تايلاند تعلق اتفاق السلام مع كمبوديا بعد انفجار لغم أرضي تصاعد التوتر على الحدود

تقول تايلاند إن «العدائية… لم تتراجع» وأن تنفيذ الاتفاق معلق حتى تلبّي كمبوديا مطالب لم تُحدَّد

نُشر في 10 نوفمبر 2025

علّقت تايلاند تنفيذ اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة مع جارتها كمبوديا بعد انفجار لغم قرب الحدود أسفر عن إصابة جنديين تايلنديين. قال رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول، عقب الحادث يوم الإثنين، إن كل الإجراءات المقررة بمقتضى الهدنة ستتوقّف إلى حين تلبية مطالب تايلاند التي لم يكشف عنها. وأضاف: «العدائية تجاه أمننا القومي لم تتراجع كما توقعنا». لم يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن مطالب بلاده، ولم يصدر رد فوري من الحكومة الكمبودية.

توتر متواصل

وقعت تايلاند وكمبوديا اتفاق وقف إطلاق النار على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا الشهر الماضي، بعد أن أدت نزاعات إقليمية بين البلدين إلى خمسة أيام من الاشتباكات الحدودية في يوليو الماضي. قتل ما لا يقل عن 43 شخصاً ونزح أكثر من 300,000 مدني يعيشون على طول الحدود.

وقال الجيش التايلاندي في بيان إن انفجار اللغم يوم الإثنين في ولاية سيساكيت أَصاب جنديين. وأوضح وزير الدفاع ناثافون ناركفانيت أن الجيش لا يزال يحقق في ما إذا كان اللغم قد زُرع حديثاً. وكانت تايلاند قد اتهمت سابقاً كمبوديا بزرع ألغام جديدة انتهاكاً للهدنة، وهو ما تنفيه الحكومة الكمبودية.

وقعت انفجارات ألغام مماثلة قبل وبعد إبرام الاتفاق، وظل التوتر قائماً على نحو متقطّع. ووفق شروط وقف إطلاق النار، كان من المقرر أن تفرج تايلاند عن 18 جندياً كمبودياً، وأن يبدأ الطرفان إزالة الأسلحة الثقيلة والألغام من المنطقة الحدودية. وقال ناثافون إن تايلاند ستؤجل إطلاق سراح الجنود الكمبوديين، الذي كان مقرراً هذا الأسبوع. وأبلغ الطرفان عن بعض التقدم في إزالة الأسلحة، لكن تايلاند اتهمت كمبوديا بعرقلة عمليات نزع الألغام. ورأت كمبوديا أنها ملتزمة بكافة بنود الهدنة وحثّت تايلاند على إطلاق سراح جنودها في أقرب وقت ممكن.

يقرأ  مصرع أحد أفراد طاقم شركة «بي آند أو كروزس» على متن سفينة إثر حادث في منتصف رحلة بحرية مدتها أسبوعين

قضايا معقّدة

اتفقت تايلاند وكمبوديا على هدنة توسطت فيها ماليزيا في يوليو، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية. ويُعدّ هذا النزاع واحداً من ثمانية صراعات يتبنّى ترامب الفضل في حلها، غير أن النقّاد يشيرون إلى أن الاتفاقات التي ساهم في إطلاقها غالباً ما تُنتج هدنات سريعة وبسيطة تترك القضايا الجوهرية المعقّدة دون حل، مما يجعل احتمالات تجدد العنف قائمة.

على الرغم من أن هدنة تايلاند وكمبوديا ظلت سائرة إلى حدّ كبير منذ 29 يوليو، فقد تبادل الطرفان اتهامات بخرق وقف إطلاق النار. ويقول محلّلون إن ثمة حاجة إلى اتفاق سلام أكثر شمولية يحكم النزاع الإقليمي الممتدّ منذ قرن، ويعالج الخلافات الحدودية المحوّورية ويضع آليات تنفيذ قابلة للالتزام من الطرفين.

أضف تعليق