الوكالة الأممية للرقابة تكشف عن يورانيوم في موقع نووي سوري مزعوم من عهد الأسد — أخبار الطاقة النووية

نُشر في 3 سبتمبر 2025

طالبت الوكألة الدولية للطاقة الذرية سوريا بالتعاون الكامل بعد ادعاءات بأنها كانت تعمل على بناء مفاعل نووي سري في موقع صحراوي — ادعاءات تنفيها دمشق.

قالت الوكالة إن مفتشيها عثروا على جزيئات يورانيوم في موقع داخل سوريا يشتبه أنه استُخدم يوماً ما كجزء من برنامج نووي سري كانت تديره حكومة بشار الأسد السابقة. زيارات التفتيش التي جرت العام الماضي شملت أخذ عينات بيئية من «ثلاثة مواقع يُزعم أنها كانت ذات علاقة وظيفية» بالموقع النائي في دير الزور، بحسب بيان لمسؤول الوكالة فريدريك دال.

وأضاف دال أن التحليلات أظهرت وجود عدد كبير من جزيئات يورانيوم طبيعية من صنع بشري في عينات مأخوذة من أحد تلك المواقع، وأن بعض هذه الجزيئات تتوافق مع عمليات تحويل مراكز خام اليورانيوم إلى أكسيد اليورانيوم — نتيجة نمطية لما يمكن أن يُسجّل في مفاعلات الطاقة النووية.

أبلغ المدير العام للوكالة رافائيل غروسي مجلس إدارة المنظمة بهذه النتائج في تقرير حول التطورات في سوريا. وذكر التقرير كذلك أن «السلطات السورية الحالية أبلغت بأنها لا تملك معلومات يمكن أن تشرح وجود مثل هذه الجسيمات».

ودعت الوكالة سوريا الثلاثاء إلى الانخراط بشكل كامل في التحقيقات المتعلقة بالادعاءات حول بناء مفاعل سري في دير الزور، فيما تواصل الحكومة السورية إنكارها لهذه المزاعم.

أصبح موقع دير الزور معلوماً للعامة فقط بعد أن شنت إسرائيل — الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعرَف عنها امتلاك أسلحة نووية رغم أنها لم تُعلن رسميًا عن برنامجها — غارات جوية عام 2007 أدت إلى تدمير المنشأة. وبعد ذلك عمدت سوريا إلى تسوية الموقع ولم تُجب بشكل كامل على أسئلة الوكالة.

زار فريق من الوكالة بعض المواقع ذات الاهتمام العام الماضي بينما كان الأسد لا يزال في السلطة؛ وبعد سقوطه في ديسمبر الماضي خلال هجوم للمتمردين على العاصمة، وافقت الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشراع على التعاون مع الوكالة ومنحت المفتشين مجدداً الوصول إلى الموقع الذي عُثر فيه على جزيئات اليورانيوم.

يقرأ  «الاشتباكات بين الدروز والبدو في سوريا ليست نزاعًا طائفيًا» — آراء

أخذ المفتشون مزيداً من العينات هناك، وسيقومون بتقييم نتائج جميع العينات البيئية المجمعة في ذلك المكان والمعلومات التي جُمعت خلال الزيارة المخططة للموقع، وقد ينفّذون أنشطة متابعة إذا اقتضى الأمر، وفق ما صرح به دال.

وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس في يونيو أثناء زيارة إلى دمشق، قال غروسي إن الشراع أبدى رغبة في السعي نحو الطاقة النووية مستقبلاً. وأكدت الوكالة أنّ سوريا منحت مفتشيها الوصول إلى الموقع للمرة الثانية لجمع مزيد من العينات.

تسعى عدد من دول المنطقة أيضاً إلى تطوير احتياطيات للطاقة النووية بأشكال مختلفة. ورأى غروسي أن سوريا من المرجح أن تنظر في المفاعلات المعيارية الصغيرة، لما تتمتع به من تكلفة أقل وسهولة أكبر في نشرها مقارنة بالمفاعلات التقليدية الكبيرة.

كما أعلن غروسي استعداد الوكالة لمساعدة سوريا في إعادة بناء البنى التحتية للعلاج الاشعاعية والطب النووي وأقسام الأورام في نظام صحي تضرر بشدة بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب الأهلية.

أضف تعليق