بحيرة كونيغسزي: جوهرة مختبئة في بافاريا
تتربع بحيرة كونيغسزي كواحدة من أجمل بحيرات المانيا في داخل الحديقة الوطنية بيرشتسغادن، مجسّدةً جوهرةً متألقةً بين طيّات جبال الألب البيرشتسغادينية. مياهها الخضراء الزمردية تذكّر الزائرين بخلفيات الخلجان النرويجية الخلّابة، وهي مقصد محبّذ للمسافرين الأوروبيِّين المطلعين على أفضل الوجهات الخارجية.
الموقع والوصول
تقع البحيرة في جيب صغير جنوب شرق ألمانياِ يمتدُّ نحو الحدود النمساوية، وتكاد تحيطها الأراضي النمساوية من كل جانب. أقرب مدينة ألمانية كبيرة هي ميونخ، على بُعد نحو 160 كيلومتراً، ويمكن الوصول إلى مطار ميونخ الدولي بالسيارة خلال ساعتين تقريباً. مع ذلك، يفضّل كثيرون القدوم عبر مدينة سالزبورغ النمساوية الساحرة، التي تبعد حوالي 32 كيلومتراً أو نحو نصف ساعة بالسيارة؛ ويخدم مطار سالزبورغ رحلات من شتى مطارات أوروبا.
ماذا ترى في كونيغسزي
أهم ما يميّز الزيارة إلى كونيغسزي هو الانطلاق على سطح مياهها الخضراء المدهشة. يستقلُّ معظم الزوار القوارب الكهربائية الرسميّة ذات الطابع المميّز التي تنقل الركاب إلى رصيف كنيسة سانت بارتولوميو. الرحلة نفسها متعةٌ مستدامة، إذ تُحافظ القوارب الكهربائية على نقاء هذا النسيج الطبيعي الرائع. تذكرة الذهاب والإياب تكلف ما يزيد قليلاً عن 22 يورو وتتيح لك الصعود والنزول بحسب جدولك.
الكنيسة والصدّى
المنظر الرئيسي على البحيرة هو كنيسة سانت بارتولوميو ذات القباب الحمراء العميقة على شكل بصل، والتي تشكّل تبايناً مذهلاً مع جدران الجبال الصخرية من الخلف. بُنيت الكنيسة أصلاً عام 1134، إلا أن الطراز الحالي يُنسب إلى إعادة بناء أُجريت في نهاية القرن السابع عشر. جمال الكنيسة يبرز من الخارج بشكل خاص، رغم وجود بعض الأعمال الجصّية البديعة حول المذبح. ومما يميّز الجولة بالقارب نفخ البوق تقريباً في منتصف الطريق لإظهار الصدى الاستثنائي الواضح الذي تشتهر به البحيرة.
المشي والمسارات
المشي حول بحيرة كونيغسزي تجربة أخرى لا تُفوَّت، مع شبكة من المسارات المتنوّعة. شلال روثباخ يقدم مساراً ذهاباً وإياباً بسيطاً، بينما يؤدي الطريق إلى «مصلى الجليد» (Ice Chapel) إلى مسار أكثر تطلعاً، ويُعدّ صعود قمة ينر تحدياً لمن يحبون المغامرة. كما يستحقّ الأمر تخصيص وقت لزيارة «عش النسر» للاطّلاع على جانبٍ قاتمٍ من ماضي كونيغسزي؛ ذلك المنتجع الجبلي الفخم الذي بُني لأدولف هتلر وكان مسرحاً لتخطيط بعض من أبشع فظائع التاريخ.
خطط لرحلتك
الإقامة حول البحيرة تتسم بالألفة والحميمية مع جرعةٍ من الإثارة. أفضل طريقة لاستيعاب المشهد الطبيعي الدرامي هي البقاء ليلة في أحد الأكواخ الجبلية التقليدية المتناثرة على المنحدرات مثل Kührointhütte وWatzmannhaus وBerggaststätte Gotzenalm، حيث يجتمع المنظر الخلاب مع ضيافة بافارية دافئة ووجبات مغذية. لمن يفضّل الراحة الأقل مغامرة، توفر بلدة Schönau am Königssee فنادق وبيوت ضيافة جيدة مثل Hotel Garni Landhaus Sonnenstern وBiopension Krennleiten، كما أن فندق Hotel Königssee يستحق النظر لموقعه المطلّ على البحيرة.
الطعام والشراب
التجربة الغذائيّة حول البحيرة لطيفة أيضاً؛ تنتشر مطاعم الكوخ التقليدية الصغيرة، ومن بينها Fischerei St. Bartholomä قرب الكنيسة، بالإضافة إلى Gaststätte Echostüberl وSeehaus am Königssee في الطرف الشمالي بالقرب من Schönau am Königssee. من الأفضل تجربة سمك السلمون المرقط البحري (الترُوت) المحلي، فغالباً ما يتم صيده في صباح اليوم نفسه. بقية الأطباق عادةً ما تكون غنية ومشبِّعة ذات جذور ألمانية ونمساوية.
هل ترغب بالمزيد؟
اشترك في نشرتنا المجانية للاطّلاع على أسرار السفر الأقل شهيره وللحصول على نصائح خبراء السفر.