ألقَت السلطات البولندية القبضَ على أكاديميٍّ روسيٍّ بارز من متحف الإرميتاج الشهير في سانت بطرسبرغ، مطلوبٍ من قبل أوكرانيا بتهمٍ تتعلّق بإجراء تنقيبات غير مشروعة وتدنيسٍ جزئي للموقع الأثري المعروف باسم المدينة القديمة ميرمِكيون في شبه جزيرة القرم.
ووفقاً للمدعين العامين الأوكرانيين، فإن المشتبه به — المحدد بموجب القانون البولندي باسم «ألكسندر ب» — يشغل منصب رئيس قسم الآثار القديمة لمنطقة البحر الأسود الشمالي في المتحف.
يتهمه المدعون الأوكرانيون بإجراء تنقيبات غير قانونية في الموقع بمدينة كيرتش بين فبراير 2014 ونوفمبر 2025.
وقال المدعي بيور سكبا، المتحدث باسم مكتب المدعي العام في مقاطعة وارسو، للبي بي سي نقلاً عن معلوماتٍ من المدعين الأوكرانيين: «نتيجةً لهذه التنقيبات، بين 2014 و2019، أقدم بصورة غير قانونية على تدميرٍ جزئي لمجمع الآثار المسمى “المدينة القديمة ميرميكيون».»
وتقدّر أوكرانيا قيمة الأضرار بنحو 201.6 مليون هريفنيا أوكرانية (ما يقارب 4.77 مليون دولار).
غزت روسيا شبه جزيرة القرم في فبراير 2014 وضمّتها لاحقاً. وعرّفت وزارة الخارجية الروسية الرجل بأنه ألكسندر بوتياغين، موظفٌ في متحف الإرميتاج الحكومي، وأدانت توقيفه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هذا طغيان قانوني مطلق. سنطالب بالطبع عبر القنوات الدبلوماسية بحق حماية مصالح مواطننا».
كانت ميرميكيون مستعمرة يونانية قديمة أسّسها الأيونيون في النصف الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وتقع في أراضي القرم الحالية.
وأضاف سكبا أن الرجل أُلقي القبض عليه في بولندا في 4 ديسيمبر ثم خضع لاحقاً لاستجواب من قبل مدعين في وارسو «حيث رفض الإدلاء بتوضيحات».
وقال سكبا إن مكتب المدعي العام الأوكراني أصدر في نوفمبر طلبَ تسليمه.
وجاء في طلب التسليم: «بحث عن منقولات في مواقع التراث الثقافي من دون الحصول على التصريح المناسب لإجراء التنقيبات في مجمع الآثار “المدينة القديمة ميرميكيون” في كيرتش… وأجرى تنقيبات غير قانونية في هذا الموقع التراثي منذ بداية الاحتلال المؤقت لأراضي القرم».
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن بوتياغين دُعي لإلقاء محاضرات حول مدينة بومبي في وارسو وعدة مدن أوروبية أخرى.
وافقت محكمة مقاطعة وارسو على إبقاء ألكسندر ب رهن الحبس الاحتياطي في مركز احتجاز وارسو‑بياوولكا لمدة 40 يوماً حتى 13 يناير، بينما تستمر إجراءات التسليم.
وأضاف سكبا أن السفارة الروسية في وارسو أُخِطرت بتوقيفه واحتجازه قبل المحاكمة وتقدّم له المساعدة القنصلية.