بيلغورود الروسية تتعرض لانقطاعات كهربائية مع تصاعد هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية

أولغا إيفشينا، أناستاسيا بلاتونوفا وياروسلافا كيريخينا — بي بي سي الروسية

رئيس مكتب الصحافةا في منطقة بيلغورود

رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق سيارة بعد ضربة بطائرة مُسيّرة على بيلغورود، روسيا

سكان منطقة بيلغورود الروسية يقولون إن انقطاع التيار، صفارات الإنذار الجوية، وصوت إطلاق النار تجاه الطائرات الأوكرانية القادمة باتت أموراً متكررة بشكل متزايد، مع تصاعد كييف في الرد على القصف المتكرر لمدنها بضربات عبر الحدود.

«الصوت مرتفع ومخيف جداً»، تقول نينا، إحدى سكان بيلغورود التي طلبت تغيير اسمها.

«كنت عائدة من العيادة عندما انطلقت صفارة الإنذار. كالمعتاد وصلتني إشعارات على تلغرام عن هجوم بطائرة مُسيّرة. ثم بدأت طلقات نارية آلية، فركضت إلى ساحة قريبة وحاولت الاختباء تحت قوس»، تستذكر.

«في اليوم التالي تكرر كل شيء — نيران الدفاع الجوي، إطلاق نار آلي، انفجارات».

تحليل بي بي سي روسية استناداً إلى بيانات السلطات المحلية يظهر أن عدد الهجمات الأوكرانية بطائرات مُسيّرة على منطقة بيلغورود ازداد بنحو أربعة أضعاف منذ بداية عام 2025.

في سبتمبر سُجلت أكثر من 4,000 طائرة مُسيّرة في المنطقة، مقارنة بنحو 1,100 في يناير 2025. وفي إحدى أكبر الضربات الشهر الماضي شُنّت هجمات بأكثر من 260 طائرة مُسيّرة بحسب تصريحات الحاكم. كما لوحظ تصاعد في الهجمات الصاروخية منذ الصيف.

لا تزال أوكرانيا تتكبد خسائر أكبر بكثير جرّاء الضربات الصاروخية والمسيّرة شبه اليومية من روسيا، والتي تقتل مدنيين بانتظام وتترك مدناً عبر البلاد بلا كهرباء أو تدفئة.

قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بينهم طفلان، في هجمات روسية على مدن أوكرانية فجر الأربعاء، وهناك مخاوف من أن يكون الشتاء القادم الأقسى على أوكرانيا حتى الآن.

خدمة الطوارئ الأوكرانية (DSNS)

يقرأ  إسرائيل تطالب بسحب تقرير مراقبة مدعوم من الأمم المتحدة حول مجاعة غزة

قُتل عدد من الأشخاص يوم الأربعاء في ضربات روسية استهدفت كييف ومحيطها

السلطات الأوكرانية تقول إن موجة الهجمات الأخيرة على بيلغورود، بعضها تسبب بانقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي، هي رد مباشر على الهجوم الروسي الأخير على بنية أوكرانيا التحتية للطاقة.

«ربما عليهم ألا يشعروا براحة مفرطة هناك في بيلغورود؟» قال زيلينسكي في وقت سابق من الشهر. «عليهم أن يفهموا: إن أرادوا أن يتركونا بلا كهرباء، فسوف نرد بالمثل».

منطقة بيلغورود تمثل ممرّ لوجستيياً رئيسياً ومنطقة تجمع للقوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا، كما أنها نقطة انطلاق منتظمة لقذائف المدفعية وهجمات الطائرات قصيرة المدى.

رغم حدوث انقطاعات محلية في التيار الكهربائي في بلدات صغيرة في المنطقة في مراحل سابقة من الحرب، لم تتعرض مدينة بيلغورود لانقطاعات واسعة في التيار حتى هذا الخريف.

طالبة محلية، إيكاترينا (ليس اسمها الحقيقي)، أخبرت بي بي سي أنها كانت في منزلها بمدينة بيلغورود مساء 28 سبتمبر، عندما بدأت إشعارات تظهر على هاتفها: «إنذار صاروخي! الاحتماء!».

تبع ذلك صوت صفارات تعوي، وبدأت الأنوار في شقتها تتقطع.

«ركضنا إلى الممر، لأن الانفجارات بدأت تقريباً فوراً. كانت شديدة. الأنوار رفَت ثم انقطعت»، تستذكر إيكاترينا.

أحياء في بيلغورود فقدت التيار بعد ضربة صاروخية وانقطاع كهرباء في أكتوبر

قنوات تلغرام المحلية أفادت بأن الصواريخ ضربت محطة الطاقة والتدفئة الرئيسية في بيلغورود ومحطة فرعية.

وبينما استعادت منطقة وسط المدينة الكهرباء نسبياً بسرعة، ظل بعض سكان الضواحي بلا كهرباء حتى الصباح. وعلى مستوى المنطقة بأكملها، بقي نحو 77,000 شخص — ما يعادل 5% من السكان — بدون كهرباء في اليوم التالي.

«حين تكون في المكتب بوسط المدينة قد لا تلاحظ أن هناك انقطاعاً في التيار. لكن عندما تعود إلى بيتك كأنك تدخل عالماً مختلفاً تماماً»، تقول ناتاليا، من سكان بيلغورود (اسم مستعار).

يقرأ  حماس توافق على أجزاء من خطة ترامب لقطاع غزة وتطالب بمزيد من المحادثات

«ظلام تام في الخارج. أبنية الشقق بلا كهرباء، والمتاجر مظلمة أيضاً. وأثناء السفر في الظلام يصعب تحديد محطتك — لا ترى شيئاً».

ويوم انقطاع كبير آخر تكرر بعد أقل من أسبوع.

السلطات تعترف بأنها لا تملك القدرة على تزويد الجميع بمولدات احتياطية ودعت السكان إلى شراء مولداتهم الخاصة.

«ولكن بماذا سنزودها بالوقود في ظل أزمة الوقود؟» تقول ماريا، متقاعد ة طلبت كذلك تغيير اسمها، لبي بي سي.

أكثر من نصف أقاليم روسيا، بما في ذلك بيلغورود، تأثرت بنقص البنزين والديزل، بسبب زيادة الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية.

«كما أن أسعار المولدات ارتفعت كثيراً»، تضيف ماريا.

أوكرانيا زادت إنتاج طائراتها المسيرة من طراز «دارتس» — نماذج خفيفة ورخيصة يمكنها حمل رأس حربي يزن 4 كجم — ويقول كثير من سكان بيلغورود إن هذا هو السبب في تكرار الضربات. الطائرات فعّالة سواء في الإطلاق الفردي أو الجماعي الذي قد يرهق أنظمة الدفاع الجوي.

لكن الضربات الأخيرة على البنية التحتية للطاقة التي تسببت في انقطاعات بيلغورود يُرجّح أنها شملت أسلحة أثقل. تقارير تشير إلى احتمال استخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز هيمارس أو طائرات مُسيّرة من طراز موروك برؤوس حربية أكبر.

بلوغورود (بيلغورود) أدخلت وحدات متنقلة مسلحة لمحاولة إسقاط الطائرات المُسيّرة

وبينما لا يزال كثيرون في روسيا يشعرون بأن الحرب بعيدة، يعايش سكان منطقة بيلغورود تأثيرها يومياً، كما يفعل الأوكرانيون على الجانب الآخر من الحدود.

«حتى سبتمبر بدا أن الحرب تراجعت إلى الخلفية مرة أخرى. لكن الآن باتت التذكيرات دائمة — بانقطاعات الكهرباء، نقص الوقود، وشعور عام بالقلق»، يقول ياكوف الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي.

«شخصياً لديّ إحساس قوي بأن روسيا، بالاستمرار في هذه الحرب، تتجه صوب هاوية».

يقرأ  متحف اللوفر يعيد افتتاح أبوابه بعد سرقة مجوهرات

تقريرات إضافية من إيليا أبيقشيف

أضف تعليق