صرح سفير الصين لدى الهند شو فيهونغ بأن بكين «تعارض بشدة» الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها واشنطن على نيودلهي، ودعا في الوقت نفسه إلى تعزيز التعاون بين الهند والصين.
وشبّه شو الولايات المتحدة بـ«المتنمر»، مشيراً إلى أن واشنطن استفادت طويلاً من قواعد التجارة الحرة، لكنها باتت تستخدم الرسوم كـ«ورقة مساومة» لطلب ثمن باهظ من الدول الأخرى. وقال: «فرضت الولايات المتحدة رسوماً تصل إلى 50% على الهند وهددت بالمزيد. بكين تعارض ذلك بشدة. الصمت يُجرِّئ المتنمّر».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرض ترامب عقوبة بنسبة 25% على الهند، إضافة إلى رسوماً قدرها 25% على مشتريات النفط والأسلحة من روسيا، على أن يسري المعدل الجديد اعتباراً من 27 أغسطس. وإقبال نيودلهي المتزايد على النفط الروسي الرخيص منذ حرب أوكرانيا أثّر سلباً على علاقاتها مع أمريكيا وأعاق مفاوضات إبرام اتفاق تجاري.
ودافعت الهند عن مشترياتها من النفط الروسي، مؤكدة أن دولة مستهلكة للطاقة بحجمها مضطرة لاقتناء أرخص الخام المتاح لحماية ملايين الفقراء من ارتفاع الأسعار. كما أشارت نيودلهي إلى أن إدارة بايدن كانت قد شجّعتها على شراء النفط الروسي للمساهمة في استقرار أسواق الطاقة العالمية.
في ظل توتر العلاقات التجارية مع واشنطن، تبدو العلاقات بين نيودلهي وبكين في مسار تقارب سريع. فقد تدهورت العلاقات بين البلدين بعد مواجهات جالوان في لاداخ عام 2020، ومنذ ذلك الحين تعمل بكين ونيودلهي تدريجياً على تطبيع العلاقات.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي نيودلهي لمدة يومين، وقال خلال الزيارة إن الهند والصين «يتعيّن أن تنظر كل منهما إلى الأخرى كشريك لا كخصم أو تهديد». وقد أدلى شو بتصريحات مماثلة خلال فعالية عقَدَت في العاصمة الهندية.
ووصف السفير البلدين بأنهما «محركان مزدوجان» للنمو في آسيا، مضيفاً أن توحّدهما يخدم العالم بأسره. ودعا المزيد من الشركات الهندية إلى الاستثمار في الصين، معرباً عن أمل بكين في أن توفر نيودلهي «بيئة عمل عادلة ومنصفة وغير تمييزية» للشركات الصينية بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
وشدّد على أن «حروب الرسوم والحروب التجاريه تعطل النظام الاقتصادي والتجاري العالمي، وتسود سياسة القوة وقوانين الغاب، ما ألحق أضراراً جسيمة بالقواعد والنظام الدولي»، في إشارة إلى إجراءات الرسوم التي اتخذتها واشنطن ضد الهند ودول أخرى. وأضاف: «ستقف الصين بحزم إلى جانب الهند للدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف، وعلى رأسه منظمة التجارة العالمية».
كما لفت إلى أن زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي المرتقبة للصين لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون ستمنح «دفعاً جديداً» للعلاقات الصينية-الهندية.