تخفيض أمريكي حاد للمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى ٢ مليار دولار وسط مطالبات ترامب بإجراء إصلاحات

الولايات المتحده تعلن مساهمة بقيمة ملياري دولار للمساعدات الإنسانية الأممية

نُشر في 29 ديسمبر 2025

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدّم 2 مليار دولار كمساهمة مخصصة لجهود الأمم المتحدة الإنسانية — مبلغ يفوق كونه جزءًا ضئيلاً من نطاق تمويلها التقليدي، خصوصًا في ظل تقليص إدارة الرئيس دونالد ترامب لدور البلاد في المعونة الخارجية. يأتي هذا الالتزام المخفّض بعد سنوات شهدت مساهمات أميركية تصل إلى نحو 17 مليار دولار، منها نحو 8–10 مليارات دولار مساهمات طوعية، وفق مسؤولين أمريكيين.

آلية التوجيه والدول المستهدفة
المبلغ المعلن سيشكل صندوقًا مُركّزًا يمكن توجيهه إلى دول أو أزمات محددة؛ وقد تمّ استهداف 17 دولة في المرحلة الأولى، منها بنغلاديش، جمهورية الكونغو الديمقراطية، هايتي، سوريا و اكرانيا. لم تُدرج أفغانستان في القائمة، كما أن فلسطين لن تُغطى من هذا الصندوق مباشرةً بحسب المسؤولين الذين قالوا إن تمويل غزة مُدرج ضمن خطة غزّة التي لم تكتمل بعد.

تداعيات واسعة وخفض في التمويل الغربي
هذا الإعلان جاء فيما أطلق الأمين العام للأمم المتحدة نداء 2026 لتمويل بقيمة 23 مليار دولار — أي نحو نصف ما يلزم — مما عكس خسائر التمويل الغربي وتأثيرها العميق على برامج الإغاثة. كانت الأمم المتحدة قد حذّرت في وقت سابق من أنها ستُضطر إلى خفض برامجها بصورة جوهرية في ظل “أعمق تقليصات تمويلية على الإطلاق” في قطاع المعونة الدولية.

تفكيك منصة المعونة الأمريكية
لقد عملت إدارة ترامب، بحسب تقارير متعددة، على تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) كأساس للسياسة الأمريكية في المساعدات الخارجية، داعيةً وكالات الأمم المتحدة إلى “التكيّف أو الانكماش أو الموت” استجابةً لنهجها.

على الأرض: آثار سريعة ومُدمّرة
شهدت مناطق الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا آثارًا فورية للخفض في المساعدات. في يوليو، حذرت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين من أن أكثر من 11 مليون لاجئ قد يفقدون الوصول إلى المساعدات، وأن الوكالة تلقت آنذاك نحو 23% فقط من موازنتها البالغة 10.6 مليارات دولار، مع توقّع موازنة نهائية تقارب 3.5 مليارات دولار لتلبية احتياجات 122 مليون شخص.

يقرأ  «ترامب: الولايات المتحدة ضربت زورقًا فنزويليًا آخر للمخدرات وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة»

وذكرت المفوضية أن الخدمات الأساسية للاجئي الروهينغا في بنغلاديش معرضة للانهيار، وأن التعليم لحوالي 230 ألف طفل من الروهينغا قد يَتوقّف. كما توقّعت الأمم المتحدة ارتفاعًا في وفيات الإيدز/الإتش آي في بحلول 2029 نتيجة سحب التمويل، فيما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من 650 طفلاً فارقوا الحياة نتيجة سوء التغذية في نيجيريا كنتيجة مباشرة لخفض المساعدات الدولية.

السيطرة على منابع التمويل
نقلاً عن وكالة الأنباء، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن الملياري دولار جزء من خطة أوسع تهدف إلى أن تتولى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (OCHA) “التحكم بصنبور التمويل”. وأضاف المسؤول أن إدارة ترامب تسعى إلى “مزيد من السلطة القيادية المجمعة” بين وكالات الأمم المتحدة.

ردّ ممثّل OCHA وتقييم الصفقة
رغم انتقادات رئيس OCHA توم فليتشر لما وصفه بـ”اللامبالاة” الدولية تجاه تزايد الاحتياجات الإنسانية واعتباره أن مكتبه “تحت الهجوم”، بدا فليتشر متسامحًا إلى حد ما مع صفقة الملياري دولار، ووصف أمام وكالة أسوشيتد برس الولايات المتحدة بأنها “قوة إنسانية عُظمى”.

أضف تعليق