اختتمت في جنيف محادثات بين الولايات المتحدة و اوكرانيا تهدف إلى وضع حد للحرب مع روسيا، حيث أعلن مسؤولون من الجانبين عن “تقدّم” ونيّة للاستمرار في العمل على المسار التفاوضي.
مع ذلك، لم تظهر أية تفاصيل عملية تبيّن كيف يمكن ردم الهوّة الكبيرة بين موسكو وكييف بشأن القضايا الإقليمية وضمانات الأمن لأوكرانيا.
رحّب رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، بـ”الخطوات الهامة” التي جرت، لكنه حذّر من أن “المشكلة الأساسية” في محادثات السلام تتمثّل بمطالبة فلاديمير بوتين بالاعتراف القانوني بالأقاليم التي تحتلها روسيا في شرق البلاد.
“هذا الأمر سيقوّض مبدأ سلامة الأراضي وسيادة الدولة”، قال زيلينسكي، مسلطاً الضوء على المخاوف من أن تُكافأ موسكو على عدوانها بمنحها أراضٍ استولت عليها بالقوة.
في المقابل، غرّد الرئيس دونالد ترامب مرجّحاً أن “شيئاً جيداً قد يحدث”، لكنه أرفق تحذيراً قائلاً: “لا تصدّقوا ذلك حتى تروا النتائج”.
لم تشارك الوفود الروسية في محادثات جنيف، وأفادت الكرملين أنه لم يتلقّ معلومات رسمية عن نتائج المحادثات؛ فيما أشار المتحدّث دميتري بيسكوف إلى أن موسكو على علم بـ”تعديلات” أدخلت على الخطة التي رحّب بها بوتين.
خطة سلام مكوّنة من 28 بنداً صاغها مسؤولون أميركيون وروسية قُدِّمت إلى اوكرانيا الأسبوع الماضي، ويظهر أن عدداً من بنودها مائلة إلى حدّ كبير لمطالب موسكو الطويلة الأمد، ما أثار استياء كييف وحلفائها الأوروبيين.
تصريحات ترامب التي لمحّت إلى أن أمام أوكرانيا مهلة حتى يوم الخميس للقبول بالاتفاق أو مواجهة تخفيضات جسيمة في الدعم الأميركي، ساهمت في خلق شعور بالعاجلية عبر أوروبا، مما دفع إلى عقد محادثات مستعجلة بين ممثلين أميركيين وأوكرانيين.
بحلول مساء الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن “مقدار التقدّم كان هائلاً”. وأضاف: “أنا أؤمن حقاً أننا سنصل إلى نتيجة”.
إلا أن بعض القادة الأوروبيين ظلّوا أكثر حذراً. قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: “لست متأكداً إن كنا أقرب إلى السلام”، بينما أشار المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى أن المفاوضات ستكون “عملية طويلة الأمد” ولا يتوقع أي اختراقات هذا الأسبوع.
أوروبا وجدت نفسها تبحث عن مقعد على طاولة المفاوضات الأسبوع الماضي بعدما بدت مفاجَأة عند عرض مشروع الخطة الأميركية. وردّاً على ذلك، أعدّت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مقترحاً مضادّاً استبعد الاعتراف بأي مناطق تحت سيطرة روسيا، ورفع سقف حجم القوات الأوكرانية المسموح بها، وترك الباب موارباً أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
روبيو قال إنه لم يكن على علم بهذا المقترح، بينما قلّل مساعد الشؤون الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف من أهميته واعتبره “غير بنّاء تماماً”.
منذ إطلاق روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في 2022، طالبت مراراً بانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من إقليم دونباس الشرقي. لكن كييف وشركاؤها الأوروبيون متحفّظون إزاء أي تسوية قد تقوّض مبدأ سلامة الأراضي والسيادة، وزيلينسكي كرّر التحذير من أن التنازل عن دونباس سيعرض أوكرانيا لهجمات روسية مستقبلية.
رغم الدبلوماسية المحمومة خلال الأيام الماضية، فإن الخطوات التالية في المسار لا تزال غير واضحة.
التوقّع الآن أن يتحدّث زيلينسكي شخصياً مع ترامب قريباً، ومن ثم يُعرض مشروع اتفاق معدّل على موسكو. وقالت الكرملين إنه لا توجد خطط لعقد لقاء هذا الأسبوع بين مفاوضين روس وأميركيين.
قال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر إن العمل ما زال قائماً من أجل “سلام عادل ودائم” في أوكرانيا، وأضاف أن اجتماعاً افتراضياً لـ”ائتلاف الراغبين” سيعقد يوم الثلاثاء لمناقشة التطورات.