تحقيق جيش الدفاع الإسرائيلي في 7 أكتوبر يكشف ثغرات دفاعية وانتصارات بطولية في معسكر يفتاح ومعبر إيرز ضد حماس

أظهرت نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر 2023 مزيجاً من نجاحات taktikiّة وإخفاقات تكتيكية في معارك قرب معسكر يفتاح، مركز القيادة الإقليمي إيرز، وميدان إطلاق النار زيكيم، مما ساهم في إحباط محاولات تسلل حماس.

نتائج عامة حول معركة معسكر يفتاح
– خلص التحقيق إلى أن وصول كتيبة المشاة السابعة والسبعين من لواء المدرعات السابع بسرعة وتصديها بشجاعة في صباح 7 أكتوبر حال دون سقوط معسكر يفتاح بيد المهاجمين، رغم محاولة حماس الاستعداد لاقتحامه لسنوات. سقط في المعملية تسعة جنود إسرائيليين.
– كانت الكتيبة في منطقة الدوريات الحدودية منذ الساعة 05:30 صباحاً، وبدأ الهجوم الشامل عند 06:29 بتصاعد إطلاق الصواريخ ومحاولات تسلل بواسطة باراشوت شراعي، مركبات ومشاة. قُوبلت القوات بهجوم منظَّم تفوق فيه المهاجمون عددياً.
– ساعد وصول قوى احتياطية وقادة كبار إلى الميدان في منع مزيد من التسللات شمال قطاع غزة، وإعادة فرض السيطرة التشغيلية على المنطقة.

دروس وإجراءات مُستخلصة بشأن دفاع المعسكر
– على الرغم من أن الإرهابيين نجحوا في اقتحام بعض مواقع داخل المعسكر، تبيّن أنهم انسحبوا سريعاً نحو غزة بمركبة عسكرية مسروقة. التحقيق أوضح أن إجراءات القتال الأساسية اُتّبعت بشكل عام، لكنه أوصى بإعادة تقييم بنية الدفاع ووضع بروتوكولات جديدة، من بينها تمركز قوة قتالية دائمة قرب مقر قائد الكتيبة لتحسين الفاعلية الدفاعية.
– ثبت أن تعيين عنصر غير مقاتل كحارس في نقطة دورية الحدود أضعف القدرة الأولية على الاستجابة، وأن غياب مشغلي آليات الهندسة القتالية خلال القتال أضر بقدرة الدفاع ولم يرقَ لمعايير الجيش من الناحية المهنية والأخلاقية.
– عودة سيارات الإسعاف إلى المعسكر في بداية الهجوم حدّت من المرونة الطبية، وفشل إحدى سيارات الإسعاف في العودة بعد نقل جندي للمستشفى أثر سلباً على الاستجابة الطبية داخل المعسكر؛ وفي غيبة الإسعاف برز دور مدني في إجلاء الجرحى والقتلى ونال تقديراً في التحقيق.
– تميّزت قوات احتياطية ووحدات متخصصة—منها لواء المظليين، وحدة الكلاب “أوكيتز” وقوات ماغلان—بسرعة التحرك وتشغيل الدبابات والمشاركة في استعادة السيطرة ومنع نجاح أهداف الإرهابيين.
– وعلى مستوى مقر الكتيبة، تصرف الجنود تحت النار بصورة مهنية: المراقبون استمرّوا في توجيه القوات، غرفة العمليات أدت دورها، وشارك أفرادها في معالجة وإخلاء المصابين.

يقرأ  حماس تؤكّد وفاة محمد سنوار بعد مرور ثلاثة أشهر على إعلان جيش الدفاع الإسرائيلي

تحقيق معركة مركز القيادة الإقليمي إيرز وميدان زيكيم
– بين التحقيق أن وحدة الاستطلاع، طاقم الدبابة، قائد السرية وعدد من الجنود كانوا حاسمين في إرباك خطة الإرهابيين وتأخير تأثرهم والتوغّل العميق. أسفرت المواجهات عن مقتل أربعة جنود و١٥ إرهابياً؛ اثنان قُتلا أثناء محاولة اقتحام المركز الإقليمي، ثلاثة أثناء صعودهم من البحر، وعشرة أثناء القتال في منطقة ميدان زيكيم.
– أكدت النتائج أن تحرّك وحدة الاستطلاع السريع نحو الحاجز ومنعها محاولات حفر تحت السياج الحدودي وإطلاق النار على من حاولوا الاقتحام عبره كان عنصراً محورياً في إحباط توجّه من هذا المسار.
– تعبئة الوحدة تجاه شاطئ زيكيم عقب تقارير عن تسلل بحري والقتال الحازم في ميدان الرماية أسفرت عن خسائر كبيرة بين المهاجمين وأدت إلى تأخيرهم وتغيير مجريات الاشتباكات.
– تحرّك طاقم الدبابة بسرعة ووضعه المدافع وأطلق القذائف من دون انتظار أوامر ساهم في إيقاف الهجوم على طريق التسلل وإرباك مخططات الإرهابيين.
– قرار الرقيب الأول أوفير زيوني بمرافقة زميله للقتال عند شاطئ زيكيم ومواجهته الإرهابيين ساعد في بناء الصورة الميدانية وإعداد القاعدة لمواجهة محاولات التسلل، وقد استشهد زيوني خلال القتال.
– أثّر وجود نائب قائد السرية عند نقطة الدورية الساعة 05:30 على زمن الاستجابة وجاهزية القوة، إذ كان مقر القيادة ناقصاً في التشكيلة ويفتقر إلى كشاف في القاعدة. تمركز قوات السرية في منطقتين فقط حدّ من مرونة الانتشار؛ كان من شأن توزيع القوات على مناطق أخرى أن يحسّن أوقات الاستجابة والقدرة الدفاعية.
– خلص التحقيق إلى غياب فهم لدى الجنود أن قصف الصواريخ والهاون كما حصل بتاريخ 7 أكتوبر يُعد مؤشراً على هجوم وشيك؛ لذلك لم تُتخذ إجراءات تحضيرية مناسبة مثل تعزيز المواقع لمنع التسلل.
– دخول جنود إلى مناطق محمية أثناء قصف الصواريخ والهاون أثر سلباً على زمن الاستجابة وقدرة المراقبة، لذا أوصى التحقيق بضرورة حماية نقاط الرصد، بما فيها مراكز قيادة السرية، حتى يبقى الجنود في مواقع آمنة أثناء الدفاع دون تعريض أنفسهم للخطر.
– وجود سرية احتياط عند معبر إيرز أدَّى إلى افتقار كتيبة 77 إلى قوة احتياط جاهزة، ما حدّ من قدرتها على التأثير في ساحة المعركة.
– في المقابل، أشاد التحقيق بعدد من الجنود على سلوكهم التشغيلي الصحيح وشجاعتهم خلال الاشتباكات.

يقرأ  الحوثيون يؤكدون مقتل رئيس وزرائهم في غارات إسرائيلية

خامات ختامية
التحقيق العسكري أبرز نقاط قوة عززت القدرة على إحباط محاولات التسلل، وفي الوقت نفسه كشف عن ثغرات تنظيمية وإجرائية تتطلب إعادة تشكيل بنى دفاعية، توزيع قوى أفضل، وتعزيز الفاعلية الطبية والاحتياطية لضمان جاهزية أعلى في مواجهة هجمات مماثلة في المستقبل. ان نتائج التحقيق تشكل أساساً للتعلم والتطوير المستمر. (ملاحظة: ان بعض التوصيات ستتطلب تغييرات هيكلية وتدريبات متقدمة في الميدان.)

أضف تعليق