تايلور سويفت تكشف لحظة انهيارها إثر هجوم ساوثبورت في وثائقيها الجديد

كريستين كاردونا، مراسلة الشؤون الثقافية — نيويورك

تايلور سويفت تنهار بالبكاء عند حديثها عن لقاء ضحايا هجوم ساوثبورت

تكشف لقطات خلف الكواليس من جولة Eras عن انهيار تايلور سويفت بالبكاء بعد لقاء ناجين وأسر ضحايا هجوم الطعن في ساوثبورت. اللقاء الخاص جرى في يوليو 2024 مع بعض المتأثرين بالهجوم الذي وقع في ورشة رقص مستوحاة من عالم تايلور سويفت وأسفر عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات.

عادت النجمة إلى غرفة الملابس وهي منهارة، واحتضنتها والدتها أندريا محاوِلةً مواساتها. قالت لها والدتها: «أعلم أنه قد لا يبدو كذلك، لكني متأكدة أنك قدّمْتِ لهم شيئاً». بعد دقائق كان عليها أن تستجمع قواها وتؤدي عرضاً استمر ثلاث ساعات ونصف في ملعب ويمبلي بلندن وهي ترتدي زيها المسرحي.

خلال العرض الأول للفيلم الوثائقي المكوّن من ستة أجزاء على Disney+ في نيويورك، كشفت سويفت لعدد محدد من وسائل الإعلام، بينها هيئة الإذاعة البريطانية، أنها شعرت بأنها مُرغمة على «خلق شكل من أشكال الهروب» لمعجبيها بعد الحادث. قالت في الحلقة الأولى: «من الناحية النفسية، أعيش في واقع غير واقعي في كثير من الأحيان، لكن يجب أن أتمكن من التعامل مع كل المشاعر ثم أن أسترد حيويتي لأؤدي».

وزاد العبء العاطفي كون حفل ويمبلي مثّل عودتها إلى المسرح بعد إلغاء ثلاث حفلات في فيينا بسبب تهديد إرهابي. وفق ما ورد في الوثائقي، كادت الجولة «تتفادى مذبحة» بعد أن حددت وكالة الاستخبارات الأميركية مؤامرة لتفجير قنبلة في أحد الحفلات. وأضافت سويفت أنه بعد عشرين عاماً من العروض، «الخوف من أن يحصل شيء لمعجبيك أمر جديد».

استمرت جولة Eras قرابة عامين، شملت 149 حفلة في خمس قارات. وسرعان ما تلا ذلك شعور بالارتياح بعدما أنهت حفل ويمبلي، إذ أخبرت خطيبها ترافيس كلسي في مكالمة هاتفية: «كنت سعيدة للغاية — شعرت أنني سأنسى كيف أعزف الغيتار وأغني».

يقرأ  منظمة العفو الدولية تؤكد أن إيران نفّذت نحو ألف إعدام هذا العام

تتضمن السلسلة الوثائقية المكوّنة من ستة أجزاء، والمعنونة The End of an Era، عرض فيلم حفلة صُوِّر في الليلة الأخيرة من جولتها القياسية ويُعرض على Disney هذا الأسبوع. قبل دخولها إلى عرض نيويورك الخاصة، والتي حضرتها أيضاً والدتها أندريا، قالت إن هذه الجولة كانت «حياة داخل حياتي». وأضافت: «كل ما جرى في هذا المشروع هو ثمرة الدروس التي تعلمناها طوال حياتنا».

من اللحظة الأولى لعرض السلسلة، بدا واضحاً أن إحدى الدروس الأساسية هي أن الفرح يمكن أن يُحسّ إذا سمحت لنفسك به. وإليك خلاصة أهم الدروس الأخرى:

1) السحر ليس صدفة
تكشف الحلقة الأولى مقدار الجهد الهائل اللازم لجعل الفن يبدو بلا مجهود. يأخذنا الوثائقي خلف الكواليس لنشهد التخطيط المتعب، الكوريغرافيا، البروفات، بناء المنصات، والتعاون الدؤوب المطلوب لإخراج عرض بهذا الحجم. تقول سويفت إن هدف جولة Eras كان أن «نقدّم أكثر مما يتوقعون» من حيث عدد الأغاني، فخامة الأزياء، وعمق التصاميم — كل فرد في الفريق يُعدُّ الأفضل في مجاله، ومهمته أن يجعل كل هذا الجهد يبدو «عرضياً» ومبعثرًا كأنه يقصده القدر.

2) ليست كلها متعة وألعاب
بينما يعمل فريق الجولة بأقصى طاقته، هناك شخص واحد في مقدمة المشهد — ومع القوة الكبيرة تأتي مسؤولية أكبر. تستعرض السلسلة ثمن الوجود كنجمة فائقة الشعبية، وخصوصاً العبء العاطفي المتمثل في ارتداء قناع السعادة لأداء متواصل ليلة بعد ليلة. قالت سويفت إنها «مهووسة» بإتقان فن إمتاع جمهور ضخم وجعله ينسى العالم لبرهة. وفي نقطة ما تشبّه نفسها بطيارٍ يقود طائرة، مضطرةً لعرض ثقة ثابتة حتى لا يترنح ركابها من الخوف: «لو قلتَ، ’هناك اضطراب جوي قادم، لا أعلم إن سنصل إلى دالاس‘… سيصاب الجميع بالذعر».

3) وودستوك بلا مخدرات
سواء أحببنا ذلك أم لا، فانز سويفت قوة عالمية. أكثر من عشرة ملايين تذكرة بيعت عبر خمس قارات، وبإيرادات تجاوزت ملياري دولار. صوت الجمهور هادر حتى بعد معالجته صوتياً للفيلم الوثائقي؛ لا يسع المرء إلا أن يتخيل ما يلازم المشهد من على المسرح. تقول سويفت: «أرى كم الفرح الهائل الذي يشعر به الجميع». ووصف أحد الحضور الجو بأنه «وودستوك بلا المخدرات».

يقرأ  إثر جدل البينالي.. المؤسسة الأسترالية للإبداع تمنح خالد سبصبي منحة

4) الكلمات تبني عالماً يعيشه الجمهور
لم يقتصر تعلق المعجبين على الموسيقى فحسب؛ بل يجدون أنفسهم في كلماتها وشخصيتها العامة وهي تتناول الحب، الانكسار، المرض، الخيانة، والبحث عن الذات. الأغاني تصبح إطاراً يتعرّف خلاله المستمعون على مشاعرهم وهوياتهم.

5) العمل الجماعي وراء العظمة
الوثائقي يُظهر أن ما يبدو عفويّاً على المسرح هو ثمرة تعاون مُتقن بين مئات الأفراد — من المصممين والتقنيين إلى الراقصين وفِرَق العمل. التركيز على كل تفاصبل صغيرة كان له دور أساسي في إنتاج تجربة جماعية نادرة تلامس قلب الملايين.

في الختام، تبرز السلسلة الجانبين المتناقضين للشهرة: القدرة على خلق ملاذ للآخرين، وفي المقابل، مواجهة مخاطر ومسؤوليات لم تكن معروفة للمطربة الشابة التي بدأت مسيرتها قبل عقود. هي صديقة مقرّبة، أو أخت كبرى، أو توليفة من الاثنين معًا.

لذلك، عندما ترد سويفت على مكالمة هاتفية في الفيلم الوثائقي وتقول “بيبي”، ينفجر الجمهوور بأكمله — فالجمهور يعرف بالتلقّي ومن خلال تمازج الثقافة الشعبية تمامًا من أين تأتي تلك الكلمة ومن على الطرف الآخر من الخط.

٤) أهمية المجتمع

الرابط الذي تشكّل بين المؤدين هو أحد الدروس الرئيسة المستخلصة من حلقتي الفيلم الوثائقي الأولى. طوال السلسلة تُتبادَل أساور الصداقة، يتحول الناس الغُرّاء إلى أصدقاء مقرّبين في وقت وجيز، يُكوّن طاقم العمل روابط تشبه العائلة، وتُقحَم الضيوف المفاجئون لتُلقي لحظاتٍ حميمة خلف الكواليس بوهجٍ خاص. مشاهدة حلقات الافتتاح في نيويورك أظهرت أن مؤدي جولة Eras كانوا متساويي الحماس: يضحكون بصوتٍ عالٍ على النكات المعروضة على الشاشة، يعيّنون الحركات الراقصة حتى على الكراسي، ويهتفون لبعضهم البعض وهم يتناوبون على المشاهد وخيوط الحبكة. سويفت تبدو مرتاحة وراضية بأن تدع هذا الطقم المتنوّع “يسحب التركيز” ويُسرق المشاهد، سواء على المسرح أو خارجه.

يقرأ  ابنة الرئيس الجنوب أفريقي السابق زوما تستقيل من البرلمان وسط مزاعم تتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا

في مقطع مؤثر بشكل خاص، يتحدّث الراقص كاميرون ساندرز — أحد نجوم الجولة الذين نالوا اهتمامًا واسعًا — عن صراعه في الحصول على فرص عمل بسبب قوامه ومظهره. لاحقًا، عندما حضرت والدته العرض، روى لها مدى أهمية حبّها ودعمها أثناء انتظاره لفرصته. وبينما عرضت تلك المشاهد في نيويورك، التفتت سويفت بعاطفة نحو ساندرز وصاحت “نعم!” فاضحكة خجولًا وغطّى وجهه بيده كما لو أنّه مرتبك. من السهل أن تشعر بمدى التغيير الذي أحدثته هذه الجولة في حياة كل من شارك فيها.

٥) نحن سعداء وحُرّون ومُرتبكون ووحيدون في آن واحد

كانت العواطف عالية طوال الجولة العالمية. كما سيشهد أيّ معجب لسويفت غنّى جسر أغنية الانفصال المفضلة لديه بصوتٍ مملوءٍ بالهيجان، فليس هنالك نقص في البكاء في عالم تايلور. في الحقيقة، هناك الكثير من البكاء. السلسلة الوثائقية ليست استثناءً؛ فهي تفتتح بسويفت تُسقط دموعًا صادقة خلال البروفة الأولى للجولة.

فلماذا كل هذه المشاعر الجيّاشة؟ الإجابة الأبسط أنَّها طقوسُ مرور. أثناء تجهيز العرض، تقول سويفت إنها كانت “تفكّر في كل الفتيات التي كانت قبل هذه” أثناء إعادة تسجيل ألبوماتها و”تعديل الأغاني بدقة جراحية” لتلائم العرض. يبدو أنّ الدموع تجسيد لشعور بأنَّ كلماتها ترى فيها الشخص كاملةً — بأنّك لا تُعتبرين «مبالغًا فيها» أو «دراميةً جدًا» أو «حسّاسةً جدًا»، كما تعبّر سويفت — وأن لديك الحرية للتعبير عن الأنوثة دون خجل.

ومع المتابعة، يتّضح أنّ هذه العروض التي كسرت الأرقام القياسية وُجّهت لتكون مساحة آمنة لاستكشاف طيف واسع من المشاعر، وفي ذلك حقّقَت نجاحًا حقيقيًا.

أضف تعليق