تعزيز إضافي على قمة مبادلة عملات بقيمة 20 مليار دولار يظهر قبل أيام قليلة من الانتخابات النصفية في الأرجنتين.
أعلن سكوت بيسنت، رئيس وزارة الخزانة الأميركية، أنه يعمل على حشد القطاع الخاص حول “مرفق” جديد بقيمة 20 مليار دولار لدعم اقتصاد الأرجنتين المتعثر. وقال للصحفيين في واشنطن الأربعاء إن المرفق سيكون موازياً لخط مبادلة العملة ويضم بنوكاً خاصة وصناديق ثروة سيادية، وموجه بصورة أكبر إلى سوق الديون.
وأضاف بيسنت أنه أمضى “أسابيع” في العمل على حل يشارك فيه القطاع الخاص لسداد ديون الأرجنتين المقبلة، وهو ما سيضاف إلى مبادلة العملة بقيمة 20 مليار دولار التي أقرّتها وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً لدعم البيزو. وخلص إلى أن ذلك يعني إجمالاً حزمة بقيمة 40 ملياراً للأرجنتين، في تصريحات أدت إلى ارتداد في أسهم السوق الأرجنتيني.
تشكل تصريحات بيسنت أحدث تجلٍ للدعم الأميركي لزعيم يميني شعبوي في الأرجنتين، خافيير مايلي، الذي يواجه حزبه معركة صعبة في الانتخابات النصفية هذا الشهر. فقد شرّع مايلي حزم تقشف واسعة بعد توليه السلطة في 2023 في محاولة لكبح التضخم وإعادة تسوية الاقتصاد، ما أثار معارضة شرسة واحتجاجات واسعة.
إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو زعيم يميني أيضاً، حافظ على علاقة مقربة مع مايلي. في 2024 كشفت تصريحات من محيط مايلي أن ترامب وصفه بأنه “رئيسه المفضل”. واستضافه ترامب مرة أخرى في البيت الأبيض يوم الثلاثاء وأعلن دعمه له قبيل الانتخابات، مشيراً إلى أن المساعدة الأميركية قد تتوقف على نجاحه في الصناديق.
وقال ترامب: “إذا فاز فسوف نكون مفيدين جداً. وإذا لم يفز، فلن نكن كريميين مع الأرجنتين.” وكرر هذه الفكرة عدة مرات خلال اللقاء، محذراً: “إذا خسر فلن نكون كريميين.”
لكن في تصريحاته يوم الأربعاء بدا بيسنت أقل تشدداً في هذا الاتجاه، موضح ان الولايات المتحدة ستواصل دعم الأرجنتين مالياً طالما تبنت حكومة مايلي “سياسات جيدة”، بصرف النظر عن نتيجة انتخابات هذا الشهر.
وتزامن هذا الدعم الأميركي القوي مع اجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن. وصدر عن صندوق النقد، الذي له برنامج إقراض متعدد المليارات مع بوينس آيرس، تأييد للدعم الثنائي الأميركي لاقتصاد الأرجنتين.
في مقابلة إذاعية يوم الأربعاء، أعرب مايلي عن ثقته في استمرار الدعم المالي الأميركي ما دام في منصبه، وتعهد بالاستمرار في برنامجه الليبرالي. وقال بحسب التعليق الصوتي للمترجم: “نواصل دفع أفكار الحرية، لذا على الأقل حتى 2027 هذا الدعم مضمون.”
وأعرب الاقتصادي مايلي عن أمله في أن تزيد الانتخابات النصفية من قاعدته لتتيح له متابعة سياساته. وقال: “لا أنوي تغيير المسار حتى نهاية ولايتي. أنا ملتزم بخفض الضرائب وإلغاء القيود والحفاظ على نمو الاقتصاد.”
وأكد بيسنت أن مايلي سيواصل التمتع بالدعم الأميركي طالما احتفظ بقدرة الاعتراض (الفيتو) على التشريعات في الكونغرس الأرجنتيني. مضيفاً: “ليس الدعم مقترناً بالانتخابات بحد ذاتها، بل بالسياسات. طالما استمرّت الأرجنتين في تطبيق سياسات جيدة فستحظى بدعم الولايات المتحدة.”