محرّرون في بي بي سي: جاكرتا وسيدوارجو وسنغافورة
فرق الإنقاذ تبحث بلا هوادة عن العشرات من التلاميذ والعاملين تحت أنقاض مبنى مدرسة انهار في مقاطعة جاوة الشرقية بإندونيسيا.
أعلنت السلطات يوم الثلاثاء مقتل 3 أشخاص وإدخال 99 آخرين إلى المستشفيات، بعضهم في حالات حرجة، مع تحذير من احتمال ارتفاع حصيلة القتلى. وما لا يقل عن 38 شخصاً، كثيرون منهم مراهقون، ما زالوا محاصرين تحت أنقاض مدرسة المعهد الإسلامي «الخوازني» في بلدة سيدوارجو. كانوا مجتمعين لأداء الصلاة عندما انهار المبنى يوم الاثنين.
قالت وكالة التخفيف من الكوارث إن المبنى المكوّن من طابقين كان أساسه غير مستقر ولم يكن قادراً على تحمل وزناً إضافياً نتيجة تشييد طابقين آخرين فوقه. وقد اتخذ الانهيار شكلاً «شبيهًا بالكعكة المفلطحة» مع صفوف من ألواح الخرسانة المتراكمة التي تركت فراغات ضيقة فقط، ما يجعل عمليات البحث والإنقاذ صعبة وخطيرة.
كانت الفتيات يصلين في جزء آخر من المبنى وتمكنّ من الخروج، حسبما نقلت وكالة الصحافة العالمية. ويتراوح عمر تلاميذ المدرسة بين 12 و17 سنة. تُظهر لقطات محلية الجزء المنهار من المبنى غارقا تماماً مع بروز أعداف كبيرة من ألواح الخرسانة. ويُسمع صراخ ونحيب آتٍ من تحت الأنقاض، بينما نصبت عائلات قلقّة مخيّماً أمام المدرسة طوال الليل بانتظار أنباء عن ذويهم.
باشرت عشرات الفرق عمليات بحث ليلية عن ناجين، لكن العمل أُوقف مؤقتاً يوم الثلاثاء بعدما حذّرت السلطات من خطر انهيار إضافي للمبنى. قال محمد شافعي، رئيس وكالة البحث والإنقاذ «باسارناس»، إن المبنى أضحى في حالة غير مستقرة مع وجود فراغات ضيقة وقد يكون هناك ناجون محاصرون، لذلك تُجرى استعدادات لعملية متخصصة ونُشِرت وحدات من أنحاء الإقليم مزودة بأدوات خاصة للانتشال.
وشرح شافعي المأزق المتعلق باستخدام الآليات الثقيلة مثل الرافعات والحفارات: فهي قد تساعد على رفع الألواح الخرسانية وفتح ممرات، لكنها في الوقت نفسه قد تحرّك الألواح وتعرّض حياة الناجين المختبئين تحت الأنقاض للخطر.
شهادات ناجين وذويهم
قالت روسيدا، والدة كافّا أحمد مولانا، أحد المفقودين، إنها تنتظر أنباء منذ مساء الاثنين. وتابعت البالغة من العمر 47 عاماً: «آخر حديث كان بيننا في اليوم السابق للحادث، ولم يكن فيه شيء مريب». واحد من أطفالها الآخرين تأثر أيضاً ويخضع للعلاج في المستشفى.
روى ناجون من التلاميذ لوسائل الإعلام المحلية كيف فرّوا من بين الركام. قال محمد ريجالول قويب، تلميذ في الصف السابع، إن المئات تجمعوا للصلاة عندما سمعوا صوت سقوط صخور. وأضاف التلميذ البالغ من العمر 13 عاماً أنه ركض فوراً إلى الخارج بعدما أصبح الصوت يزداد قوة، وأنه أصيب بشظايا من سقف سقط عليه لكنه استطاع الزحزحة والخروج من بين الحطام.
أبلغ طالب آخر يدعى صوفا صحيفة كومباس أنه شاهد تلاميذ «مصابين إصابات بالغة» وأن بعضهم مصاب بكسر في العظام. وقد اعتذر خادم المدرسة KH عبد السلام مجيب لأسر التلاميذ يوم الاثنين وعزا الحادث إلى «قدر الله»، مضيفاً: «عسى أن يعوضنا الله خيراً».
إجراءات ومساءلة
أفاد محافظ بلدة سيدوارجو بأن إدارة المدرسة لم تحصل على تصاريح لتوسيع المبنى. «الخوازني» هو معهد إسلامي تقليدي (بسانترن) في إندونيسيا؛ تركز البسانترن تقليدياً على الدراسات الدينية مثل حفظ القران وتعلم العربية والفقه الإسلامي، لكنّ كثيراً منها يقدم الآن تعليماً عاماً أيضاً.
وخلافاً للمدارس النظامية، تقع البسانترن تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وليس وزارة التربية، وغالباً ما تكون الرقابة محدودة؛ فالكثير من هذه المؤسسات تعمل بشكل غير رسمي من دون تنظيم صارم أو متابعة مستمرة.
سُجّل لقطاع البناء في إندونيسيا سجل سلامة سيء، وقد صنفته منظمة العمل الدولية ضمن الأسوأ عالمياً من حيث حوادث العمل. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وأُصيب العشرات عندما انهار مبنى كان يحتشد فيه الناس لحفل تلاوة قرآنية فجأة في جاوة الغربية.