رفضت الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو استقبال المرحّلين من الولاات المتحدة، بعد أن أعلنت واشنطن تعليق إصدار التأشيرات الروتينية في تلك الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.
وزير الخارجية، كراموكو جان-ماري تراوري، اتهم القرار بأنه قد يندرج في سياق «ابتزاز» بعدما صرّح بأنه رفض عرضًا أمريكيًا متكررًا يقضي باستقبال مهاجرين مدرَجين على أنهم قادمون من دول ثالثة.
إدارة الرئيس دونالد ترامب تحوّلت إلى عدد من الدول الأفريقية كوجهات لإعادة المهاجرين، ضمن نهج أشد حدة في سياسة الهجرة.
وقد تم التواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية للحصول على تعليق رسمي.
يُذكر أن قائد بوركينا فاسو، الكابتن إبراهيم تراوري، يصوّر نفسه مدافعًا عن القضايا الإفريقية ومقاومًا لما يسميه الإمبريالية الغربية. حكومته العسكرية استولت على السلطة في انقلاب منذ ثلاث سنوات، وما يزال تواصله مع الدول الغربية بارداً إلى حدّ كبير.
وفي مقابلة مع القناة الحكومية RTB مساء الخميس، تساءل وزير الخارجية: «هل هذه وسيلة للضغط علينا؟ هل هذا ابتزاز؟ مهما يكن… بوركينا فاسو بلد الكرامة، مقصد لا مقياس للطرد». وأضاف أنه التقى ممثلي السفارة الأمريكية الأربعاء ورفض العرض الذي كررته واشنطن أكثر من مرة.
أعلنت سفارة الولاات المتحدة في مدينة أوغادغو على موقعها الإلكتروني أنها ستوقف مؤقتًا إصدار تأشيرات الهجرة والسياحة والطلاب ورجال الأعمال. ونتيجة لذلك، سيضطر السكان المحليون إلى السفر إلى سفارة الولايات المتّحدة في عاصمة توغو المجاورة لإجراءات التأشيرات.
قال تراوري إنه تسلّم مذكرة دبلوماسية توضح أن بوركينا فاسو وُضعت على قائمة دول يُزعم أن رعاياها لم يحترموا قواعد التأشيرات الأمريكية، وأن المذكرة أحالت إلى المقترحات المتعلقة بقبول المرحّلين، بحسب نص المقابلة الذي تناقلته وسائل إعلام محلية.
شهدت الأشهر الأخيرة موافقة عدة دول أفريقية — من بينها إيسواتيني وغانا ورواندا وجنوب السودان — على استقبال أشخاص تم طردهم من الولايات المتحدة ومن دول ثالثة. وفي حالة إيسواتيني، قبلت مملكة صغيرة عشرة مرحّلين رغم تحديات قانونية، بعد أن أضافت إليهم مجموعة سابقة من خمسة وصفهم الجانب الأمريكي بأنهم «مجرمون خطيرون». في المقابل، أعلنت نيجيريا عدم قبول أي مرحّلين من الولايات المتحدة.
تأتي هذه التحركات في سياق حملة ترامب التي تهدف إلى ترحيل ملايين المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني داخل الولايات المتحدة. وختم تراوري بالقول إن «هذا الاقتراح، الذي اعتبرناه في حينه مسيئًا ومخلاً بالآداب، يتناقض تمامًا مع مبدأ الكرامة».