تدخل الحكومة الكندية لدرء إضراب «إير كندا» وإنقاذ أكثر من 100 ألف مسافر

أمرت الحكومة الكندية شركة “إير كندا” ومضيفي ومضيفاتها المضربين بالعودة إلى العمل والدخول في إجراءات تحكيم قسرية يوم السبت، بعد إضراب عطّل خطط سفر أكثر من مئة ألف مسافر حول العالم في ذروة موسم السفر الصيفي.

قالت وزيرة الوظائف الفدرالية باتي هاجدو إن الوقت ليس وقتًا للمخاطرة بالاقتصاد، مؤكدة أن التدخّل الحكومي يهدف إلى حماية الحركة الاقتصادية. ويعني القرار أن نحو عشرة آلاف من المضيفين والمضيفات سيعودون للعمل.

“انهارت المفاوضات. من الواضح أن الطرفين لم يبرا حلَّاً للقضايا الرئيسية التي لا تزال عالقة، وسيحتاجان إلى مساعدة المحكّم”، هذا ما صرحت به هاجدو أثناء الإعلان عن التدخّل.

وأضافت الوزيرة أن استئناف الخدمات بالكامل قد يستغرق أيَّامًا، مشيرة إلى أن الأمر يخضع لقرار مجلس العلاقات الصناعية الكندي.

كان تعليق تشغيل أكبر شركة طيران في كندا، في وقت مبكر من يوم السبت، يؤثر على حوالى 130 ألف شخص يوميًّا، وقد يظل نحو 25 ألف كندي عالقين. وتدير “إير كندا” ما يقرب من 700 رحلة يومياً.

تصاعد النزاع المرير حول العقد بين الشركة والاتحاد الذي يمثّل 10 آلاف من مضيفيها ومضيفاتها يوم الجمعة، بعدما رفض الاتحاد طلب الشركة الدخول في تحكيم بتوجيه حكومي، وهو الإجراء الذي يلغي حق الإضراب ويتيح لطرف ثالث تقرير بنود العقد الجديد.

الجانبان متباعدان بشأن الأجور

ألكس لاروش، مسافر يبلغ من العمر 21 عاماً، وقال إن رحلته إلى أوروبا باتت مهددة، فكّر في حجز رحلات جديدة مع شركة أخرى، لكنه وجد أن معظم الرحلات شبه ممتلئة وأسعارها تفوق أكثر من ضعف ما دفعه، إذ دفع نحو 3,000 دولارات للتذاكر الأصلية. في البداية غضب لاروش من قرار الاتحاد بالإضراب، لكنه تغيّر موقفه بعد اطلاعه على القضايا الجوهرية في المفاوضات، لا سيما موضوع الأجور.

يقرأ  الرأس الأخضر يعلن حالة الطوارئ إثر فيضانات قاتلة

“رواتبهم بالكاد تكفي للعيش”، هكذا عبّر لاروش عن موقفه.

تجري “إير كندا” والاتحاد الكندي للموظفين العموميين مفاوضاتٍ منذ نحو ثمانية أشهر دون التوصل إلى اتفاق مبدئي. ويؤكد الطرفان أنهما لا يزالان على مسافة كبيرة فيما يتعلّق بالأجر والعمل غير المدفوع الذي يقوم به المضيفون والمضيفات حين لا تكون الطائرة في الجو.

وقالت ناتاشا ستيا، مضيفة لدى “إير كندا” ورئيسة فرعٍ محلي في الاتحاد، إنهم يحزنون لما يتعرّض له الركاب: “لا أحد يريد رؤية كنديين عالقين أو قلقين بشأن خطط سفرهم، لكننا لا نستطيع العمل مجاناً”. وتشكل النساء نحو 70% من طاقم المضيفين والمضيفات. وأشارت ستيا إلى أن طيّاري الشركة، الذين يغلب عليهم الذكور، تلقّوا زيادة معتبرة العام الماضي، وتساءلت عما إذا كان المعاملة عادلة.

قدّمت الشركة عرضاً أخيراً تضمن زيادة إجمالية في التعويضات تبلغ 38% بما في ذلك المزايا والمعاشات على مدى أربع سنوات، وقالت إنه “كان سيجعل مضيفينا من الأكثر حصولاً على تعويض في كندا”. لكن الاتحاد اعترض، معتبرًا أن الزيادة المقترحة التي بلغت 8% في السنة الأولى غير كافية في ظل معدلات التضخم المتصاعدة.

أضف تعليق