محادثات مقرّرة وسط دعوات قادة جنوب شرق آسيا إلى أقصى درجات ضبط النفس والعودة إلى الحوار
نُشر في 22 ديسمبر 2025
مشاركة
اتفقتا تايلاند وكمبوديا على عقد اجتماع لمسؤولين دفاعيين في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع، في ظل ضغوط إقليمية لإنهاء العنف القاتل على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
أعلن وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فوانجكيتكيو عن المحادثات المقررة يوم الاثنين، بعد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور سعى لإنقاذ وقف لإطلاق النار جرى التوصل إليه سابقاً.
جاء ذلك الاتفاق على وقف الأعمال العدائية بوساطة رئيس آسيان ماليزيا والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب اندلاع قتال عبر الحدود في يوليو الماضي.
أوضح سيهاساك للصحفيين أن المحادثات ستُعقد يوم الأربعاء في تشانتابوري ضمن إطار لجنة ثنائية معنية بالحدود، وأن النقاش سيرتكز على سبل تنفيذ وقف إطلاق النار وخطوات التحقق منه بالتفصيل.
مع ذلك، وبعد ساعات من محادثات الأزمة الإقليمية في ماليزيا، أعلنت وزارة دفاع كمبوديا أن الجيش التايلاندي نشر طائرات مقاتله لقصف مناطق في محافظتي سييم ريب وبريا فيهير، فيما قالت القوات التايلاندية إن كمبوديا أطلقت عشرات الصواريخ تجاه تايلاند، فردّت القوات الجوية الباكِّية بضربات على هدفين عسكريين كمبوديين.
وتبادلت تايلاند وكمبوديا يومياً إطلاق الصواريخ والمدفعية على طول حدود تمتد نحو 817 كيلومتراً منذ انهيار الهدنة، مع اشتباكات في نقاط متعددة تمتد من مناطق غابية قرب لاوس إلى المحافظات الساحلية المطلة على خليج تايلاند.
ورغم تبادل النيران عبر الحدود، قالت وزارة الداخلية الكمبودية إنها «متفائلة» بأن الجانب التايلاندي سيظهِر صدق النوايا في تطبيق وقف إطلاق النار.
حذر سيهاساك من أن الاجتماع المرتقب قد لا ينتج هدنة فورية، مشدّداً: «موقفنا أن وقف إطلاق النار لا يتحقق بالإعلان بل بالأفعال». وأضافت الوزارة أن عسكريي البلدين سيناقشون «تنفيذ الهدنة، والخطوات ذات الصلة، وآليات التحقق» بشكل مفصّل.
تأتي هذه المحادثات فيما حمّلت آسيان، في بيان صدر بعد محادثات كوالالمبور، الطرفين مسؤولية إظهار «أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية نحو وقف كل أشكال الأعمال العدائية»، ودعت إلى «استعادة الثقة المتبادلة والعودة إلى الحوار».
وأعادت دول آسيان التأكيد على قلقها من استمرار الصراع، داعية الطرفين إلى ضمان عودة المدنيين المقيمين في مناطق الحدود المتأثرة إلى منازلهم «دون عرقلة، وبأمان وكرامة».