تحقيق أحداث 7 أكتوبر: الجيش الإسرائيلي فشل في حماية كيبوتس جفيم — الإرهابيون لم يتمكنوا من التسلل إليه

أبرز الجيش جهود منسق الأمن في الكيبوتس لدوره الحاسم في إحباط محاولة تسلل الإرهابيين، إذ واصل الرد بالنيران رغم إصابته.

رغم فشل حركة حماس في اقتحام كيبوتس جيفيم خلال مجزرة 7 أكتوبر، خلُص تحقيق الجيش المنشور يوم الثلاثاء إلى أن المؤسسة العسكرية أخفقت في واجبها الدفاعي تجاه الكيبوتس.

أظهر تحقيق الجيش أن طاقم التأهب الطارئ في الكيبوتس تصرف «بشكل أمثل» طيلة الأحداث، ما مكّن من الحفاظ على دفاع الكيبوتس حتى وصول قوات نظامية منظمة في الثامن من أكتوبر.

وتميّز التحقيق بإبراز دور منسق الأمن الذي استمر في إطلاق النار على الإرهابيين القادمين للتسلل، معطلاً تقدمهم، بالرغم من تعرضه لإصابات بالغة.

ذكر التحقيق أن مجموعة مكوَّنة من ثمانية إرهابيين من حماس هاجمت الكيبوتس، لكنهم إثر الصدّ والتحيّل حولوا مسعاهم، مواصِلين مجزرتهم على طول الطريق السريع 34 وفي ياحيني بدلاً من ذلك.

تولى طاقم التأهب الطارئ إمداد قائد كتيبة الـ13 في لواء جولاني بالذخيرة والتوجيه والمرافقة خارج سياج الكيبوتس، بما في ذلك إنقاذ مدنيين من محطة وقود مجاورة — وهو ما سجل التحقيق أنه عمل بارز.

علاوة على ذلك، قدّم أعضاء الفريق وسكان الكيبوتس رعاية طبية وأجروا إخلاء الجرحى، وهي إجراءات كان لها بالغ الأثر في إنقاذ أرواح.

وجد التحقيق أن معظم سكان كيبوتس جيفيم غادروا منازلهم بشكل فردي، لا ضمن عملية إخلاء منسقة. وبما أن الكيبوتس يقع ضمن مدى يتراوح بين 0 و4 كيلومترات من محيط الأمن الفلسطيني لقطاع غزة، أوصى التحقيق بتخصيص وسائل وموارد مماثلة لتلك المُخصصة لكل مجتمع يحمل هذا الوضع.

نوّه الجيش إلى استحالة إعادة بناء تفاصيل ما جرى عند سياج الكيبوتس بدقة لغياب كاميرات في منشأت الدفاع المجتمعي، كما سجّل أن فريق الاستجابة الطارئة ضم عشرين عضواً مع ستة عشر سلاحاً بحوزتهم، وكانت معظم الأسلحة مخزّنة في المستودع عند بدء المجزرة، باستثناء أسلحة منسق الأمن ونائبه وثلاثة أعضاء آخرين.

يقرأ  السفن الشراعية العملاقةتبحر إلى أمستردام للمشاركة في مهرجان بحري ضخم

الخط الزمني للأحداث في 7–8 أكتوبر قرب وداخل كيبوتس جيفيم:

المرحلة الأولى: بدء الهجوم ومحاولات التسلل (من 6:29 صباحاً حتى 7:25 صباحاً)
– دوّت صافرات الإنذار في البلاد عند 6:29 صباحاً مع بداية المجزرة.
– نحو 6:58 صباحاً تحرّك إرهابيون في محيط المصانع الصناعية التابعة لمجلس شَعَار هَانِغِيف الإقليمي قرب جيفيم.
– عند 7:10 صباحاً طلب منسق أمن الكيبوتس من نائبه التوجّه إلى بوابة السياج نظراً لتعقيد الوضع.
– في 7:13 أرسل النائب رسالة عبر واتساب لأعضاء فرقة التأهب الطارئ يحذّرهم ويأمرهم بإحضار أسلحتهم.
– في 7:21 مرّت مجموعة من ثمانية إرهابيين على متن شاحنة صغيرة عند مفرق شَعَار هَانِغِيف متجهين نحو كيبوتس جيفيم.
– في 7:22 حاول الإرهابيون اقتحام محطة الوقود قرب الكيبوتس لكنّهم فشلوا.
– بحلول 7:25 وصل هؤلاء المقاتلون المميزون إلى نقطة الحراسة في الكيبوتس وحاولوا التسلل.

المرحلة الثانية: القتال عند بوابة محيط الكيبوتس (من 7:25 حتى 7:28)
– قرّباً من 7:15 خرج منسق الأمن في دورية على طريق محيط الكيبوتس، وعند وصوله إلى نقطة الحراسة فتحت عليه النار من اتجاه السياج.
– تراجع قليلاً، نزل من المركبة وأطلق النار فأصيب خلال الاشتباك.
– أبلغ منسق الأمن نائبه ونائب منسق الأمن في مجلس شَعَار هَانِغِيف عن المواجهة. تحرّك النائب إلى نقطة الاتصال ووجّه فرقة التأهب إلى البوابة الرئيسية.
– في 7:26 خرج ضابط عمليات من قيادة الجبهة الداخلية للمنطقة الجنوبية، وهو من سكان الكيبوتس، متجهاً إلى نقطة الحراسة وتعرّض لإطلاق نار.
– بعد دقيقة، قاد أحد السكان سيارته صوب الحراسة وتعرّض لإطلاق نار وقُذفت إليه قنبلة يدوية.
– في 7:28 غادر الإرهابيون منطقة بوابة الكيبوتس متجهين إلى ياحيني.
– في 7:29 أطلق الإرهابيون النار على مركبة أحد سكان الكيبوتس على الطريق 34 فأُصيب، لكنه واصل القيادة ودخل إلى الكيبوتس.
– في 7:30 وصل نائب منسق الأمن مع المقيم والعميد المتقاعد غيل شوارسمان إلى البوابة الرئيسية.
– في نحو 7:33 طُلب من أعضاء فرقة التأهب التمركز للدفاع، ومنذ ذلك الحين تولّى شوارسمان قيادة الفرقة وقام بدور منسق الأمن طوال مدة المجزرة.

يقرأ  آلاف يغادرون منازلهم في الفلبين مع اقتراب العاصفة

المرحلة الثالثة: مكافحة الإرهابيين على الطريق 34 وفي ياحيني (من 7:40 حتى 10:40)
– عند 7:40 تمركز 11 عنصراً من الفرقة في خمس نقاط حول الكيبوتس لأداء مهام دفاعية طيلة اليوم، وبدأ فريق آخر بدوريات في المنطقة.
– في 7:55 طلب نائب منسق الأمن من الأعضاء غير المسلّحين التوجّه إلى مخزن الأسلحة لتسليح أنفسهم.
– في 8:04 وصل الإرهابيون إلى ياحيني وانقسموا؛ مجموعة بقيت هناك وأخرى فرّت بمركبة مسروقة نحو الحقول شمال المجتمع.
– في 8:09 نصّبوا كميناً على الطريق 34 بين جيفيم وياحيني.
– في 8:11 قتِل مدنيان هربا من مهرجان نوفا للموسيقى.
– في 8:14 عثر الرقيب أميت غيتا من وحدة الماغلان على كمين للإرهابيين على الطريق، حاول منعه، فأُصيب إصابة بالغة وتوفي لاحقاً.
– حتى نحو 10:40 قُتل بقية الإرهابيين خلال مواجهات متفرقة نفذتها وحدة يامام لمكافحة الإرهاب، وضابط من وحدة يوآف، وحراس أمن من وحدة بلدية قريبة، بمشاركة عناصر أمن إضافيين ومدنيين مسلّحين.

المرحلة الرابعة: وصول تعزيزات دفاعية وإنقاذ مدنيين في محطة وقود مجاورة (من 10:30 صباحاً في 7 أكتوبر حتى 4 مساءً في 8 أكتوبر)
– قرابة 10:30 وصل قائد كتيبة الـ13 في لواء جولاني، المقدم تومر غرينبرغ، إلى بوابة الكيبوتس.
– قدّم أعضاء فرقة التأهب مخازن ذخيرة له ومروّين فريقه إلى مفرق جيفيم، وكان هدف غرينبرغ الوصول إلى كيبوتس كفار عزا عبر الحقول المكشوفة.
– عند وصولهم رأوا مركبة معادية في حقل مفتوح وأطلقوا النار عليها.
– عند 12:00 غادرت سيارتان تقلان أعضاء الفرقة محاولتين الوصول إلى محطة الوقود القريبة لإنقاذ 12 مدنياً مختبئين في غرفة محمية هناك.
– تم نشر أعضاء آخرين لتغطية نقاط الحراسة في الكيبوتس، وقام بعضهم بجولات من بيت إلى بيت لمساعدة السكان.
– استمر القتال على الطريق 34 وفي الحقول المحيطة طوال يوم 7 أكتوبر، بحسب التحقيق.
– عند 6 مساءً وصلت فرقة من وحدة شالداج التابعة للقوات الجوية إلى محطة الوقود للتحضير لنشر إضافي، وخلال اقترابهم من مفرق جيفيم سمعوا إطلاق نار.
– لاحقاً وصلت مجموعة ضباط من وحدة تكتيكية في حرس الحدود تبحث عن مكان للاجتماع إلى نقطة الحراسة حيث التقت بشوارسمان، الذي أخبرهم بأن عناصر فرقة التأهب رصدوا حركة مشبوهة على تلة قريبة بين الطريق 34 والكيبوتس.
– بناءً على ذلك، وبصفته منسق الأمن، قسم شوارسمان القوة التكتيكية، فتحرّك بعضهم نحو نقطة المراقبة بينما شقّ آخر طريقه للالتفاف نحو التلة.
– شملت عمليات الشرطة تمشيطاً مع استخدام نيران حية لاستهداف نقاط الحركة المشبوهة، بالتنسيق مع شالداج وبقية الوحدة التكتيكية.
– في 8 أكتوبر حوالى الرابعة مساءً وصلت قوة عسكرية منظمة للدفاع عن الكيبوتس، وحتى ذلك الحين اعتمد الدفاع أساساً على فرقة التأهب الطارئ.
– تلقّى السكان الذين لم يخلّوا بالمبادرة مساعدة في الإجلاء من جنود الجيش الذين وصلوا بعد الظهر.
– خلال عمليات التفتيش اللاحقة عُثر على عاملين أجنبيين؛ أحدهما وجد جريحاً والآخر ميتاً.
– كذلك عُثر في الأيام التالية على إرهابيين أحياء وجثث من قُتلوا في المناطق المحيطة بجيفيم وياحيني وأجزاء أخرى من مجلس شَعَار هَانِغِيف، ما أدى إلى اشتباكات إضافية بين قوى الأمن وبقايا العناصر الإرهابية.

يقرأ  بحّار في البحرية الأمريكية يُدان بتهمة التجسّس لصالح الصين

(ملحوظة: التحقيق وصف أداء فرقة التأهب وكفاح الأهالي كعامل حاسم في تمكين وصول القوات النظامية المنظمة لاحقاً ودعم إنقاذ المدنيين، مع توصية بتعزيز وسائل الحماية المجتمعية وإمكانيات المراقبة لتجنّب غياب أدلة دقيقة عند وقوع هجمات مستقبلية)

أضف تعليق