الوسطاء يحذّرون وقف إطلاق النار في غزة عند لحظة حاسمة ومعرض للانهيار

رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا يحذّران في منتدى الدوحة من أن وقف إطلاق النار في غزة يمرّ بـ«لحظة حرجة» وقد ينهار دون تحرّك سريع نحو مرحلة سلام دائمة

حذر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال مشاركته في منتدى الدوحة، من أن الهدنة الراهنة على الأرض تقتصر في واقعها على «توقّف مؤقت» في الأعمال القتالية وليس وقف إطلاق نار حقيقياً، وأن عدم الانتقال بسرعة إلى ترتيبات دائمة يعرّض ما تمّ تحقيقه للانهيار.

أوضح رئيس الوزراء القطري أن وقف النار الحقيقي «لا يكتمل إلا بانسحاب كامل» للقوات الإسرائيلية، وإعادة الاستقرار وحرية الحركة للفلسطينيين — أمور لم تتحقق حتى الآن.

وأكّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في كلمته تضامن بلاده مع هذه الرؤية، محذراً من أن المسار قد يفقد زخمه «الان» إذا لم تتدخّل الولايات المتحدة في الوقت المناسب. وأضاف أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى «بحاجة إلى التدخّل في الوقت المناسب حتى نتمكن من الانتقال إلى المرحلة الثانية، وإلا فقد نخسر الزخم»، مشيراً إلى أن حماس أوفت إلى حد كبير بالتزاماتها بشأن إعادة المحتجزين.

لا يزال هناك جثمان أسير واحد في غزة، بينما سَلَّمَت الأطراف جميع الرهائن الأحياء وبقايا جثث البقية إلى السلطات الإسرائيلية.

جاءت هذه التحذيرات على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية التي وُصِفَت بأنها إبّادية على غزة دون توقف، مع ما يقارب 600 خرق لوقف إطلاق النار خلال الأسابيع السبعة الماضية، وسقوط ثلاثة فلسطينيين السبت في هجوم إسرائيلي على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وفقاً لسلطات غزة، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 360 فلسطينياً منذ بداية الهدنة في 10 أكتوبر، ومن بين القتلى نحو 70 طفلاً كما ذكرت اليونيسف، التي شدّدت على أن الهدنة «يجب أن تتحوّل إلى أمان حقيقي للأطفال، لا مزيد من الخسائر».

يقرأ  ردود مراسلي هيئة الإذاعة البريطانيةعلى استعراض القوة في بكين

أشار فيدان إلى أن دولاً إسلامية عديدة أبدت استعدادها للمساهمة بقوات في قوة دولية مقترحة للتثبيت، وهو خيار حظي الآن بتأييد مجلس الأمن الدولي، وأن هذه الدول ترغب في أن تسهم تركيا بقواتها، فيما ترفض حكومة إسرائيلي وجود قوات تركية على الأرض؛ «السيد نتنياهو لا يخفي ذلك»، قال فيدان، «ويعلن علناً أنه لا يريد رؤية قوات تركية هناك».

وطالبت وزيرة خارجية النرويج بأن تتشكل القوة ومجلس سلام دولي «خلال هذا الشهر»، معتبرة أن الخطة الأميركية المقترحة تحتوي على غموض في تسلسل الإجراءات يسمح لكل طرف بتعطيل التقدّم بانتظار التزام الطرف الآخر.

واقترح وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي نشر القوة الدولية فوراً على طول «الخط الأصفر» المزعوم في غزة للتحقق من الالتزام بوقف إطلاق النار، مضيفاً أن «اسرائيل» تخرق الهدنة كل يوم وتتهم الطرف الآخر بالمخالفة، وأن ذلك يستلزم رقابة فورية على الأرض.

وحذّر عبدالعاطي من تفاقم الأوضاع مع اقتراب فصل الشتاء، لافتاً إلى أن أهالي غزة يفتقرون إلى المأوى بعد ما وصفه بـ«التدمير الممنهج» الذي حلّ بالبنى التحتية والأحياء السكنية.

وأصدرت ثماني دول إسلامية، من بينها مصر وقطر، بياناً مشتركاً أدانت فيه خطة إسرائيل فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج الفلسطينيين فقط، محذّرة من أن هذا التصرّف يخرق خطة السلام التي أُبرمت برعاية أميركية وقد يمهّد لتهجير دائم لسكان غزة، إذ يسمح بمغادرة الفلسطينيين دون إتاحة العودة ويعوق دخول المساعدات الإنسانية.

وحذّرت منال رضوان، الوزيرة المفوضة في السعودية، من التعامل مع غزة كأزمة معزولة، مؤكدة أنها جزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني الأوسع من أجل تقرير المصير، وأن المجتمع الدولي، من دون معالجة «جوهر النزاع»، سيكرر دوائر العنف ثم ينهار تحت وطأة الإرهاق السياسي.

يقرأ  لي يخبر ساعر أن أستراليا ستتراجع عن قرار الاعتراف بفلسطين في حال تغيّر الحكومة

المرحلة الثانية للتهدئة، التي تتضمن نشر قوة دولية للتثبيت، تشكيل حكومة فلسطينية تقنية، نزع سلاح حماس، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية، لم تنطلق بعد، بينما تشير التقديرات إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 70,125 فلسطينياً منذ أكتوبر 2023.

أضف تعليق