أعلنت بوتسوانا حالة طوارئ صحية عامة بعد أن أعلن الرئيس دوما بوكو أن سلسلة الإمداد الطبي الوطنية انهارت نتيجة استنزاف خزانة الدولة وتقليص كبير في المساعدات الأمريكية.
جاء الإعلان بعد تحذير وزارة الصحة والرفاه في وقت سابق من الشهر الجاري من أن النظام الصحي «يعاني ضغوطًا شديدة»، مع تأخر سداد نحو 75 مليون دولار لمرافق ومستشفيات وموردين خاصين. وأوضحت الوزارة وجود نقص في أدوية لعلاج أمراض متعددة تشمل ارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكري والسل والربو، فضلاً عن احتياجات في مجال الصحة العقلية والجنسية، كما أُجِّلت العمليات الاختيارية.
سجَّلت الوزارة أيضًا عجزًا في الضمادات والغُرز؛ وصرّح الرئيس بوكو في خطاب تلفزيوني بأن «سلسلة الإمداد الطبي، كما كانت تُدار عبر المخازن المركزية، فشلت»، وأن هذا الفشل تسبب في اضطراب حاد في توريد الأدوية على مستوى البلاد.
أقرّت وزارة المالية سابقًا مبلغ طوارئ قدره 250 مليون بولا (حوالي 18.7 مليون دولار) لتمويل المشتريات العاجلة، وأفاد بوكو أن الجيش سيتولى الإشراف على توزيع الأدوية الطارئة، على أن تُرسل الشحنات الأولى فورًا من العاصمة جابورون مع إعطاء الأولوية للمناطق الريفية المحرومة.
وأضاف الرئيس أن أسعار الأدوية الحالية «محفوفة بالمغالاة في كثير من الأحيان بمعدلات تتراوح بين خمسة إلى عشرة أضعاف»، وأن هذا الوضع غير قابل للاستمرار في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
تعزو الأزمة أيضًا إلى تقلص الميزانية الوطنية نتيجة تباطؤ سوق الألماس العالمي. فبوتسوانا، التي يناهز عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، تعد من أكبر منتجي الألماس في العالم؛ إذ تشكل احتياطاتها الواسعة، التي اكتُشفت بعد الاستقلال عام 1966، نحو 80% من عائداتها الخارجية. غير أن تراجع المبيعات في السنوات الأخيرة دفع حكومة تعاني من ضائقة نقدية إلى تعليق بعض مشتريات الوزارات الشهر الماضي.
وقد زادت حدة الضائقة تخفيضات واسعة في المساعدات الأمريكية إبان رئاسة دونالد ترامب. قبل هذه التخفيضات كانت الولايات المتحدة تمول نحو ثُلث استجابة بوتسوانا لفيروس نقص المناعة حسب برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز، كما وفّرت 12 مليون دولار عبر الصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والسل.
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن «التحرك العاجل» ضروري لمعالجة تفاقم الأزمة الطبية في البلاد، مشيرة إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال يعاني نقص الوزن في منطقة غربية قرب الحدود مع ناميبيا.