مثل كثير من شركات صناعة السيارات، قد تباطأت «بي إم دبليو» في مسيرتها نحو التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية، لكنها لم تتخلَّ عن تطوير استراتيجيات تغذية أنظف ومستدامة.
بدلاً من ذلك، تسلك الشركة نهجاً أوسع للحدّ من الكربون، مع تركيز خاص على المركبات التي تجوب الطرق حالياً.
تضع «بي إم دبليو» الوقود المتجدد في صميم استراتيجيتها لخفض الانبعاثات عبر الأساطيل القائمة. وخلال مؤتمر Fleet Europe Days الأخير في لوكسمبورغ، استعرضت الشركة جهودها لدمج HVO100 — ديزل متجدد بنسبة 100% مصنوع من زيوت نباتية مُعاد تدويرها — في عمليات أساطيلها.
يؤكد مسؤولو الشركة أن الوقود المتجدد يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في خفض انبعاثات CO2 عبر مئتي وخمسين مليون مركبة موجودة في أوروبا، غالبيتها تعمل بمحركات احتراق داخلي وستظل متداولة لسنوات قادمة. وقال الدكتور مارتن كاوفمان، رئيس قسم تطوير وحدات القوة في بي إم دبليو: «مع وقود الاستبدال الديزل HVO100، لدينا فرصة حقيقية لتقليص البصمة الكربونية لأساطيل المركبات».
ومنذ بداية العام، تُملأ جميع مركبات الديزل التي تُنتجها بي إم دبليو في ألمانيا بـ HVO100 قبل التسليم، وتعمل الشركة مع عملاء أساطيل رئيسيين في ألمانيا وإيطاليا لاختبار أساطيل «تعمل حصراً» على HVO100.
الديزل المتجدد الذي تستخدمه بي إم دبليو يوردته شركة نستي الفنلندية، والتي تقول إن منتجها قادر على خفض انبعاثات CO2 على مدار دورة الحياة («من البئر إلى العجلة») بما يصل إلى 90% مقارنةً بالديزل الأحفوري.
ويشير مسؤولو بي إم دبليو الآن إلى ضرورة أن يعكس الإطار التنظيمي الحاجة إلى تطوير مسارات بديلة لإزالة الكربون، مثل الديزل المتجدد. وقال الدكتور توماس بيكر، رئيس ملف السياسات والاستدامة في الشركة: «الوقود متاح. ما نحتاجه الآن هو تنظيم براغماتي يمكن تطبيقه بسرعة ويتيح للشركات تطوير ابتكاراتها وجعلها قابلة للتسويق.»
تلتزم بي إم دبليو باستراتيجية حيادية تقنياً، وتواصل تطوير عدة تقنيات تشمل السيارات الكهربائية بالكامل، والهجينة القابلة للشحن، وخلايا وقود الهيدروجين، وحتى محركات احتراق داخلي أكثر كفاءة. وتسمي هذه المقاربة «خيارات بدلاً من الحظر».