذي وصفه بأنه «صفقة جزئية تفضي إلى صفقة شاملة». وشدد على أن مفاوضات تهدف للتوصل إلى وقف دائم ستبدأ في اليوم الأول لتطبيق الاتفاق، موضحاً: «نأمل أن تكون ستون يوماً كافية لإبرام اتفاق نهائي ينهي هذه الحرب تماماً».

يقرأ  تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة يجبر فلسطينيين يعانون من الجوع على الفرارأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للصحافيين في الدوحة إن الاقتراح «متطابق بنسبة 98%» مع ما طرحه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مضيفاً أنه لن يدخل في تفاصيل الكلام المطروح الآن، لكنه أكد أنه «ضمن إطار خطة ويتكوف… وطبعاً الشيطان يكمن في التفاصيل».

وكان اقتراح ويتكوف يقضي بوقف إطلاق نار لمدة ستين يوماً تُفرَج خلاله عن عشرة رهائن أحياء وجثامين ثمانية عشر قتيلاً على مرحلتين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين والموقوفين في السجون الإسرائيلية، مع انطلاق مفاوضات حول اتفاق نهائي لوقف الحرب منذ اليوم الأول. إسرائيل قبلت خطة ويتكوف، لكن حماس رفضتها جزئياً لغياب ضمانات واضحة تحول التهدئة المؤقتة إلى هدنة دائمة.

من جهتها نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن فحص المسؤولين للاقتراح الجديد ورد حماس، وقالت القناة العامة «كان» إن نتنياهو لم يستبعد إمكانية التوصل لاتفاق جزئي رغم تصريحاته الأخيرة بقبول صفقة شاملة فقط. ومكتب رئيس الوزراء أصدر بياناً السبت يفيد بأن إسرائيل «ستوافق على صفقة بشرط أن تُفرَج جميع الرهائن دفعة واحدة ووفق شروطنا لإنهاء الحرب». وشملت تلك الشروط تفكيك سلاح حماس، نزع السلاح العسكري من غزة، السيطرة الإسرائيلية على محيط القطاع، وترتيبات حكم لا تشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية.

قال نتنياهو في شريط مصور إنه ناقش مع كبار قادة الجيش «خططاً بشأن مدينة غزة وإنجاز مهماتنا»، مضيفاً: «كما تسمعون في التقارير الإعلامية، الانطباع المتكون منها هو أن حماس تحت ضغط هائل». وفي تغريدة، كتب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: «لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا حين تُواجَه حماس وتُدمَّر!!! كلما تم ذلك أسرع، كانت فرص النجاح أكبر».

قلق عائلات الرهائن يتصاعد خشية أن يعرض هجوم محتمل على مدينة غزة حياة المحتجزين للخطر. وفي ليلة الأحد تجمع مئات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بأن توافق حكومتهم على صفقة مع حماس لإنهاء الحرب فوراً وإعادة جميع الرهائن، واتهم نتنياهو المتظاهرين بتقوية موقف حماس التفاوضي.

يقرأ  زعيم كوريا الشمالية ينفي إزالة مكبرات الصوت الدعائية على الحدود

تشكل الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل رداً على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ومنذ ذلك الحين أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل ما لا يقل عن 62,004 شخصاً في غزة. نزح معظم سكان القطاع مرات عدة؛ وتقدَّر نسبة المنازل المتضررة أو المدمرة بأكثر من 90%، وتهاوت المنظومات الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة، ويحذر خبراء أمميون في مجال الأمن الغذائي من أن «أسوأ سيناريو للمجاعة يحصل حالياً» بسبب النقص الحاد في الغذاء والموارد.

أضف تعليق