تدقيق الحقائق: خطاب دونالد ترامب أمام البرلمان الإسرائيلي أخبار دونالد ترامب

فجر تاريخي، بحسب ترامب

في اليوم الذي تبادلت فيه إسرائيل وحماس أسرى وموقوفين، كجزء من صفقة غزة، قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق الذي شارك في التفاوض عليه بوصفه «فجرًا تاريخيًا لمنطقة الشرق الأوسط الجديدة». قال أمام الكنيست: «هذه ليست نهاية حرب فحسب، بل نهاية عصرر الإرهاب والموت وبداية عصر الإيمان والأمل والله».

تفاصيل الصفقة ومسارها

ركز خطاب ترامب على جهود إدارته في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، الذي شمل هدنة في غزة وإطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا، و250 سجينًا سياسيًا فلسطينيًا، ونحو 1700 معتقل من غزة احتُجزوا دون توجيه تهم، وكثير منهم عُرف أنهم «اختُفوا قسرًا» من قبل القوات الإسرائيلية. بعد كلمته، توجه ترامب إلى مصر لتوقيع الاتفاق مع قادة دوليين في قمة أطلقت المرحلة الأولى من الصفقة.

مراحل الخطة والهيكلة المقترحة

تنص الخطة على أن تقوم دول عربية وشركاء دوليون بتشكيل قوة استقرار للنشر في غزة، بينما تنتقل إدارة الشؤون اليومية من حماس إلى لجنة فلسطينية تضم ممثلين فلسطينيين وخبراء دوليين، مع إشراف من «مجلس السلام» الذي يرأسه ترامب ويشارك فيه رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير.

السياسة والشخصيات

أشاد ترامب بمفاوضه المعين، ستيف ويتكوف، وبوزير خارجيته ماركو روبيو، وهاجم سلفيه الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن. كما دعا رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ إلى العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوو الذي يواجه قضايا فساد استمرت سنوات.

تدقيق في تصورات تصريحات ترامب

ادعاء «حل ثمانية حروب في ثمانية أشهر»

وُصف الاتفاق بأنه لحظة محورية في صراع طويل، ولعب ترامب دورًا بارزًا، لكن تكرار قوله إنه «حَلّ ثمانية حروب في ثمانية أشهر» مبالغ فيه. شارك ترامب في تهدئات خففت نزاعات مثل مجالات التوتر بين إسرائيل وإيران، والهند وباكستان، وأرمينيا وأذربيجان، لكن تلك التفاهمات كانت غالبًا محدودة ومقترنة بنفي أو خلاف من قادة آخرين حول مدى مساهمته. وفي حالات أخرى لم يضع السلام جذورًا: استمرار العنف رغم اتفاق بين الكونغو ورواندا، واعتراف كامبوديا وتايلاند بوقوع انتهاكات تهدئة، وكذلك النزاع المستمر بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الذي بقي في خانة الخلاف الدبلوماسي أكثر منه مواجهة عسكرية.

يقرأ  الحكم بالإعدام على هندي لإضرامه النار في زوجته وقتلها بدعوى لون بشرتها

الضربات الأميركية على منشآت نووية إيرانية

بالنسبة لعملية «القرصان الليلي» التي قُصفت فيها ثلاث منشآت نووية إيرانية، من الصعب أن يتأكد العامة ما إذا كانت تلك المواقع «مُحيت بالكامل»، لأن تقييمات الاستخبارات الأميركية وحلفائها ليست متاحة بالكامل. مرّ أكثر من ثلاثة أشهر على استهداف موقع فردو تحت الأرض، وما زال تقدير حجم الضرر غير حاسم. تحليلات لاحقة أشارت إلى احتمال كبير لوجود أضرار معتبرة، لكن بقاء متغيرات كثيرة يجعل اليقين النهائي صعبًا.

اتفاق إيران النووي سنة 2015

أخلّ ترامب بذكر أن إيران التزمت إلى حد كبير باتفاق 2015 الذي قيد برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات، والاتفاق كان محدد المدة زمنياً. انسحب ترامب من الاتفاق عام 2018 ولم يعِد التفاوض عليه كما كان يعدّ. امتدح كثيرون الاتفاق لنجاحه في إبعاد السلاح النووي عن طهران، وأفاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تنتهك بنودًا جوهرية، باستثناء اختلالات طفيفة عُولجت لاحقًا. بعد خروج الولايات المتحدة وعودة العقوبات، خفّضت إيران مستوى التزامها بالاتفاق.

مزاعم «كراهية» أوباما وبايدن لإسرائيل

تكرار ترامب أن إدارات أوباما وبايدن «كانت تكره إسرائيل كرهًا مطلقًا» يفتقر إلى الدقة. رغم توتر علاقات سياسية مع نتنياهو في فترات معينة، استمرت الولايات المتحدة تحت كلتا الإدارتين في دعم السياسة الخارجية الإسرائيلية ومنحها دعماً عسكريًا مهمًا. يؤكد باحثون مثل أوسامة خليل أن الادعاء بوجود عداوة شخصية شاملة من الطرفين تجاه إسرائيل غير دقيق؛ إذ شهدت تلك الفترة توسيعًا للمساعدات والتنسيق العسكري، بما في ذلك مذكرة تفاهم لعشرين سنة بقيمة 38 مليار دولار وُقعت عام 2016، واستمر تمويل العتاد والعمليات تحت إدارة بايدن. خلال العامين اللذين انقضيا منذ 7 أكتوبر 2023، أنفقت الحكومة الأمريكية نحو 21.7 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

يقرأ  البيت الأبيض يتراجع عن ادعاء ترامب بأن فصل الموظفين قد بدأ خلال إغلاق الحكومة— أخبار الحكومة

أصدر بادين أوامر بنشر قوات أمريكية داخل إسرائيل ومحيط قطاع غزة، كما مارست واشنطن حماية دبلوماسية لإسرائيل في محافل الأمم المتحدة عبر استخدام حق النقض أمام عدد من قرارات وقف إطلاق النار.

أوباما وبايدن: ما الذي جرى مع “اتفاقيات إبراهيم”؟

رئاسة أوباما انتهت قبل سنوات من توقيع اتفاقيات إبراهيم، بينما جاءت تسويات عام 2020 خلال الولاية الأولى لترامب لتجمع قادة إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب على مسار تطبيع يقضي بإنهاء العداء الرسمي، وفتح سفارات، ومنع الأعمال العدائية، وتشجيع السياحة والتبادل التجاري.

حاولت إدارة بايدن ضمّ السعودية إلى منظومة الاتفاقات، غير أن هذا المسعى تلاشى بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حركة حماس والتي فتحت الطريق أمام حرب إسرائيل العنيفة على قطاع غزة. ووصفت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة ما جرى في غزة بأنه إبادة جماعية.

بعد هذه الحرب، أصبح إحراز تقدم في إقامة علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل أمراً أكثر تعقيداً، بحسب جيريمي برسمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كونيتيكت والمتخصص في النزاع العربي‑الإسرائيلي.

خلال المواجهات، قُتل أكثر من 68,000 فلسطيني، كان أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، ودُمّرت نحو 92% من المباني السكنية في غزة، التي يعيش فيها نحو 2.3 مليون نسمة.

أضف تعليق