تبادل نيران كثيف بين طالبان والقوات الباكستانية على طول الحدود الأفغانية أخبار النزاعات الحدودية

اشتباكات على الحدود بعد تصعيد إثر غارة جوية على كابل

تبادلت قوات طالبان والقوات الباكستانية إطلاق النار عبر الحدود بين أفغانستان وباكستان، فيما دعت طهران والدوحة والرياض إلى ضبط النفس، على خلفية تصاعد التوترات بعد غارة جوية استهدفت العاصمة الأفغانية كابل في وقت سابق من الأسبوع.

قال عنایت‌الله خوارزمي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، في وقت متأخر من يوم السبت إن قوات طالبان نفّذت “هجمات انتقامية ناجحة” ضد جنود باكستانيين ردًّا على ما وصفه بـ«الانتهاكات المتكررة» والضربات الجوية على أراضي افغانستان. وأضاف على منصة X أن العملية انتهت عند منتصف الليل.

ووصف وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي الهجمات الأفغانية بأنها “غير مبررة”، وقال إن القوات الباكستانية تردّ «بحجر مقابل كل طوبة». وأضاف في منشور على X أن قصف قوات أفغانية على السكان المدنيين يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وأن قوات بلاده البطلة أعطت ردًا سريعًا وفعّالًا وأن أي استفزاز لن يُترك دون حساب.

ونقلت إذاعة باكستان، عن مصادر أمنية، أن الهجمات الأفغانية وقعت في نحو ستة مواقع على طول الحدود، وأنها استدعت ردًا “قويًا وعنيفًا” من الجيش الباكستاني؛ ونشرت لقطات فيديو تظهر إطلاق نار ومدفعية أضاءت سماء الليل. ولم تذكر المصادر ما إذا كانت الاشتباكات قد انتهت أم لا.

وتأتي هذه المعارك بعد أيام من انفجارات هزّت كابل في غارة جوية حمّلتها طالبان مسؤوليتها إلى باكستان. ولم تعترف إسلام آباد بالمسؤولية عن هجمات يوم الخميس.

من جانبها تتهم إسلام آباد إدارة طالبان الأفغانية بإيواء مقاتلين من طالبان باكستان الذين يشنون هجمات داخل باكستان، بدعمٍ من خصمها الهندي، وهو ما تنفيه نيودلهي، فيما تؤكد طالبان أنها لا تسمح باستخدام أراضيها ضد دول أخرى.

يقرأ  ترفض طالبان الأفغانية تهديدات ترامب بشأن استعادة قاعدة بگرام الجوية

وقد أثار هذا التصعيد قلقًا إقليميًا ودفعات دبلوماسية لاحتوائه. دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجانبين إلى “ضبط النفس”، قائلاً في مقابلة تلفزيونية مباشرة، نقلتها وكالة فرانس برس، إن موقف بلاده يقوم على ضرورة أن يتحلّى الطرفان بالتهدئة لأن الاستقرار بين الجيران يساهم في الاستقرار الإقليمي.

وعبرت قطر عن “قلقها العميق” من التطورات وما قد تسببه من تأثيرات على أمن واستقرار المنطقة، ودعت وزارتها للخارجية إلى إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، وممارسة ضبط النفس، والعمل على احتواء الخلافات بطريقة تقلل التوتر وتتجنّب التصعيد وتُسهِم في السلام الإقليمي.

وأعربت المملكة العربية السعودية أيضًا عن قلقها، ودعت إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد، واحتضان الحوار والحكمة للمساهمة في خفض التوترات والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدت وزارة الخارجية السعودية دعم المملكة لكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، وامتنانها بالالتزام بضمان الأمن لتحقيق الاستقرار والازدهار لشعبي باكستان وأفغانستان الشقيقين.

أضف تعليق