بي بي سي تدافع عن تحقيق «أفريكا آي» حول تجارة الجنس بالأطفال في كينيا بعد مزاعم بأنه «خدعة»

أنيتا نكونجي
بي بي سي — نيروبي

دافعت هيئة الإذاعة البريطانية عن تحقيقها في استغلال الأطفال جنسياً في كينيا، بعدما وصفته الحكومة بأنه «خدعة». في جلسة بالبرلمان يوم الأربعاء، وصف وزير الداخلية كيبتشومبا موركومِن الوثائقي بأنه «مفبرك لأن الأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلات لم يكونوا قُصّرًا». وأضاف أن الضحايا الذين ظهرت مقابلاتهم في برنامج Africa Eye «تظاهروا بأنهم أطفال».

من جانبها، أكدت بي بي سي أن الوثائقي أوضح أن من أجريت معهم المقابلات هم بالغون يروون «تجارب اعتُدي عليهم خلالها عندما كانوا قُصّرًا». واعتبرت الهيئة أن تحقيق Africa Eye «يُشكّل عملاً صحفياً ذا مصلحة عامة مهمة».

واتّهم الوزير موركومِن الهيئة بأنها وعدت المشاركين بمكافآت مالية، بينما شددت بي بي سي في بيان لها على أنه لم يُعرض على أي من الضحايا حافز مالي لمشاركة قصصهم. وجاء في البيان: «للتوضيح، لم يتلقَّ أي من المشاركين في هذا الفيلم أجرًا أو عُرض عليه دفع أو تم ‘تدريبه’ بأي شكل».

أفادت الهيئة بأنها سلّمت أدلة التحقيق إلى الشرطة الكينية في مارس من هذا العام، وتابعت الأمر مرات عدة لضمان حماية الأطفال المعرضين للخطر. وقد عُرضت لقطات لامرأتين متورطتين على السلطات في أبريل، وأُبلغت بي بي سي بأن الشرطة ستتخذ إجراءات، لا سيما لإنقاذ الأطفال.

في خطابه أمام البرلمان دافع موركومِن عن سجل الحكومة الكينية في حماية الأطفال، مؤكدًا أنها تتعامل بجدية مع قضايا تهريب القصر. كما انتقد رئيس الجمعية الوطنية موسى ويتانغ’ولا الوثائقي، وقال إن هدفه «التشويه» لسمعة كينيا.

نُشر تحقيق بي بي سي في 4 اغسطس ولاحقًا حصد أكثر من مليون مشاهدة على يوتيوب؛ ويستعرض حالات فتيات قاصرات لا يتجاوزن الثالثة عشرة من العمر تم تهريبهن جنسياً في مدينة العبور ماي ماهيو بمنطقة وادي الصدع الكبير. أظهر التحقيق امرأتين مختلفتين تعترفان بشيءٍ من القبيل بتهريب فتيات قاصرات بقصد الاستغلال الجنسي بصورة متعمدة وغير قانونية.

يقرأ  اكتشافُ قبرِ محاربٍ ثراكيٍّ يَضُمُّ حِصانًا في بلغاريا

تضمنت لقطات البي بي سي امرأة تُعرّف عن نفسها باسم نيامبورا، وهي تضحك أثناء قولها: «هن لا يزالن أطفالًا، لذا من السهل التلاعب بهن من خلال إعطائهن الحلويات». وأضافت: «الدعارة مصدر ربح في ماي ماهيو؛ سائقا الشاحنات هم المحركون لها. وهكذا نستفيد. لقد أصبحت أمراً طبيعيًا في ماي ماهيو»، مشيرةً إلى أنها كان لديها فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تعمل منذ نحو ستة أشهر.

حدّد الفيلم مرتكبي الجرائم ضد الأطفال وكذلك الضحايا الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة. وبعد بث الوثائقي، أمر مكتب مدير الادعاء العام بمخاطبة إدارة التحقيقات الجنائية للتحقيق في المسألة. ولاحظت بي بي سي بقلق أن الناجيات ممن شاركن في الفيلم استُجوبن مطولًا من قِبل محققي إدارة التحقيقات الجنائية الكينية من دون تمثيل قانوني.

وأكدت بي بي سي أيضًا أن أياً من الناجيات اللاتي أُجريت معهن مقابلات لم يشاركْن في عملية التقصي السري نفسها. وحتى الآن لم تُقبض على المرأتين المكشوف عنهما؛ وأكد موركومِن أن البحث عنهما لا يزال جارياً.

مزيد من تحقيقات BBC Africa Eye:

أضف تعليق