نُشِر في 13 نوفمبر 2025
على الرغم من إصابتها وفقدان بصرها، شرعت وردة أبو جرد في خبز الكعك والخبز لتأمين لقمة العيش لعائلتها والحفاظ على بصيص أمل في المستقبل.
أصيبت وردة، البالغة من العمر 51 عاماً، بالعمى بعدما استهدف منزلها قصف إسرائيلي أدخل شظايا الحطام إلى عينيها. وهي من بين ١٧٠٬٦٩٨ فلسطينياً جُرحوا في غزة منذ أن شرعت إسرائيل في ما تُوصف بأنه حرب إبادة جماعية على القطاع بداية من أكتوبر 2023.
من خيمة في دير البلح بوسط غزة تحدثت إلى الجزيرة قائلة إنها لا تزال تتأقلم مع عيشها فاقدة البصر وتحتاج من يرافقها في كل تحرك. “حتى عندما أريد أن أتنقل داخل الخيمة أنتظر من يساعدني على العبور، حاولت أن أدخل ذات مرة فاصطدمت برأسي وسقطت، لذلك الآن أشعر بالأرض بقدمي لأعرف ما أمامي.” علّقت أن ابنتها كانت أكبر سند لها.
كانت ضربة فقدان البصر صعبة عليها للغاية. “أثمن ما في الحياة هو البصر، وكلما كافحت لأصل إلى شيء أحتاجه أبدأ بالبكاء”، قالت وردة.
ورغم هذه المصاعب، تحاول وردة، مثل كثيرين في غزة، إعادة بناء حياتها وسط الركام والقصف المستمر وقيود الدخول على المساعدات والحزن السائد. “قررت أن أفتح مشروعاً لأعيل أسرتي. فتحت مخبزاً وبدأت أوسع عمله. بدأت بخبز المعمول والخبز”، قالت ذلك بعد شهر من وقفٍ هش لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. “يجب أن أستمر لأن الوضع هنا قاسٍ جداً.”
منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، طرأت تحسّنات طفيفة على الحياة اليومية في غزة، لكن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذّرت من أن كمية المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع لا تزال غير كافية على الإطلاق. وتقول إسرائيل إنها التزمت بالهدنة بالسماح بدخول 600 شاحنة مساعدات يومياً، بينما تؤكد حماس أن العدد الفعلي يقارب 150 شاحنة.
وأعلنت إسرائيل الأربعاء أنها أعادت فتح معبر زيكيم إلى شمال قطاع غزة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مؤخراً إن “فتح معابر مباشرة إلى الشمال حيوي لضمان وصول المساعدات الكافية إلى الناس في أسرع وقت ممكن.”
وختمت وردة قائلة: “كل ما أريده في الحياة أن يُستعاد بصرى، وأن أرى ابنتي عروساً بزي الزفاف. هذا أمنيتي الكبرى من الله.”