بريطانيا: اعتقال نحو ٩٠٠ متظاهر خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين

الشرطة Met تَعتقِل نحو 900 شخص خلال تظاهرة قرب البرلمان البريطاني

نُشِر في 7 سبتمبر 2025

أعلنت قوات الشرطة في لندن أنها اعتقلت ما يقرب من 900 شخص خلال احتجاج داعم للجماعة المحظورة «حركة فلسطين»، فيما يعكس العدد الجديد الصارمَة التي اتبعتها الأجهزة الأمنية تجاه المتظاهرين الذين تؤكد الجهات المنظمة أنهم سلميون.

بحسب بيان لمصلحة شرطة العاصمة، فقد تم توقيف 890 شخصًا يوم السبت، من بينهم 857 على ذمة الشبهة بإظهار الدعم أو الانتماء إلى مجموعة مُحرَّمة، فيما وُجّهت إلى 33 آخرين تهم تتعلق بالاعتداء على الضباط أو مخالفات تتصل بالأمن العام.

حركة Defend Our Juries، التي دعت إلى الاحتجاج يوم السبت، رفضت مزاعم الشرطة بأن المتظاهرين تصرفوا بعنف. وذكرت في بيان أن «بين الذين تم توقيفهم من الـ857 كان هناك قساوسة وكهنة، ومحاربون قدامى، وذوو ناجين من الهولوكوست، ومعلمون متقاعدون والعاملون في القطاع الصحي». وأضافت أن الشرطة أطلقت «ادعاءات كاذبة ومحاولات تشويه» لتبرير اعتقال متظاهرين سلميين كانوا يحملون لافتات تقول: «أنا أعارض الإبادة الجماعية — أؤيد حركة فلسطين».

وأوضحت الحركة أن الأدلة المصورة تُظهر بوضوح قيام عناصر من الشرطة باعتقالات عنيفة، مستخدمين هراوات ودافعين للناس أرضًا. «نحن بلا عنف، ماذا عنكم؟» قال أحد المتحدثين باسمها.

ونقلت وكالة Press Association أن الضباط أخرجوا الهراوات أثناء اشتباكات مع المتظاهرين، ودفعوا لأنفسهم طريقًا وسط الحشد حاملين معتقلين، فيما سجلت مواجهات وصراخ بين الجانبين. وأفادت الوكالة أيضًا بأن قناني ماء وبلاستيك رُميت باتجاه الشرطة، وأسفر التدافع عن سقوط عدة متظاهرين، وصُوّر رجل وهو ينزف من وجهه بعد توقيفه.

من جهتها، قالت نائبة مفوض الشرطة كلير سمارت إن الضباط واجهوا «عنفًا منسقًا»، وأضافت في بيان أن «بإمكانك أن تعبر عن دعم لقضية دون ارتكاب جريمة بموجب قانون مكافحة الإرهاب أو الانزلاق إلى العنف والاضطراب، وآلاف الناس يفعلون ذلك في لندن كل أسبوع».

يقرأ  ذروة زخة شهب البرشاويات — نحو ٦٠ شهابًا في الساعة

وشهدت مدن أخرى تجمعات مماثلة، إذ أقيمت فعاليات في بلفاست وإدنبرة. وأعلنت شرطة اسكتلندا توقيف رجلين عمرهما 67 و82 عامًا ووجّهت إليهما تهمًا تتعلق بـ«الإرهاب»، فيما وُجّهت تهمة جريمة كراهية لرجل ثالث يبلغ من العمر 63 عامًا.

تأتي هذه الاحتجاجات في سياق قرار الحكومة البريطانية إدراج حركة فلسطين على لائحة المنظمات المحظورة بموجب قانون الإرهاب لعام 2000. وكانت الحركة قد استهدفت مصانع أسلحة ومواقع أخرى مرتبطة بتصدير الأسلحة لإسرائيل، وفرضت عليها الحظر بعدما أعلنت مسؤوليتها عن رش طائرتي تزويد بالوقود من طراز فوياجر في قاعدة عسكرية بطلاء أحمر. وأصبح الانتماء إلى الحركة أو إظهار الدعم لها جرماً يعاقب عليه بالسجن حتى 14 عامًا.

في يوليو الماضي، أعرب خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة عن قلقهم من «وصم حركة احتجاج سياسي بأنها إرهابية بلا مبرر»، مؤكدين أن «أفعال الاحتجاج التي تلحق أضرارًا بالممتلكات من دون نية قتل أو إصابة الناس لا ينبغي أن تُعامل على أنها إرهاب».

وفيما تستأنف وزارة الداخلية حكمًا أصدرته محكمة عليا يسمح لمؤسسة الحركة المشاركة هدى عموري بمباشرة طعن قضائي ضد الحظر، فقد رفعت عموري دعوى ضد قرار وزيرة الداخلية السابقة يفيت كوبر، قائلة إن القرار جنّس مُجرد المعارضة السياسية جريمة جنائية.

وانعقدت الاحتجاجات نهاية الأسبوع بينما تكثِف إسرائيل هجماتها على غزة، وهو ما وصفه باحثون ومنظمات حقوقية وخبراء أمميون بأنه إبادة جماعية. ونقلت تقارير إعلامية بريطانية أن قوات بريطانية نفّذت طلعات طائرات دون طيار للمراقبة فوق غزة دعماً للعمليات الإسرائيلية.

أضف تعليق