الخليل، الضفة الغربية المحتلّة — عندما توالت العناوين التي أفادت بأن كندا ثم المملكة المتحدة ثم أستراليا ثم البرتغال ثم فرنسا أعلنت اعترافها رسمياً بدولة فلسطين، تراوحت ردود الفعل الفلسطينية بين الفرح والخوف من أن تعتبر اسرائيل ذلك ذريعة لتكثيف استهدافها وإمعانها في العنف.
أكثر من 150 دولة تعترف الآن بدولة فلسطين.
قصص موصى بها
أجرت قناة الجزيرة حوارات مع ثلاثة فلسطينيين في محيط مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلّة، لعرض وجهات نظرهم تجاه التطورات الأخيرة.
«مع أن احتمال تصعيد اسرائيل قائم، ما تقوم به لن يدوم طويلاً» — قول لعادل شذيد في تلة تطل على دورا [مصعب شماس/الجزيرة]
عادل شذيد — دورا
عادل شذيد، البالغ من العمر 59 عاماً، باحث متخصص في شؤون اسرائيل والصهيونية، تحدّث إلى الجزيرة من تلال تطل على بلدة دورا الواقعة جنوب غربي الخليل.
تطرق إلى ما وصفه بـ«تصحيح تاريخي جزئي» لاعتراف بريطانيا بدولة فلسطين بعدما أصدرت وعد بلفور قبل قرن من الزمن وأسهمت في تأسيس النكبة، أي التهجير الجماعي للفلسطينيين عند قيام دولة اسرائيل.
ويرى أن هذه الاعترافات تقوّض سردية اسرائيل التي أنكرت وجود شعب فلسطيني، وتزيد من عزلتها سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً مع تصاعد الإدانات لحربها الإبادة في غزة ومحاولاتها لسرقة الأراضي.
«هذا التحوّل في مواقف عدد من الدول — الآن أكثر من عشرة، بينها دول أوروبية كبرى لها مقاعد دائمة في مجلس الأمن مثل فرنسا وبريطانيا — يشكّل صدمة لإسرائيل، لأن هذه ذات الدول التي ساهمت في نشأة المشروع الصهيوني منذ أسبابه. أن يأتي هذا الاعتراف رغم موقف إسرائيل فهو تحدٍّ مباشر لها.»
ويعتقد شذيد أن هذا الاعتراف لا يعكس فقط اقتناع هذه الدول بحقّ الشعب الفلسطيني في دولة، بل يدل أيضاً على تحول سلبي في نظرة الغرب لإسرائيل، التي طالما قدّمت نفسها امتداداً للحضارة الغربية في الشرق الأوسط.
لكنه أضاف أن إسرائيل تعمل منذ سنوات على تفريغ أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية.
«حتى لو اعترف العالم بأسره بفلسطين، من دون وطن وبدون أرض وجغرافيا ستبقى الدولة حبرًا على ورق. لهذا السبب صعّدت اسرائيل من مصادرتها للبِقاع وبناء المستوطنات غير القانونية»، مشيراً أيضاً إلى محاولاتها لتفكيك السلطة الفلسطينية.
وختم شذيد بأن الشعب الفلسطيني لن يرى سريعاً نتائج اعتراف يومَي الأحد والإثنين، لأن إسرائيل مستمرة في سياسات القهر والمصادرة والقتل والضم، مرسلة رسالة إلى الفلسطينيين: “ماذا جلب لكم هذا الاعتراف؟”
لكنه أضاف بثقة: «للقدرة حدود، وما تفعله اسرائيل لن يدوم طويلاً.»
رائد السعيد، الخليل
رائد السعيد، 50 عاماً، يبيع القهوة ويتحدث مع الناس طوال اليوم في سوق الخليل المركزي.
تحدث عن امتنانه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قائلاً إن…