تباطؤ نمو التوظيف في الولايات المتحدة بسبب آثار سياسات ترامب على سوق العمل — أخبار السياسة

تباطؤ في سوق العمل الأمريكي

بدأ سوق العمل الأمريكي يظهر بوادر كبح، مع تزايد حالة عدم اليقين لدى أرباب العمل نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب وتشديد سياسات الهجرة التي أدت إلى تقلص عرض العمالة. أظهر تقرير وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة أن الاقتصاد أضاف 22,000 وظيفة في اغسطس، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3٪ — مؤشرات جديدة على تباطؤ زخم سوق العمل.

القطاعات والوظائف

كانت الرعاية الصحية الأكثر نمواً بإضافة نحو 31,000 وظيفة، وتبعتها خدمات الدعم الاجتماعي التي أضافت 16,000 وظيفة، ما يجعلهما القطاعين الوحيدين اللذين سجلا مكاسب كبيرة. وسُجلت زيادات أصغر في البناء وتجارة التجزئة والخدمات المهنية والتجارية وقطاع الترفيه والضيافة. لكن هذه الزيادات قُوبلت بخسائر في قطاعات أخرى، منها نحو 15,000 وظيفة في الحكومة الفيدرالية، و12,000 في التصنيع، و6,000 في استخراج النفط والغاز.

أثر الرسوم الجمركية والبيانات المعدّلة

قال سكاندا أمارناث، المدير التنفيذي لمؤسسة Employ America والاقتصادي السابق في الاحتياطي الفدرالي، في ملاحظة لِـ«الجزيرة» إن «تقرير وظائف آخر ضعيف بفضل الرسوم الجمركية. مع تعديلات البيانات، يتضح بشكل متزايد أن الرسوم تثقل كاهل التوظيف والوظائف. وظائف التصنيع تنهار بسرعة، وكذلك قطاعات أخرى الحساسة للتجارة مثل التعدين وتجارة الجملة».

تمت مراجعة تقرير يوليو صعوداً طفيفاً إلى إضافة 79,000 وظيفة مقابل 73,000 سابقاً، بينما قُصِّرت أرقام يونيو بشدة من إضافة 14,000 وظيفة إلى خسارة 13,000. وأشار أمارناث إلى أن «بعد إدراج كل التعديلات، انخفضت الوظائف في يونيو. هذا لا نراه إلا في حالات الكوارث الطبيعية أو الركود، أو الفترات المحيطة بالركود».

من جهته، وصف المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت لأحد برامج CNBC أرقام أغسطس بأنها «مخيبة للآمال»، لكنه قال إنه يتوقع أن تجلب التعديلات تحسناً في الأشهر المقبلة.

يقرأ  موجة انتقادات تلاحق مرشح ترامب لتولي رئاسة وكالة إحصاءات العمل — أخبار السياسة

تباطؤ أوسع

يسهم تقرير أغسطس في قائمة مؤشرات ضعيفة هذا الأسبوع تدل على تبريد سوق العمل. أظهر مسح الشواغر والتناوب الوظيفي (JOLTS) يوم الأربعاء أن الوظائف الشاغرة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ الأشهر الأولى لجائحة كوفيد-19، ولأول مرة منذ أبريل 2021 هناك الآن عاطلون عن العمل أكثر من عدد الوظائف المتاحة.

كما تباطأ التوظبف في القطاع الخاص؛ فقد أظهر تقرير التوظيف الوطني لشركة ADP يوم الخميس ارتفاعَ الأجور في أغسطس بنحو 54,000 وظيفة، بانخفاض حاد عن 106,000 في الشهر السابق. ويستبعد مسح ADP وظائف الحكومة. وقالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في ADP، في البيان: «بدأ العام بنمو قوي للوظائف، لكن هذا الزخم تقلب بفعل حالة عدم اليقين».

كما تصاعدت عمليات التسريح. أظهر تقرير شركة Challenger, Gray & Christmas أن الإعلانات عن تخفيضات الوظائف قفزت بنسبة 39٪ في أغسطس مقارنةً مع يوليو، حيث أقدم أصحاب العمل الأمريكيون على تسريح أكثر من 85,000 منصب. الرقم أعلى بنحو 13٪ عن العام السابق، وفيما مضى من هذا العام قرر أصحاب العمل خفض أكثر من 892,000 وظيفة، وهو أعلى إجمالي منذ 2020.

تداعيات سياسية

تأتي هذه البيانات الضعيفة بعد أسابيع من قرار ترامب إعفاء مفوضة مكتب إحصاءات العمل إريكا ماكنتارفر بعد أن قام المكتب بمراجعات كبيرة لأسابيع مايو ويونيو. وعلقت أنجيلا هانكس، رئيسة برامج السياسات في مؤسسة القرن، قائِلةً إن «تقرير الوظائف هذا يؤكد ما كنا نعرفه — أن إقالة ترامب لمفوضة مكتب إحصاءات العمل كانت غير مبررة تماماً وبمثابة إطلاق النار على ناقل الرسالة».

رَشّح ترامب إي. جِي. أنطوني، كبير الاقتصاديين في مؤسسة التراث اليمينية المحافظة، ليحل محل ماكنتارفر؛ وقد اقترح أنطوني سابقاً تعليق صدور تقرير الوظائف الشهري بالكامل.

يقرأ  ألقى الجيش الألماني جواً ١٩٢ طناً من المساعدات على قطاع غزة

المركزي تحت المجهر

تأتي أرقام التوظيف الأخيرة قبل أقل من أسبوعين على موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي المقبل. يراقب البنك المركزي عن كثب بيانات الوظائف عند رسم سياسات أسعار الفائدة، محاولاً موازنة دلائل ضعف سوق العمل مع استمرار التضخم. وقد ضغت إدارة البيت الأبيض مراراً على رئيس الفدرالي جيروم باول لخفض الفائدة. وفي حال جرى خفض خلال اجتماع 16–17 سبتمبر، كما هو متوقع الآن، فسيكون أول خفض منذ ديسمبر.

تداعيات السوق

انخفضت الأسواق الأمريكية بعد صدور تقرير الوظائف المخيب؛ فنزل مؤشر ناسداك نحو 0.7٪، وانخفض مؤشر S&P بنسبة 0.8٪، وكان داو جونز الصناعي منخفضاً أيضاً بنحو 0.75٪ عن مستوى الافتتاح عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت نيويورك (15:00 بتوقيت غرينيتش).

أضف تعليق