أفادت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بأن طائرات إسرائيلية من دون طيار أسقطت صباح الثلاثاء أربعة قنابل يدوية بالقرب من عناصر حفظ السلام الذين كانوا يعملون على إزالة حواجز طرق كانت تعوق الوصول إلى موقع تابع للأمم المتحدة بالقرب من الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وقالت اليونيفيل في بيان الأربعاء إن “هذا أحد أخطر الاعتداءات على أفراد وممتلكات اليونيفيل منذ الإتفاق لوقف الأعمال العدائية في نوفمبر الماضي”. وأضافت أن قنبلةً واحدة انفجرت في نطاق نحو عشرين متراً من أفراد ومركبات الأمم المتحدة، فيما انفجرت ثلاث أخريات على بعد يقارب مئة متر.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الجيش الإسرائيلي أُخطر مسبقاً بنية قوات اليونيفيل القيام بأعمال إزالة العوائق في المنطقة الواقعة جنوب شرق بلدة مرواحين.
وتعتبر اليونيفيل أن أي فعل يعرّض عناصر حفظ السلام وممتلكاتهم للخطر أو يتدخل في مهامهم الموكلة إليهم أمرٌ غير مقبول ويشكّل انتهاكاً خطيراً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولأحكام القانون الدولي.
تأسست اليونيفيل عام 1978 وتقوم بدوريات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي جدّد مجلس الأمن بالإجماع ولاية بعثة حفظ السلام حتى نهاية عام 2026، على أن تبدأ بعد ذلك عملية انسحاب منظم وآمن مدتها سنة.
وقد دفعت إسرائيل والولايات المتحدة باتجاه تقليص دور اليونيفيل، متهمتين إياها بتوفير غطاء سياسي لحزب الله منذ حرب 2006 وبالفشل في العمل على نزع سلاح الحزب، رغم أن ذلك ليس من مهام الهيئة الأممية المعلنة.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل باحتلال ما لا يقل عن خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية عقب غزوها لجنوب لبنان في أكتوبر الماضي. ونص الإتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر على انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، لكن ذلك لم يحدث لايزال.
من جهته، رفض أمين عام حزب الله نِعْم قاسم الضغوط المتصاعدة لتسليم سلاح الحزب، مؤكداً أن سيادة لبنان لن تتحقق إلا بوقف “العدوان” الإسرائيلي. وقال قاسم إن الحكومة اللبنانية يجب أن تضمن أولاً التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 قبل الانخراط في حوار حول استراتيجية دفاعية وطنية.
وأضاف أن “المقاومة ستبقى حاجزاً قوياً يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ولن تتمكن من البقاء في لبنان أو من تحقيق مشروعها التوسعي عبر الأراضي اللبنانية”. كما رفض الاقتراحات اللبنانية والدولية بدمج ترسانة حزب الله في استراتيجية دفاعية وطنية، مشدداً على أن إسرائيل يجب أن تنسحب أولاً من الأراضي اللبنانية وتفرج عن الأسرى وتوقف هجماتها.