بوتين: ستحقق روسيا جميع أهدافها عسكريًا إذا لم توافق أوكرانيا على اتفاق

رفضت روسيا الدعوات إلى وقف إطلاق النار بينما تتقدّم قواتها في أوكرانيا.

قال الرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو مستعدة لخوض المعركة لتحقيق كل أهدافها إذا لم توافق أوكرانيا على تسوية. جاءت تصريحات بوتين في الصين بعد حضوره عرضاً عسكرياً هائلاً اعتُبر رسالة تحدٍّ إلى دونالد ترامب والنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

حاول الرئيس الأمريكي إقناع بوتين بإنهاء الحرب، وبالرغم من أن الزعيم الروسي أشاد بـ«الرغبة الصادقة» لترامب، إلا أنه حتى الآن رفض التوصل لاتفاق. وفي زيارة إلى كييف، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي لـBBC إن ترامب نجح في جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات، لكنه لم يستبعد مواصلة الضغط عليه. وأضاف أن دولاً مثل المملكة المتحدة مستعدة «لممارسة ضغوط اقتصادية إضافية على بوتين… ولتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا كي تستمر في القتال».

استضاف ترامب بوتين في ألاسكا الشهر الماضي، ما أخرج الأخير من عزلته الدولية، كما حاول إقناعه بلقاء مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي. قال بوتين: «لم أستبعد أبداً احتمال إجراء مثل هذا اللقاء. لكن هل له أي فائدة؟ سنرى». وأوضح أن أي لقاء من هذا النوع يحتاج إلى إعداد لإخراج نتائج، وأن زيلنسكي يستطيع دائماً أن يذهب إلى موسكو لرؤيته — وهو ما وصفته وزارة الخارجية الأوكرانية بسرعة بأنه اقتراح «مرفوض علمياً ومعنوياً». (هنا يظهر اسم الرئيس الأوكراني لدى البعض بصيغة مختلفة: فولوديمير زيلنسكي)

يستغل رئيس أوكرانيا رفض بوتين للقاء كوسيلة لحث ترامب على فرض عقوبات جديدة على روسيا وتعزيز دفاعات أوكرانيا. وقد شنت روسيا غزواً واسع النطاق على جارتها في فبراير 2022.

وسئل بوتين على شاشة تلفزيون الدولة الروسية في بكين عما إذا كان من الممكن أن تنتهي الحرب قريباً، فأجاب: «هناك ضوء معين في نهاية النفق». وأضاف: «يبدو لي أنه إذا ساد المنطق فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع. وإذا لم يكن كذلك، فسنضطر لحل كل مهامنا عسكرياً».

يقرأ  ميانمار الممزقة بالحرب تُجري أول انتخابات عامة منذ انقلاب 2021

لكنه شدّد أن روسيا لن تتخلى عن دونباس، المنطقه الشرقية من أوكرانيا التي سيطرت عليها قواته. وجدّد مطالبته بعدم سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو ووقف ما سمّاه التمييز ضد الروس العرقيين — وهي من الذرائع التي استُشهدت بها موسكو لشنّ الغزو. ألمح أيضاً إلى أن الضمانات الأمنية التي قد تقدّمها الدول الغربية لأوكرانيا بعد اتفاق سلام مستقبلي لن تنطبق على مناطق دونباس التي اختار شعبها الانضمام إلى روسيا، في إشارة إلى استفتاءات انتُقدت على نطاق واسع بعد الضم.

في الوقت نفسه، تستضيف باريس يوم الخميس اجتماع ما يسمى «تحالف المستعدين» — مجموعة من حلفاء أوكرانيا — سعياً لتأمين تأييد أمريكي لخطة تضغط على روسيا للقبول بوقف إطلاق النار، مع تمديد الحلفاء فوراً لضمانات أمنية لأوكرانيا بدلاً من انتظار اتفاق سلام.

ضغط ترامب على بوتين من أجل وقف إطلاق النار خلال قمتهما في ألاسكا الشهر الماضي، لكنه خرج من المحادثات قائلاً إن البحث عن اتفاق سلام قد يكون وسيلة أفضل لوقف القتال. رفض بوتين دعوات لوقف المعارك، في حين كثّفت قواته الهجمات على المدن الأوكرانية؛ فقد أُطلقت ليلة الأربعاء وحدها أكثر من 500 طائرة مسيّرة و24 صاروخ كروز.

قال وزير الدفاع البريطاني للـBBC إنه حالما يُبرم اتفاق سلام، ستساعد المملكة المتحدة وأكثر من ثلاثين دولة أخرى «في حماية السماء والبحر وتأمين الأرض». وأضاف: «نحن عازمون في هذه الأثناء على عدم تعريض ذلك السلام للخطر بنسيان الحرب، ولهذا نكثف المساعدات العسكرية لأوكرانيا». وذكر أن بلاده مرّرت اليوم مليار جنيه إسترليني (حوالي 1.24 مليار دولار) من أصول روسية مصادرة، أُعيد توظيفها في صورة مساعدات ومعدات عسكرية لأوكرانيا. «إنها أموال بوتين القذرة عادت إلينا مع الفائدة.»

يقرأ  مجلس شيوخ تكساس يقر خريطة دوائر الكونغرس المعاد رسمها لصالح الجمهوريين

أضف تعليق