يستعد شعب مالاوي للذهاب إلى صناديق الاقتراع لاختيار قائد جديد، بعد خمس سنوات أعقبتها اضطرابات عميقة شملت أزمة اقتصادية وكوارث طبيعية ووفاة مفاجئة لنائب الرئيس.
الرئيس الحالي لازاروس تشاكويرا يترشح لولاية ثانية، ومنافسه الرئيسي هو بيتر موتاريكا، ثمانيني شغل منصب الرئاسة سابقاً في تلك الجمهورية الواقعة بجنوب القارة الإفريقية.
تتصدر مسألة الشفافية والنزاهة النقاشات قبيل الاقتراع، خصوصاً أن نتيجة انتخابات الرئاسة عام 2019 أُلغيت قضائياً بسبب اختلالات واسعة النطاق.
متى تُجرى الانتخابات؟
موعد الاقتراع يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025.
على ماذا يصوّت المالاويون؟
سيشارك 7.2 مليون ناخب مسجل في ثلاثة استحقاقات:
– رئاسة الجمهورية: 17 مرشحاً يتنافسون على المنصب.
– البرلمان: انتخاب 229 نائباً عن الدوائر الانتخابية.
– المجالس المحلية: 509 مقاعد للبلديات والمجالس المحلية.
من قد يصبح الرئيس القادم؟
من بين 17 مرشحاً، يظهر اثنان كأقوى مرشحين: تشاكويرا وموتاريكا، اللذان تواجها في صناديق الاقتراع مرتين من قبل. فوز موتاريكا في 2019 ألغي لاحقاً، ثم فاز تشاكويرا في إعادة الاقتراع في العام التالي.
لازاروس تشاكويرا — حزب مؤتمر مالاوي (MCP)
تشاكويرا، أستاذ لاهوت وخطيب سابق، دخل الساحة السياسية كقائد للحزب في 2013 دون خبرة سياسية سابقة كبيرة. فشل في 2014 لكنه نجح في 2020، عندما تغلب على الرئيس السابق في إعادة الاقتراع غير المسبوقة. شهدت ولايته اضطرابات اقتصادية واتهامات بالفساد، لكنه أعاد تشغيل خدمات السكك الحديدية بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين عاماً وأشرف على مشاريع طرقية واسعة في أنحاء البلاد.
بيتر موتاريكا — الحزب التقدمي الديمقراطي (DPP)
موتاريكا، محامٍ وأستاذ قانون سابق يبلغ من العمر 85 عاماً، ترأس البلاد بين 2014 و2020. وهو شقيق الرئيس الراحل بينغو وا موتاريكا الذي توفي أثناء توليه المنصب في 2012. يلاحق موتاريكا كذلك شبح اتهامات فساد وروابط بأزمات اقتصادية، لكن أنصاره يؤكدون أن معدلات التضخم المرتفعة حالياً (نحو 27%) تدل على أن اداءه في إدارة الاقتصاد كان أفضل من خلفه. قد تؤثر سنه المتقدمة على فرصه الانتخابية، لا سيما مع تكاثر التكهنات حول صحته وندرة ظهوره العلني خلال الحملة.
مرشحون آخرون بارزون يتضمنون الرئيسة السابقة جويس باندة (حزب الشعب)، نائب الرئيس الحالي مايكل أوسي (تحالف محلي)، ومحافظ المصرف المركزي السابق داليتسو كابامبي (UTM).
ما هي القضايا المحورية للناخبين؟
الاقتصاد
لطالما كانت مالاوي من أفقر دول العالم، لكن السنوات الأخيرة كانت قاسية بشكل خاص. ضربت البلاد الأعاصير مثل الإعصار فريدي الذي أودى بحياة المئات في 2023، ثم اجتاحت الجفاف أجزاءً واسعة في العام التالي، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية ودفع كثيرين إلى حافة الفقر المدقع. يربط اقتصاديون مشاكل التضخم الحالية جزئياً بنقص العملات الأجنبية في المصارف، كما اضطرت البلاد إلى تخفيض قيمة عملتها وعانت مؤخراً من نقص الوقود وانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي.
الفساد
عند توليه السلطة، تعهد تشاكويرا بـ«إزالة أنقاض الفساد» التي عانت منها السياسة المالاوية عقوداً، وتقول حكومته إنها حققت تقدماً، لكن المنتقدين — بمن فيهم الكنيسة الكاثوليكية المؤثرة — يرفضون هذا السرد. أثار تراجع ملاحقات قضائية في قضايا فساد العام الماضي وتسريح تهم عن شخصيات رفيعة الشكوك، كما أن جهاز مكافحة الفساد بقي بلا مدير منذ رحيل مارثا تشيزوما قبل أكثر من عام، وهو ما يرى البعض أنه يعيق جهود مكافحة الفساد. وليس السابقون بمنأى عن هذه الاتهامات: فقد اتهمت هيئة مكافحة الفساد موتاريكا بتلقي عمولة من عقد لتوريد الطعام للشرطة — وهو ما نفاه — وتضررت سمعة جويس باندة من فضيحة عُرفت باسم «كاشغايت» رغم أنها برئت لاحقاً من قبل الهيئة.
وفاة نائب الرئيس السابق
في يونيو من العام الماضي، توفي نائب الرئيس ساولوس تشيليما في حادث تحطم طائرة، وهو حدث هز المشهد السياسي الوطني وأثّر على ديناميات التحالفات والحملة الانتخابية. محبوب بين الشباب، قاد تشيليما حزب UTM وكان من الممكن أن يكون منافسًا قويًا في الانتخابات المرتقبة، لا سيّما بعد تباعده عن الرئيس.
رغم أن تحقيقين — أحدهما أجرته الهيئة الألمانية المعنية بحوادث الطيران والآخر لجنة عيّنتها الحكومة المالاوية — خلصا إلى عدم وجود شبهة جنائية، ما يزال بعض المالاويين يساورهم الشك نحو السلطات.
أحزاب المعارضة غذّت هذا الشك في سياق حملاتها، فقد أطلقت على حزب تشاكويرا (MCP) تسمية “حزب مالاوي تشيكانغاوا” في إشارة إلى غابة تشيكانغاوا، موقع تحطم الطائرة.
فقد المئات في مالاوي حياتهم بسبب الإعصار فريدي (أ ف ب / غيتي إيميدجز).
ماذا حدث في الانتخابات السابقة؟
حكم حزب المؤتمر المالاوي (MCP) البلاد منذ الاستقلال عام 1964 حتى أول انتخابات متعددة الأحزاب عام 1994. منذ الانتقال من نظام الحزب الواحد، تعاقبت على السلطة جبهة الديمقراطية المتحدة (UDF)، وحزب DPP، وحزب الشعب، وMCP.
كان فوز تشاكويرا مع MCP في 2020 واحدة من أبرز المحطات في التاريخ السياسي للبلاد. كانت انتخابات عامة قد جرت قبل ذلك بعام وأُعلن موتاريكا فائزا، إلا أن المحكمه الدستورية أبطلت الانتخابات، معتبرة أن هناك تلاعبًا واسع النطاق، بما في ذلك استخدام سائل تصحيح (Tipp-Ex) على بطاقات الاقتراع. ثم أمرت المحكمة بإجراء إعادة اقتراع في 2020، وفاز تشاكويرا بنسبة نحو 59% بعد تحالفه مع تشيليما.
رغم أن موتاريكا وصَف إعادة الاقتراع بأنها “غير مقبولة”، كسبت المحكمة الدستورية إشادة دولية لدورها في صون الديمقراطية ورفضها الخضوع لنفوذ السلطة التنفيذية.
كيف ستدار عملية التصويت المقبلة؟
بعد جدل انتخابات 2019، أدخلت مالاوي نظامًا جديدًا يستلزم فوز المرشح بأكثر من 50% من إجمالي الأصوات كي ينتخب في الجولة الأولى. هناك احتمال قوي ألا يصل مرشحو هذا العام إلى هذا الحد في الجولة الأولى، مما سيستدعي إجراء جولة إعادة. من المرجح أن يسعى كل من MCP وDPP إلى جذب أحزاب أصغر لتشكيل تحالفات تكفل الحصول على الأغلبية في الإعادة.
هل ستكون الانتخابات حرة ونزيهة؟
أعطت إجراءات المحكمة بعد تصويت 2019 بعض المالاويين ثقة متجددة في العملية الانتخابية، لكن على مدى الأشهر الماضية اتهمت عدة منظمات مجتمع مدني وأحزاب معارضة المفوضية الانتخابية بالتحيّز لصالح MCP، زاعمين أن قياداتها العليا ترتبط بالحزب الحاكم. نفَت المفوضية بشدّة أيّ انحياز.
في يونيو، تعرّضت احتجاجات طالبت باستقالة قيادات المفوضية لهجوم من رجال ملثمين مسلّحين بالسكاكين، ما أثار مخاوف جدّية حول حرية التعبير في فترة ما قبل الاقتراع. لم يكن هذا الهجوم حادثًا معزولًا — فقد وردت تقارير متكررة عن عنف ذي دوافع سياسية في الأيام التي سبقت الانتخابات العامة.
متى ستُعلن النتائج؟
ستُعلن نتيجة الانتخابات الرئاسية بحلول 24 سبتمبر، أما نتائج الانتخابات البرلمانية فستُعلن بحلول 30 سبتمبر.
مزيد من تقارير BBC عن مالاوي:
تابعوا تغطيتنا على BBCAfrica عبر تويتر @BBCAfrica، وعلى فيسبوك BBC Africa، وإنستغرام bbcafrica.
بودكاستات BBC Africa. أرجو تزويدي بالنص الذي ترغب في إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2. أرسِل النص وسأباشر العمل فور استلامه.