تدقيق الحقائق: خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة — أخبار الأمم المتحدة

توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه لا يرى نهاية وشيكة للحرب على غزة، بالرغم من الإدانة الدولية.

كما رفض نتنياهو استنتاجات لجنة أممية تفيد بأن إسرائيل ارتكبت ابادة جماعية في غزة، قائلاً إن التهجير القسري للمدنيين يَنقُض هذا التقييم.

قصّة مختصرة لبعض أبرز ادعاءاته، مع تحقق من الوقائع:

ادعاءات نتنياهو بشأن غزة

الادعاء: إذا وافقت حركة حماس على شروط إسرائيل، يمكن للحرب أن تنتهي “حالاً”.
التحقق من الحقائق: إسرائيل، بدعم سياسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة، أعاقت مراراً جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. نتنياهو وحكومته تعرّضوا لانتقادات شديدة من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، ومن مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين تظاهروا للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى. في 18 مارس، أجهضت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس عبر قتل أكثر من 400 فلسطيني وفرض حصار شامل دام شهوراً أدى إلى مجاعة في القطاع. وفي وقت لاحق هذا الشهر، ادعت إسرائيل أنها قبلت اقتراح وقف إطلاق النار ثم قصفت قطر فوراً في محاولة بائسة للقضاء على القيادة السياسية لحماس خارج غزة ومحو أي أمل في المفاوضات.

الادعاء: إسرائيل تبذل جهداً كبيراً لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة.
التحقق من الحقائق: خلافاً لزعم نتنياهو بأن نسبة الضحايا من المدنيين إلى المقاتلين “أقل من اثنين إلى واحد”، كشفت تحقيقات في أغسطس أن قاعدة بيانات إسرائيلية سرية أظهرت أن 83% من القتلى الذين قتلتهم إسرائيل في غزة كانوا مدنيين. أظهر تحقيق مشترك لمنشورات ومؤسسات صحفية أنه من بين قائمة تضم نحو 8,900 اسماً لعناصر يُعتقد أنهم من حماس، كان عدد منهم مسجلين كـ”ربما” قُتلوا، ما يعني أن نسبة المدنيين القتلى قد تكون أعلى.

يقرأ  معهد التخنيون يطلق برنامجًا جديدًا للطلاب الدوليين الفارين من معاداة السامية في الحرم الجامعي

الادعاء: حماس هي التي تعرض المدنيين للخطر بإجبارهم على أن يكونوا دروعاً بشرية.
التحقق من الحقائق: تكررت مقولة نتنياهو بأن “حماس تتوضع في المساجد والمدارس والمستشفيات والمباني السكنية وتحاول إجبار المدنيين على البقاء في أماكن الخطر”، وهي تبرير تستخدمه إسرائيل كثيراً لقصف أماكن تحتمي بها المدنيون، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساجد ومرافق المياه ومحطات الطاقة وبنى تحتية أخرى ضرورية للحياة. ومع ذلك، لم تقدّم إسرائيل دليلاً على أن حماس أو مقاتلين آخرين يستخدمون هذه المرافق كمراكز “قيادة وسيطرة عسكرية” بالكيفية التي تُعرض بها الادعاءات.

الادعاء: دولة ترتكب إبادة جماعية لن تتوسل للمدنيين بأن يبتعدوا عن مسار قنابلها.
التحقق من الحقائق: يزعم نتنياهو أن أوامر الإخلاء القسري، التي تمنح العائلات وقتاً ضئيلاً لحزم حياتها والفرار أو المخاطرة بالموت، تنفي الاستنتاجات المتعددة المبنية على أدلة بأن إبادةً تُرتكب في غزة. لكن محكمة العدل الدولية، ولجنة تحقيق أممية مستقلة، وجمعية دولية لعلماء الإبادة الجماعية، وعدد كبير من منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك المنظمة الإسرائيلية بتسيلم ومنظمة العفو الدولية، والعديد من الدول، خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمالاً تصل إلى حدود الإبادة الجماعية. كما شهدت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات والأطباء العاملين في غزة بأن إسرائيل منعت المساعدات بشكل منهجي وخلقت بيئة خطيرة وبائسة تُعرض فيها المساعدات للنهب بانتظام.

الادعاء: إسرائيل لا تمنع دخول المساعدات إلى غزة؛ حماس هي التي تسرق المساعدات من الفلسطينيين.
التحقق من الحقائق: أظهرت تقارير عديدة أن حماس ليست هي التي تسرق المساعدات الضئيلة المسموح بدخولها إلى غزة؛ قدمت تقارير أعدّها الجيش الإسرائيلي نفسه ووكالة المساعدات الأمريكية (USAID) دلائل على ذلك. فرضت إسرائيل حصارات كاملة على دخول المساعدات إلى القطاع في فترات متفرقة، وآخرها بين مارس ومايو من هذا العام. في مايو، أعلنت عن دعمها لما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” كموزع للمساعدات، مع أربعة مواقع فقط لخدمة نحو مليوني نسمة في كامل القطاع. تعتمد المؤسسة على حراس مسلحين وجنود إسرائيليين لتأمين مقراتها، وقد قُتل أكثر من 1,000 شخص هناك أثناء محاولتهم تأمين مساعدات غذائية لأسرهم. من ناحية أخرى، اعترف نتنياهو علناً بأن حكومته تدعم ميليشيا فلسطينية في غزة تُتهم على نطاق واسع بنهب شاحنات المساعدات.

يقرأ  سفير فرنسا: الاعتراف بفلسطين شرط أساسي لتطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل

ادعاءات نتنياهو بشأن المنطقة

الادعاء: إيران تطوّر بسرعة برنامجاً نووياً هائلاً وبرنامج صواريخ باليستية ضخمين بهدف تدمير إسرائيل وتهديد الولايات المتحدة وابتزاز الدول.
التحقق من الحقائق: إيران تقول دائماً إن برنامجها النووي، الذي امتدّ لأكثر من عقدين، لأغراض مدنية فقط وأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي. إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً حالياً، على عكس ما يُعتقد أن إسرائيل تمتلكه. الاعتقاد الغربي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بأن طهران كانت تسعى لبناء قنبلة أدى إلى عقوبات أممية رُفعت بمقتضى اتفاق 2015 الذي قيّد قدرات التخصيب الإيرانية. انسحب دونالد ترامب من الاتفاق أحادياً في 2018، فبدأت إيران تدريجياً في زيادة تخصيبها النووي إلى نسب تصل الآن حتى 60%، وهو خطوة فنية قريبة من النسبة المطلوبة لصنع سلاح، لكنها تصر على أنها لن تبني سلاح دمار شامل.

الادعاء: إسرائيل قتلت كبار قادة عسكريين وعلماء نوويين في إيران.
التحقق من الحقائق: نجحت إسرائيل في اغتيال عشرات من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، لكن السلطات الإيرانية أكدت أن القضاء على أفراد لن يثنيها عن تحقيق أهدافها، وأن دفاعاتها الجوية في بعض المناطق بقيت سليمة أو أعيدت صيانتها أو استبدالها. كما هددت إيران بشن ضربات انتقامية إضافية إذا شُنّت عليها هجمات جديدة.

الادعاء: إسرائيل قضت على نصف قيادة الحوثيين وحماس وحزب الله، ودمرت ترسانة بشار الأسد في سوريا وردعت ميليشيات شيعية في العراق.
التحقق من الحقائق: شنت إسرائيل هجمات متكررة على اليمن، بما في ذلك ضربات واسعة على صنعاء استُهدفت فيها مقرات يُزعم أنها للقيادة العامة للحوثيين، وقُتل فيها، بحسب التقارير، مسؤولون حوثيون بارزون. مع ذلك، لا يبدو أنها قضت نهائياً على قيادة الحوثي العسكرية، التي تواصل إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل احتجاجاً على الحرب على الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة. فيما يتعلق بحزب الله، اغتالت إسرائيل عدداً كبيراً من قياداته السياسية والعسكرية، لكن الحزب لا يزال قائماً ومصراً على مواصلة القتال ضد إسرائيل. أما حماس فقد فقدت من قياداتها داخل وخارج غزة شخصيات بارزة قُتلت، إلا أنها، رغم الضعف، تواصل صدّ هجمات القوات الإسرائيلية المقتحمة في الأرض وتجنيد مقاتلين جدد. في سوريا، استمرت إسرائيل في استهداف أصول عسكرية وبنى تحتية تابعة للنظام، مدمرةً الكثير منها، وتبقي على احتلال عسكري للجولان وأجزاء من جنوب سوريا بدعوى الأمن.

يقرأ  دودة المسمار: ما هو الطفيلي الآكل للّحم الذي وُجد في إنسان بالولايات المتحدة؟ — أخبار الزراعة

أضف تعليق