بطل كمال أجسام يمني يكافح لتحقيق حلم عالمي

في صالة ألعاب مضاءة بخفوت وتكتنفها حرارة خانقة في اليمن، يلتف صالح حسين الرائدي حول ألواحْ بارٍ صدِئَة، يتدرّب بعينين حازمتين على حلمٍ واحد: التنافس في بطولات كبرى خارج البلاد.

صالح، البالغ من العمر 24 عاماً والذي يعمل في وظيفتين لإعالة أسرته، يفتقد الوسائل لاقتناء المكملات الغذائية والأطعمة الغنية بالبروتين اللازمة لبناء الكتلة العضلية، ما يضعه في مواجهة أصعب من كثيرٍ من منافسيه.

حافي القدمين بين آلاتٍ متعبة الصنع، يقطر عرقاً وهو يجري حصته التدريبية مرتدياً فانيلة زرقاء، متجاهلاً ضجيج المرور المتدفق من الباب المفتوح.

شغفه أكبر من اتباعه لنظام غذائي صارم مطلوب في رياضته؛ غالب وجباته يقتصر على قطعة صغيرة من السمك مع الأرز — خيار أوفر ثمناً لكنه أقل غنىً بالبروتين من منتجات كالبيض والدجاج.

ولكي يدعم زوجته وطفله ووالديه، يعمل منذ الصباح حتى المساء في تفريغ السفن بميناء المكلا جنوبي اليمن، ومع ذلك يحافظ على عمل جانبي بالغ الغرابة: الغوص الحر لصيد الأخطبوط والحبار.

«أعمل بجد، ومع ذلك بالكاد أجمع ما يكفي لشراء المكملات التي أحتاجها»، هكذا يقول الرائدي.

سنوات الحرب الأهلية والاقتصاد المشلول أجلت طموحات الملايين في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، إلى أجلٍ غير محدد.

مع انقطاع التيار المتكرر، يتدرب الرائدي أحياناً من دون مروحة في صالة كينغ جيم المزدحمة بمساحة لا تتجاوز 18 متراً مربعاً، مكتظة بالمعدات.

رغم بنائه العضلي وخصره النحيل، فرصته في تقليد معبوديه تبقى ضئيلة: أحمد شكري والمصري المنتفخ والمنافس ست مرات على لقب مستر أولمبيا، كريستوفر «سي بوم» بومستيد.

كان عمره ثمانية عشر عاماً عندما خاض أولى مسابقاته في صنعاء، العاصمة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران منذ 2014؛ تجربة أزهقت حله.

يقرأ  غارات إسرائيلية على صنعاء تستهدف محيط المجمع الرئاسي وقواعد صاروخية

«أعطوني ميدالية وشهادة و12 ألف ريال يمني — أقل من 50 دولاراً»، يتذكر، مبلغ بالكاد غطّى مصاريف سفره.

عندما اختير لاحقاً للمشاركة في منافسة بالسعودية، كان ثمن تذكرة الطائرة باهظاً، فاستقل الحافلة. وعلق يومين عند معبر الحدود حيث يخضع اليمنيون لفحوص مشددة، ما استنزف مخزون طعامه الغني بالبروتين أثناء الانتظار.

بحلول وصوله إلى ساحة المنافسة فقد نحو كيلوين. «انهد جسمِي تماماً»، قال؛ «تعبت ووصلتُ للمركز السابع لأنني لم أستطع تحمل وسيلة سفر مناسبة».

إعالة أسرته مع تكاليف ما يستطيع دفعه من طعام ومكملات خاصة يجعل الكفاح اليومي باقياً، وفي أوقات الشدة يضطر لتخفيف تمارينه لتفادي الإرهاق، ما يبعد هدفه عن الوصول إلى بطولات إقليمية كبرى مثل بطولة دبي برو بعيداً.

ومع ذلك، «رؤية جسمي وهو يستجيب ويتحسن هي ما يدفعني للاستمرار مهما شدت المصاعب»، يقول الرائدي. «كمال الأجسام علمني الانضباط في كل جزء من حياتي.»

حلمه ما زال واحداً: أن يصل ويشارك في مسابقات مثل بطولة دبي برو لبناء الأجسام.

أضف تعليق