الشرطة البريطانية تعتقل ثلاثة أشخاص بتهم تتعلق بالتجسس والخراب المرتبطين بروسيا بينما تكشف ليتوانيا ولاتفيا عن مخططات تخريبية
نُشر في 18 سبتمبر 2025
اعتقلت الشرطة البريطانية ثلاثة مشتبه بهم يُرجَّح أنهم شاركوا في تنفيذ عمليات تخريبية وجسّية لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، في توقيفات جرت صباح الخميس شرق مدينة لندن. تأتي هذه الاعتقالات كآخر حلقات سلسلة اتهامات متزايدة تُشير إلى استقدام موسكو وسطاء و«وكلاء» للقيام بهجمات وجمع معلومات استخبارية في أنحاء أوروبا.
وبحسب السلطات، فقد تم توقيف رجلين (41 و46 عاماً) وامرأة تبلغ من العمر 35 عاماً في مقاطعة إسيكس، بوصفهم مشتبهين بالمساعدة والتعامل مع جهاز استخباراتي أجنبي — تهمة يندرج تحتها قانون الأمن القومي الذي سُنّ عام 2023 ومنح أجهزة الإنفاذ صلاحيات أوسع لمواجهة تهديدات دولية. وقالت الشرطة إن الاعتقالات جاءت نتيجة تحقيق امتدّ حول شُبهات تعاون مع الاستخبارات الروسية.
قائد وحدة مكافحة الإرهاب في لندن، القائد دومينيك مورفي، أشار إلى أن المملكة المتحدة شهدت «ازدياداً في عدد من نعتبرهم وكلاء يتم استقطابهم من قبل أجهزة استخبارات أجنبية»، في إشارة إلى نمط الاعتماد على عناصر محلية أو عميلة لتنفيذ مهام سرّية أو تخريبية.
تهديد على مستوى أوروبا
منذ بدء عمليتها العسكرية في اوكرانيا مطلع 2022، واجهت روسيا اتهامات متكررة بتدبير عمليات استخباراتية سرية على امتداد القارة الأوروبية. وتزامنت اعتقالات بريطانيا مع إعلان ليتوانيا ولاتفيا عن الكشف عن شبكات عملياتية مرتبطة بموسكو يوم أمس.
قال المدعون في ليتوانيا إنهم فكّكوا شبكة كانت تخطط لشن هجمات حرق وتفجير في عدة دول من دول الاتحاد الأوروبي، في حين أعلنت أجهزة الأمن اللاتفية توقيف رجل يُشتبه في قيامه بتسريب معلومات عسكرية إلى روسيا.
اتهامات وسجل متصاعد
لطالما وجهت بريطانيا اتهامات لموسكو بالتخطيط لعمليات تخريب وتجسّس داخل أراضيها وخارجها، في مقابل نفى الكرملين هذه المزاعم واتهم لندن بـ«التميل إلى إلقاء اللوم على موسكو مقابل أي حدث سيئ يحدث».
تأتي هذه الاعتقالات بعد سلسلة إدانات وإدانة بمحاكمات سابقة. ففي يوليو، أدان القضاء ثلاثة رجال بإضرام النار في مؤسسات مرتبطة بأوكرانيا في لندن، وهي هجمات قالت سلطات بريطانية إنها نُفّذت بأوامر من مجموعة فاغنر الروسية. وفي وقت سابق من هذا العام، أدين خمسة بلغاريين بالتجسّس لصالح الكرملين.
طرود متفجّرة ومخططات متقنة
أفاد المدعون الليتوانيون بأن المشتبه بهم أرسلوا طروداً تحوي أجهزة حارقة مصنوعة يدوياً، مُموهة داخل وسادات تهتز وأنابيب مستحضرات تجميل. هذه الطرود أُرسلت عبر خدمات التوصيل إلى بريطانيا وبولندا في يوليو 2024، مختبئة ضمن شحنات عادية.
اكتظّت التقارير بأن طرداً اشتعل في مركز لوجستي تابع لشركة دي إتش إل في لايبزيغ قبل أن يُرسل إلى المملكة المتحدة، كما اندلع حريق آخر في مستودع ببيرمنغهام. واشتعلت أيضاً شحنتان متجهتان إلى بولندا، أحدهما لم ينفجر، فيما أظهرت التحقيقات احتواء الطرود على مادة الثرمِيت، وهي مركب صناعي شديد الاشتعال.
قالت السلطات في فيلنيوس إن اثنين من الموقوفين رُبطا بمحاولة إحراق متجر لشركة إيكيا في مايو 2024، وإن التحقيق ما زال مستمراً مع 15 مشتبه به من روسيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا واوكرانيا، مع صدور مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة منهم.
وأفادت أجهزة الأمن في لاتفيا كذلك بأنها احتجزت شخصاً يُشتبه في جمعه معلومات عن قوات الناتو والبنى التحتية العسكرية داخل البلاد لصالح روسيا.