باحثو جامعة ييل: قوات الدعم السريع تسعى للتستر على مجازر جماعية في الفاشر

تقرير يستند إلى صور فضائية يكشف محاولات إخفاء مجازر في الفاشر

تحليل لصور الأقمار الصناعية أجراه مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة يل يشير إلى أن قوات الدعم السريع قامت بمحاولات ممنهجة لطمس آثار قتل جماعي في مدينة الفاشر، عبر دفن الجثث وحرقها بعد سيطرتها على المدينة. يشير التقرير إلى أن عمليات التخلص من الجثث قد طالت عشرات الآلاف، وأن نمطاً منظماً استمر لأسابيع متتالية وربما ما زال جارياً.

كان سقوط الفاشر في أكتوبر بعد حصار دام ثمانية عشر شهراً نقطة فاصلة دفعت مدافعي الجيش للخروج من آخر معاقلهم في غرب السودان. ومنذ ذلك الحين، تزايدت التقارير عن عمليات إعدام وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت أثناء اقتحام المدينة، وأدّى ذلك إلى إدانات دولية واسعة؛ حتى أن قائد القوات اعترف سابقاً بوقوع بعض الانتهاكات وأعلن لاحقاً فتح تحقيق بعد الضغوط الدولية.

يقول التقرير إن تحليل مجموعات من الصور الفضائية أظهر تغيرات في مقاطع عدة داخل المدينة أسابيع ما بعد سقوطها، وهو ما يبرز محاولات مستمرة من قبل الدعم السريع لإزالة أدلة المجازر. كما رصدت الصور أكثر من ثمانين بؤرة خارج المدينة، ما يدعم استنتاج الباحثين بأن المجموعة كانت تقتل المدنيين أثناء محاولتهم الفرار.

تشير دلائل أخرى من صور نوفمبر إلى نشاط مدني محدود للغاية داخل الفاشر منذ الاستيلاء عليها، ما يعكس مدى التشريد والرعب الذي أصاب السكان. وحذّرت وكالات الإغاثة من قلة المدنيين الذين تمكنوا من الفرار بنجاح، بينما تقدر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص لا يزالون محاصرين في المدينة، ولم يصل إلى مخيمات النازحين إلا أقل من نصف هذا العدد.

استغلال سيطرة الدعم السريع على الفاشر مكنه من تكريس نفوذه في غرب السودان وإقامة هيئات موازية للحكم في مدن مثل نياﻻ، بينما لا تزال القوات النظامية تسيطر على معظم أنحاء البلاد، وتستمر الاشتباكات بين الطرفين. ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 يُعتقد أن أكثر من 13 مليون شخص قد نزحوا.

يقرأ  الروس يوافقون على الانسحاب من شركة نفط صربية تحت وطأة العقوبات الأمريكية — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

يؤكد مختبر الأبحاث الإنسانية أن مراقبته المتواصلة للفاشر تهدف إلى توثيق امتداد العنف والمعاناة التي لحقت بالسكان، وأن نمط إتلاف الأدلة والتخلص من الجثث يُعد جزءاً من حملة ممنهجة لمنع محاسبة مرتكبي الانتهاكات. هذا ما تظهره الصور، ويستدعي مزيداً من التحقيقات المستقلة والضغط الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب.

أضف تعليق