حزب D66: لا وقت لنضيعه مع بداية التحدّي لتأليف ائتلاف من ثلاثة شركاء في وسط سياسي متقلّب
نُشر في 31 أكتوبر 2025
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
أعلن زعيم الوسط الهولندي روب ييتن عن فوزه في انتخابات حاسمة هيمنت عليها قضايا الهجرة والإسكان، بعد أن تفوّق على منافسه اليميني المتطرّف خيرت فيلدرز، مؤكدًا أن انتصاره دليل على أن الحركات الشعبوية قابلة للهزيمة.
ويبلغ ييتن 38 عامًا، وهو زعيم حزب D66 الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات العامة هذه الأسبوع، ومن المتوقع أن يصبح أصغر رئيس وزراء، وأول من أعلن مثليته، في خامس أكبر اقتصاد فى الاتحاد الأوروبي.
قصص موصى بها
«أعتقد أننا أظهرنا الآن لباقي أوروبا والعالم أنه من الممكن هزيمة الحركات الشعبوية إذا خضت الحملة برسالة إيجابية لبلدك»، قال ييتن يوم الجمعة، بينما كان فرز الأصوات الذي تنقله وكالة الأنباء ANP يُظهر أنه يبدوا في طريقه للفوز.
الحزب المؤيّد للاتحاد الأوروبي والليبرالي D66 ضاعف عدد مقاعده بفضل حملة متفائلة وزيادة كبيرة في الإنفاق الإعلاني، بينما فقد فيلدرز وحزب الحرية PVV جزءًا كبيرًا من التأييد الذي أوصلهما إلى فوز صادم في انتخابات 2023.
يملك D66 حاليًا 26 مقعدًا وقد يكسب مقعدًا إضافيًا عندما تُحصى كل الأصوات، وهو الآن المرجّح لأن يتولى قيادة مشاورات تشكيل الحكومة، وهي عملية عادة ما تستغرق أشهرًا.
سيحتاج الحزب إلى إيجاد ما لا يقل عن ثلاثة شركاء ائتلافيين لتأمين الأكثرية البسيطة في مجلس النواب المكون من 150 مقعدًا، مع اعتبار كل من الحزب الديمقراطي المسيحي الوسطي (CDA) الذي يملك 18 مقعدًا، والحزب الليبرالي VVD الذي يملك 22، ومجموعة الخضر/العمل التي تملك 20 مقعدًا، مرشحين محتمَلين.
لكن ثمة تساؤلات عما إذا كان VVD ومجموعة الخضر/العمل سيعملان معًا، إذ قالت زعيمة VVD ديلان يسيلغوز قبل الانتخابات إن تحالفًا مع الخضر/العمل «لن ينجح» وأنها تفضل ائتلافًا يميل إلى اليمين الوسط.
ستنتخب مجموعة الخضر/العمل زعيمًا جديدًا يوم الاثنين بعدما تنحّى نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانس عن منصبه.
يوم الجمعة، ناشد ييتن الأحزاب السائدة من اليسار إلى اليمين بالتوحّد، قائلاً: «نريد إيجاد أغلبية تعمل بحماس على قضايا مثل سوق الإسكان والهجرة والمناخ والاقتصادى».
«تحديات جسيمة»
من أمستردام، قالت مراسلة الجزيرة ستيب فاسن إن ييتن يواجه «تحديات جسيمة» مع انطلاق محادثات ائتلافية غير رسمية، خصوصًا أن قيادة حزبه تفاوتت بفارق ضئيل جدًا من الأصوات عن فيلدرز وحزب PVV.
ويتذكر ييتن، الذي يُعرف بنشاطه الرياضي وسابقًا شارك كمنظّم للنسق لصالح البطلة الأولمبية سيفان حسن، أن «لا وقت للتأخير» لأن «الشعب الهولندي يطلب منا أن نبدأ العمل».
من جانبه قال فيلدرز إن ييتن يسبق الأحداث، مشيرًا إلى أن النتائج لن تصبح رسمية إلا بعد قرار مجلس الانتخابات، لا بعد أرقام ANP التي تجمع النتائج من البلديات. وكتب على منصة X: «يا لها من غطرسة ألا ننتظر».
ورغم أن كافة الأحزاب السائدة قد استبعدت مسبقًا التعاون معه، فقد قال فيلدرز إنه سيطالب بالحصول على الفرصة الأولى لتشكيل ائتلاف إذا تأكد أن حزبه حصل على أكبر عدد من الأصوات.
ومع تراجع قاعدة دعمه، نجحت أحزاب يمينية متطرفة أخرى مثل منتدى من أجل الديمقراطية (FvD)، وهو حزب قومي يدعو إلى الانسحاب من نظام شينغن للحدود المفتوحة في الاتحاد الأوروبي، في تحقيق أداء جيد.
سيتم تأكيد النتائج يوم الاثنين عندما تُحصى بطاقات الاقتراع البريدية الخاصة بالمواطنين الهولنديين المقيمين في الخارج.
سيناقش قادة الأحزاب الخطوات التالية يوم الثلاثاء.