بيت لحم تضيء شجرة الميلاد وسط آمال تعافٍ اقتصادي أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

بريق أمل في بيت لحم: إشعال شجرة الميلاد للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات

يأمل الفلسطينيون أن تكون مراسم إضاءة شجرة الميلاد الأولى بعد غياب ثلاث سنوات دفعة تجذب السياح للعودة إلى المدينة التي تعاني أزمة اقتصادية حادة.

بين الحرب الإبَادِيَّة التي شنتها اسرائيل على سكان غزه والاعتداءات شبه اليومية على بيت لحم ومدن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، تكبد الفلسطينيون معاناة كبيرة خلال العامين الماضيين. غابت الأفراح العامة، وأُلغيت كل الاحتفالات الرسمية بمناسبات الميلاد طوال السنوات الماضية.

لكن يوم السبت أعاد بعض البهجة إلى ميدان المهد أمام كنيسة المهد في بيت لحم، حيث تجمع الناس لمشاهدة إضاءة الشجرة للمرة الأولى منذ 2022.

كانت مراسم الإضاءة، بحسب مراسلة الجزيرة نور عودة من بيت لحم، “بمثابة فسحة بهجة كانت حاجة للجميع”. وأضافت: “لم أشهد الساحة ممتلئة بهذا الشكل منذ وقت طويل؛ كانت مكتظة بالعائلات وكبار الشخصيات وزوار من مختلف أنحاء الضفة المحتلة وحتى من مواطني فلسطين داخل إسرائيل.”

عادةً ما تصاحب احتفالات إشعال شجرة الميلاد في بيت لحم أجواء صاخبة ومليئة بالرقص والأغاني، لكن احتفال هذا العام استمر نحو ساعتين وكان “مكتوماً” بأدائه، تضمن ترانيم وصلوات من أجل السلام فقط.

تعاني بيت لحم، التي يؤمن المسيحيون أنها مسقط رأس يسوع، أزمة اقتصادية خانقة. أغلقت متاجر عريقة دكاكينها بعد أن فرضت قيود إسرائيلية مشددة عزلت المدينة عن محيطها. قال تاجر محلي، جاك غقّمان، للصحافة إن أفراداً من العائلة هاجروا إلى دول أخرى لمجرد تأمين لقمة العيش ودعم من تبقى هنا، مشيراً إلى تكاليف المعيشة والإيجارات المرتفعة التي باتت تفوق مقدرة كثيرين.

فنادق مثل فندق المهد، القريبة خطوات من كنيسة المهد، تكاد لا ترى ضيوفاً منذ عامين؛ بعضها يكاد ينجو بفضل زبائن متفرقين. قال صاحب أحد الفنادق، فارس بناك، إن الإهمال الطويل للمكان يشبه ترك سيارة لسنوات؛ لا تعمل بعد ذلك بسهولة، “وهذا ما حصل معنا.”

يقرأ  وزير خارجية كندا يلتقي رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وسط تحسّن في العلاقات

ارتفعت نسب البطالة والفقر في الضفة الغربية المحتلة خلال العامين الماضيين. مؤكداً ذلك، صرح ممثل غرفة تجارة بيت لحم سمير حزّبون أن نسبة البطالة بلغت نحو 34%، وأن أكثر من 40% من السكان يكافحون من أجل البقاء بعد تزايد من يعيشون تحت خط الفقر.

كما شهدت المدينة هبوطاً تاريخياً في أعداد السياح؛ فقد رصدت غرفة تجارة بيت لحم انخفاضاً يقارب 90% في عدد الزوار مقارنةً بما كان عليه قبل عامين، ما أدى إلى خسارة تقدر بمليون ونصف دولار يومياً في تلك الفترة.

تطول فترة الاحتفالات المسيحية في فلسطين، فالموسم يمتد من 25 كانون الأول لدى غربيي المسيحيين إلى 6 و7 كانون الثاني لدى الأرمن والأرثوذكس الشرقيين، فيما تنتهي احتفالات الشجرة عادةً في 20 كانون الثاني.

رغم تواضع احتفال هذا العام، رأت عودة أن أهالي بيت لحم اعتبروه فرصة لإدخال بعض البهجة إلى قلوب الأطفال، ولرسالة للعالم مفادها أن بيت لحم مفتوحة ومستعدة لاستقبال الزوار، على أمل أن يعيد ذلك بعض الحياة المنهكة إلى اقتصادها المخنوق.

أضف تعليق