بعد مرور عام على مزاعم مقتل الزعيم حسن نصر الله حزب الله يرفض نزع سلاحه | إسرائيل تشن هجمات على لبنان

الحكومة اللبنانية تؤيد خطة لنزع سلاح حزب الله بعد تراجع قوته في الحرب الأخيرة مع إسرائيل

نُشر في 28 سبتمبر 2025

أعلن مسؤولون لبنانيون تأييدهم لمشروعات تهدف إلى نزع سلاح حزب الله، الذي تضرر بشدة نتيجة الحرب الأخيرة مع إسرائيل. من جهته، أكد نائب أمين عام الحزب، نُعيم قاسم، أن الجماعة المسلحة لن تتخلى عن أسلحتها، بعد مرور عام على مقتل سلفه حسن نصرالله في غارة جوية استهدفت جنوب بيروت.

خلال إحياء الذكرى السنوية في ضريح نصرالله ببيروت، أمام آلاف الحاضرين، تعهّد قاسم بالحفاظ على القدرات العسكرية للحزب على الرغم من الضعف النسبي الذي أصابها عقب الصراع الأخير مع إسرائيل. وقال: «لن نتخلى عن سلاحنا، ولن نسلمه»، مؤكداً أن الحزب سيواصل مواجهة كل مشروع يخدم الكيان الإسرائيلي.

تأتي تصريحات قاسم بعد أن تعهّدت الحكومة الجديدة علناً بالمضي قدماً في مساعي نزع السلاح من الجماعة المدعومة من إيران، وسط ضغوط دولية وإقليمية، لا سيما من الولايات المتحدة. وفي الأيام التي سبقت ذكرى وفاة الزعيم الكاريزمي، تصاعدت التوترات بين مؤيدي الحزب ومعارضيه داخل لبنان.

صُوِّرت صور نصرالله ووريثه الظاهر، هاشم صفاالدين، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية بعد أسابيع من مقتل قائده، على صخور قبالة ساحل بيروت هذا الأسبوع، رغم أوامر رئيس الحكومة نواف سلام بمنع ذلك. وتوافد آلاف الرجال والنساء والأطفال مرتدين اللون الأسود إلى موقع الدفن، حاملين صور القائد الراحل، بينما حضر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني مراسم التأبين.

قالت فاطمة، التي فقد زوجها في الحرب مع إسرائيل في سبتمبر الماضي: «جئنا لنقول لكل الناس في لبنان إن حزب الله ما زال قوياً». أما علي جعفر، طالب جامعي بعمر 21 عاماً، فأكد لوكالة فرانس برس أنه لا يعتقد أن نزع سلاح الحزب سيُنفّذ: «تسليم السلاح هو حلم الأعداء، داخليين وخارجيين — لكنه سيظل حلماً».

يقرأ  القضاء ينقل السياسي البوليفي لويس فرناندو كاماتشو إلى الإقامة الجبرية

قُتل نصرالله في 27 سبتمبر من العام الماضي، عندما أسقطت إسرائيل سلسلة من قنابل اختراق التحصينات على مجمع تابع لحزب الله في جنوب بيروت؛ وكان قد قاد الحركة لأكثر من ثلاثين عاماً. وبعد هجمات حماس الدموية في 7 أكتوبر 2023، أطلق حزب الله صواريخ باتجاه إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

وتعرّض الحزب لضربة موجعة بعد عام على انخراطه في القتال، حين فجّرت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية عبوات ناسفة كانت مزروعة سراً داخل آلاف أجهزة النداء (البيجرات) التي يستخدمها عناصر الحزب للتواصل؛ وأسفرت تلك الانفجارات عن سقوط ضحايا مدنيين لبنانيين كثيرين، بينهم طفلة تبلغ ثماني سنوات.

وفيما استهدفت الضربات الإسرائيلية وقتلت نصرالله وقيادات رفيعة أخرى ضمن حملة قصف جوي واسعة، أرسلت قوات برية عبر الحدود دمرت بلدات وقرى واحتلت مناطق في جنوب لبنان. ومع أن اتفاق تهدئة أنهى النزاع وُقّع بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر 2024، فإن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتل أجزاءً من الأراضي اللبنانية ويواصل شن غارات جوية داخل لبنان، راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين، في حين تدّعي إسرائيل أن كثيرين منهم من عناصر حزب الله — وهو ادعاء يثير جدلاً واسعاً. الاحتلال مستمرر في بعض المناطق، والقلق يلازم الشارع اللبناني.

أضف تعليق