أعربت الحكومة البيروفية عن تعازيها إزاء اغتيال دبلوماسي إندونيسي في العاصمة ليما، ووصفت الحادثة بأنها مؤسفة وجريمة نكراء.
وأصدرت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء بياناً أعربت فيه عن “أعمق التعازي” و”أشدّ الإدانة” لقتل زيترو ليوناردو بوربا (40 عاماً)، عضو السلك الدبلوماسي الإندونيسي.
أظهرت لقطات مراقبة نشرتها الشرطة البيروفية بوربا وهو يركب دراجته متجهاً إلى شقته ليلة الإثنين، حين اقترب منه مهاجم مجهول الهوية مرتدٍ خوذة قرب مدخل المبنى وأطلق عليه رصاصتين.
بعد سقوطه عن الدراجة أطلق الفاعل رصاصة ثالثة قبل أن يلوذ بالفرار على متن دراجة نارية يقودها مشتبه به آخر.
أُعلن لاحقاً عن وفاة بوربا في مستشفى بيروفي، ولا تزال دوافع الجريمة مجهولة.
وفي بيانها الثلاثاء أكدت وزارة الخارجية أن تحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن الحادث، وقدمت دعماً وتعزيزات أمنية لحماية موظفي البعثة الإندونيسية.
وكتبت الوزارة: «ستواصل وزارة الخارجية تقديم كل الدعم والمساعدة التي تحتاجها السلطات الإندونيسية في هذا الشأن، وتؤكد أن هذه الجريمة ستخضع لتحقيق شامل».
قال سوجيونو، وزير الخارجية الإندونيسي، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره البيروفي، إلمر شيايلر، لمطالبة السلطات بإجراء تحقيق دقيق وجاد.
وأضاف سوجيونو، المعروف باسم اسم واحد، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «نثق بأن بيرو ستضمن أعلى درجات الحماية لموظفينا في السفارة وعائلاتهم ومواطنينا في البلاد».
من جهته، قال رئيس الشرطة الوطنية البيروفية، فيكتور غيڤار، لقناة تلفزيونية محلية إن الهجوم قد يكون عملية اغتيال متعمدة لتصفية حسابات، معبّراً عن استنتاجه أن المنفذين قد يكونون أجانب بناءً على المعالم الجسدية الظاهرة في لقطات المراقبة.
غير أن مسؤولين إندونيسيين قالوا لوسائل إعلام بيروفية إنهم يشكّون في ذلك التقييم، موضحين أن بوربا لم يتلقَّ تهديدات في الفترة التي سبقت إطلاق النار.
ووفقاً لتقارير إعلامية، كان بوربا يقيم في ليما منذ نحو خمسة أشهر مع زوجته وأطفاله عند وقوع الحادث.
ورأى أحد موظفي السفارة الإندونيسية، إروان بوتابير، أن الحادث يعكس تفشّي الجريمة في العاصمة، ونقلت عنه صحيفة لا ريبوبليكا قوله: «بيرو بلد غير آمن. كان يركب دراجته بهدوء دون أن يتوقع أي خطر. لا أعرف لماذا قتلوه».
وتشير الأرقام إلى أنه تحت رئاسة دينا بولوارتي ارتفعت معدلات القتل والابتزاز في البلاد. ويُقدَّر أن 6,041 شخصاً قُتلوا بين يناير ومنتصف أغسطس، وهو أعلى رقم للفترة نفسها منذ عام 2017. وسجلت تقارير الابتزاز 15,989 حالة بين يناير ويوليو، بزيادة بلغت 28% عن نفس الفترة في 2024.
وقبل شهر، انتهت بولوارتي زيارة دبلوماسية إلى قصر مرديكا في جاكرتا، حيث احتفلت رفقة الرئيس برابوو سوبريانتو بمرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بيرو وإندونيسيا، ووقّعا اتفاقية تجارة حرة لتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين.